كريستينا إليزابيت.. رئيسة الأرجنتين «الإصلاحية»
تمكنت المرأة من إثبات جدارتها وقدرتها على المساهمة في جعل هذا العالم مكانا أفضل، ونافست مع الرجل الذي لم يفسح لها المجال، خاصة في المناصب العليا المتعلقة بإدارة الدول، واستطاعت أن تؤمن لها مكانا في العالم لا يستطيع أحد أن يختلف عليه.
ومن بين هؤلاء، ذاع صيت العديد من النساء المميزات في دول كثيرة، ومنهن كريستينا إليزابيت، التي استطاعت أن تكون الأولى في رئاستها لدولة الأرجنتين بالانتخاب المباشر، وأول امرأة أعيد انتخابها لهذا المنصب.
كريستينا إليزابيت فرنانديز دي كيرشنر، محامية وسياسية أرجنتينية، من مواليد 19 فبراير 1953، ولدت في لا بلاتا، محافظة بوينس آيرس، ودرست القانون في جامعة لابلاتا، وتعرفت في الجامعة على كارلوس كيرشنر، ثم تزوجته عام 1975، وأنجبا ماكسيمو عام 1977، وفلورانسيا عام 1980، وانتقلت إلى باتاجونيا مع زوجها.
شغلت عدد من المناصب الرفيعة منها، منصب الحاكم المؤقت لسانتا كروز لمدة يومين، بعد إقالة ريكاردو ديل فال في عام 1990، وانتخِبت سيناتورًا وطنيًا في الانتخابات العامة التي جرت عام 1995، ثم الرئيس الحادي والخمسين للأرجنتين منذ عام 2007 وحتى عام 2015، وكانت السيدة الأولى خلال مدة حكم زوجها نيستور كيرشنر، ثم منصب نائب رئيس الأرجنتين منذ عام 2019، وكانت ثالث امرأة تشغل منصب نائب الرئيس الأرجنتيني، وثاني امرأة تتولى منصب الرئاسة، وأول رئيسة منتخبة مباشرة، وأول امرأة أعيد انتخابها لهذا المنصب.
انتخبت لعضوية المجلس التشريعي الإقليمي، وانتخِب زوجها عمدةً لمدينة ريو جاليجوس، وسيناتورًا وطنيًا في عام 1995، وكانت فترة ولايتها مثيرةً للجدل، بينما انتخِب زوجها حاكمًا لمقاطعة سانتا كروز، وفي عام 1994 انتخِبت أيضًا لعضوية الجمعية التأسيسية التي عدلت دستور الأرجنتين، كانت السيدة الأولى منذ عام 2003 وحتى عام 2007 بعد انتخاب زوجها رئيسًا.
لم يرشح كيرشنر نفسه لإعادة انتخابه، ولكن ترشحت زوجته كريستينا إليزابيت بدلًا منه عن حزب جبهة النصر، وأصبحت رئيسة البلاد في الانتخابات الرئاسية لعام 2007، وبدأت فترة ولايتها الأولى بصراع مع القطاع الزراعي، ورُفض نظام الضرائب الذي اقترحته، بعد ذلك أممت صناديق التقاعد الخاصة، وأقالت رئيس البنك المركزي، كما ظلت أسعار الخدمات العامة مدعومة، ثم توفي كيرشنر في عام 2010، وأعيد انتخابها لاحقًا في عام 2011، وقامت بوضع ضوابط على العملة خلال فترة ولايتها الثانية.
وكانت فرنانديز دي كيرشنر، ثاني رئيسة للأرجنتين، بعد إيزابيل مارتينيز دي بيرون، ولكن وعلى عكس بيرون، انتخِبت لمنصبها، في حين انتخِبت إيزابيل بيرون نائبة الرئيس لخوان بيرون، وتولت الرئاسة تلقائيًا بعد وفاته، وكان الانتقال من نيستور كيرشنر إلى كريستينا فرنانديز دي كيرشنر أيضًا المرة الأولى التي يُستبدل فيها برئيس دولة ديمقراطي زوجته دون وفاة أي منهما.
حصلت على عدد من الجوائز منها، وسام الشمس (2010)، قلادة رهبانية إيزابيلا الكاثوليكية (2009)، مفتاح مدريد الذهبي (2009)، وسام الصليب الجنوبي، وسام المُحرر الجنرال سان مارتين، مثلت بلادها على أكثر من صعيد، ولم تخل فترة حكمها من الجدل والإثارة.