سارة وصديقاتها الثلاثة.. الغُربة تكشف "جدعنة" بنات مصر
"أكل العيش مبيرحمش.. وحلم الوصول للقمة ليس له حدود".. مثل شعبي شهير كان الدافع وراء سفر بعض الفتيات للخارجن بحثًا عن لقمة العيش، فلم تعرف الواحدة منهن الخوف، أو تهاب الرحلات الخارجية بمفردها، تجارب عديدة أجرتها العشرات من الفتيات خضن فيها بطولات فردية نسردها لكم لبعض التجارب.
"أوعوا تيأسوا.. وأتاكدوا أن تأخير دعائكم في أي حاجة عايزنها عشان أنتم مش جاهزين".. هكذا كانت نصيحة سارة عادل الطبيبة المغتربة في بوخاريست برومانيا، وتروي لنا تجربتها المليئة بالعلم والشغف والمخاطر.
سعت "سارة" هى وصديقاتها الثالثة للسفر بالخارج، وقالت: "بعد الإمتياز إجتازت المعادلة البريطانية، وكان طموحها كأي طبيب أريد السفر للمملكة المتحدة "UK"، لكن الفرصة كانت صعبة للغاية خاصة أن الملايين حول العالم يتنافسون للحصول عليها كل عام".
قررت "سارة" السفر مع صديقاتها الثلاثة إلى أمريكا، محاولات عديدة كان الفشل مصيرها إلا واحدة منهن استطاعت السفر والآن تعمل في مستشفى بنيوجيرسي.
لم تيأس سارة وباقي زميلاتها، حاولن السعي من جديد وتحكي عن ذلك قائلًا: "حاولنا السفر إلى كندا.. الإحساس بالفشل شئ فظيع كل اللي حواليك بينجحوا وأنتي واقعة"، دار هذا الخاطر بفكر سارة ورغم ذلك قررت أنها لم تيأس وتحاول مرة أخرى وهذه المرة كانت واجهتها ألمانيا وقالت: " تعلمت اللغة الألمانية خلال عام وظللت أذاكر وأدخل في معادلات، ويسيطر عليا فكرة أن العمر يمضي ورغم ذلك المحاولة لم تنجح، وحتى آخر صديقة لي تلقت دعوة من مؤتمر بإنجلترا ومنها استقرت هناك، حيث ساعدها في ذلك عمها المقيم منذ 15 عام بمدينة مانشستر".
تصف سارة حالتها تلك الفترة قائلة: "أصبحت وحيدة وأصيبت بالإحباط واكتئبت لدرجة جعلتني أقرر ترك المهنة، فمكثت بالمنزل 3 شهور وحاولت عائلتي مساعدتي للخروج من هذه الحالة، ولكن دون جدوى خاصة أن مناخ العمل هنا غير مشجع مقارنة بما يقصه لي زملائي عن النظام والحياة بالخارج".
خرجت "سارة" للتنزه مع شقيقها ولم تكن تعلم أنها في موعدا مع قدرها التي سعت له طويلا، تتذكر تلك اللحظات قائلة: "عرض عليا أخي أن نتمشى سويا، ثم فجاءة تليفون وكان لابد أن يذهب، فقررت أذهب معه خاصة أن المكان قريبا من جامعتي، وحين انتظاري له كنت اتصفح الفيس ليظهر ليه إيفنت سيبدأ خلال ربع ساعة، وسيحضره ممثلين من جامعات مثل كارول دافيلا وجامعات آخرى في أوروبا وجامعة في رومانيا"، وتابعت: "قولت أروح أسلي وقتي، وبالمرة اسأل على حاجة في الكلية، وروحت المهم ماكنتش مركزة مع الإيفنت، وبلعب ف الموبيل وصاحبتي اللي في بريطانيا، بتكلمنى شات وبتقولي فيه عجز هنا في تخصص العظام، وابدأى ماستر وتوكلي على الله في تخصص العظام، وفي نفس اللحظة فيه scholarship للي حابب يكمل ماستر عظام، فحسيتها رسالة إلهية".
الحياة ليست وردية دائما فسارة مرت بعده مواقف كفيلة بأن تجعلها تخسر كل شئ، فيكف من الممكن أن تجد نفسك إرهابي والسبب " طبق المسقعة "، تروي سارة هذا الموقف الصعب جدا حينها المضحك حاليا قائلة: " كان معايا واحدة زميلتي في السكن رومانية وطلبت منها نبدل شيفتات عشان عندي مذاكرة كتيرة الصبح، فوافقت فحبيت أطلع البنت المصرية الأصيلة وعملتلها مسقعة، وجالها تسمم واتهمونى إنى سممتها".
اللغة أيضا مثلت صعوبة لدى سارة وقالت: " منذ أن جئت إلى بوخاريست، ولم أجد من يتحدث الإنجليزية فهنا الأمر نادر، وفي أحد الأيام كان بعد أول ترم لي في رومانيا، وكنت في المستشفى، فوجدت واحدة تقول لي السلام عليكم".
تصف سارة هذه اللحظة، مثلما شعر محمد حسن في فيلم النمر الأسود،وتابعت: "بقالي 4 شهور مابسمعش عربي في البلد دي، فكملت كلام وبعد كده وقفت وقولتلها أنتي قولتى ايه لحد مستوعبت"، وجدتها تقول: "إنتي عربية فحبيت أحيكي بالعربية".
وعن حياتها العاطفية قالت: " يأتي أحيانا وقت أفكر في الإرتباط وتكوين أسرة، لكن أنا بدفع فاتورة لأحلامى اسمها تأجيل الإرتباط".