«علم وأخرته حرمان عاطفي».. «الأستاذة عانس» صُداع في رأس الطالبات
الجمعة 26/فبراير/2021 - 05:22 ص
ساندي جرجس
سنوات من الاجتهاد والمُثابرة من أجل الوصول لدرجة علمية مرموقة، ومنها تقضي عمرها تتطلع الكتب والدراسات والأبحاث لتجتاز درجة الأستاذية، ويعتقدن أن الارتباط والزواج يُمكن أن يُعطل مسيرتهن العلمية ويقف في طريقهن، ولذلك يتركن فكرة الزواج نهائيًا ويتفرغن للعلم والعمل حتى يمر العمر دون أن يدركوا.
وعندما بحثت جريدة «هير نيوز» في هذه المسألة، وجدنا أن هناك الكثير من أساتذة الجامعة النساء قد تخطين عُمر الأربعين عامًا دون الزواج، وكانت الأسباب متشابهة تقريبًا.
وقالت دكتورة جامعية رفضت ذكر اسمها في تصريحات خاصة لـ«هير نيوز»: "إن فترة الدراسة كانت طويلة وصعبة مما جعلني لا أفكر بشيء سوى اجتيازها بنجاح وتركت فكرة الزواج حتى يحين وقتها، ولكن مع الأسف مر العمر ولم أدرك إلا عند الانتهاء من مرحلة التعليم والبدء في العمل كأستاذ في الجامعة، حتى وجدت نفسي تخطيت سن الأربعين عامًا".
وأضافت الأستاذ الجامعية: "لدي مشاعر مثلي مثل كل امرأة وكنت أتمنى الزواج والحصول على طفل جميل وتكوين أسرة سعيدة، ولكني ضحيت بذلك في سبيل الوصول للنجاح، وأنا سعيدة لما وصلت إليه من علم وقامة علمية مرموقة وأؤمن أن كل منا يأخذ نصيبه من الحياة".
وعند الحديث مع إحدى طالبات الجامعة، قالت سارة وهى طالبة جامعية تدرس لها أستاذة في عمر الأربعين وليست متزوجة: "إن الدكتورة التي تخطت هذا العمر بدون زواج تعاني من مشكلات نفسية، فنجدها تشعر بالغيرة والحزن عندما ترى فتاة من زملائنا مخطوبة أو غيرها متزوجة، فتعاملها بقسوة، وتسخر منها لأنها تقدم على الارتباط وتكوين أسرة في ظل وقت مخصص للعلم فقط برأيها، وهو ما يجعلنا نشعر بالحزن تجاهها فهي امرأة في النهاية تحب أن تكون أم وتعيش حياة طبيعية وسط أسرة مستقرة".
وفي هذا الصدد، قالت الدكتورة إيمان عبد الله، إخصائية علم النفس في تصريحات خاصة لـ«هير نيوز»، "إن المرأة عندما تشرع في مجال العلم والدراسة وتصل لمرحلة التحضير للدكتوراه، قد تمتنع عن ترك العلم وما وصلت إليه من درجة علمية حتى تنتظر العريس والزواج، ولكن هذا ليس شرطًا فهناك بعض الفتيات التي تستكمل دراستها وتصل لطموحها، ويمكنها تحقيق ذلك بالاتفاق مع الزوج".
ونصحت الدكتورة إيمان عبد الله، الفتيات باستكمال الدراسة والوصول لحلم الدكتوراة والتوظيف أيضًا بعد الزواج، ولكن مع اختيار شخص مناسب يساعد المرأة ويشجعها على العمل والنجاح وتحقيق الطموح، فهناك من تكمل مشوارها التعليمي وهي تنتظر الشخص المناسب، وهناك من تترك التفكير في الزواج من أجل تحقيق حلمها وطموحها، فيمكن أن تبقى بذلك بدون زواج حتى يمر العمر بها وهو ما يجعلها تشعر بالندم عندما تكبر بدون زواج، خاصة لأن الرجل في المجتمع المصري يبحث عن فتاة في سن صغير، ولابد أن تكون أصغر منه في العمر وفي المنصب التعليمي أيضًا.
وحذرت الأخصائية النفسية، قائلة: "لا يجب أن تستغنى المرأة عن الزواج والفطرة بأن تصبح أمًا ولها أسرة، فهي يحكمها الوقت على عكس الرجل، يمكن أن تتزوج وتعيش حياة طبيعية مع الدراسة والوصول للمستوى العلمي الذي تريده والنجاح في أي وقت فيما بعد".
واختتمت: "الزواج شيء خلقه الله وهيأنا جسديًا ونفسيًا له وجعل له مراحل جميلة مثل الشباب والعرس والأمومة، والمرأة التي تحرم من ذلك في سبيل العلم قد تدخل في أزمة نفسية ومقارنات مع فتيات أخريات استكملوا حياتهم بدراستهن وأيضًا تحقيق حلم الزواج والأمومة، فهي بذلك تحكم على نفسها في عيش حياة ناقصة".