أنس الشايب يشعل الجدل في الجزائر بين الترحيب والانتقاد
أثار حضور صانع المحتوى الأردني–الفلسطيني أنس الشايب إلى الجزائر موجة واسعة من الجدل عبر مواقع التواصل الاجتماعي، بعدما وثّقت مقاطع الفيديو لحظات استقباله من قبل مجموعة من المؤثرات الجزائريات وتجوله في مواقع تاريخية بالعاصمة.

مشاهد أنس الشايب
لاقت المشاهد للبلوجر الأردني أنس الشايب انتشارًا واسعًا، حيث انقسم حولها المتابعون بين من رأى فيها فرصة للترويج للسياحة الجزائرية، ومن اعتبرها تجاوزًا للحدود الاجتماعية.
فيما بدأ الجدل حين ظهرت ثلاث مؤثرات جزائريات إلى جانب أنس الشايب في مقاطع وُصفت من قبل البعض بأنها “غير لائقة”، ما دفعهن إلى تقديم اعتذارات علنية عبر حساباتهن على مواقع التواصل.
بينما صرحت المؤثرة رينا قائلة: «أخطأت وأتحمّل المسؤولية»، أما حفصة فبررت الموقف بقولها إن الشايب “شاب صغير في السن”، مضيفة أن ظهورها بملابس رياضية تزامن مع تأهل المنتخب الوطني، وتساءلت: «هلاللباس معيار للأخلاق؟».
بينما أكدت ميليسا أن “الغرفة التي ظهر فيها أنس الشايب كانت مخصصة للضيوف”، معلنة نيتها اعتزال مواقع التواصل الاجتماعي بعد الحملة التي طالتها.

بين الترحيب والرفض
منذ لحظة وصوله، حظي أنس الشايب، الذي يتابعه أكثر من ثمانية ملايين شخص على “تيك توك”، بترحيب كبير من جمهوره في الجزائر، في مقابل انتقادات حادة من فئة أخرى.
ففي حين رأى البعض أن زيارته تسهم في التعريف بالتراث والعادات الجزائرية أمام جمهور واسع، اتهمه آخرون بالسعي إلى جمع المشاهدات عبر ارتداء ملابس لا تعكس الهوية الثقافية المحلية.
فيما اعتبر البعض عبر وسائل التواصل الاجتماعي أن الجدل يعكس تحوّل صناعة المحتوى إلى مجال مهني يتطلب وعيًا ومسؤولية، موضحًا أن “العديد من صناع المحتوى يدفعون ثمن أخطاء بسيطة في التقدير”.

وأشار إلى أن بعض المؤثرين أصبحوا يستعينون بمستشارين اجتماعيين وسياسيين لتجنّب الوقوع في أزمات مماثلة، مثل أنس الشايب.
من جانبه، رأى البعض أن ما حدث “كان سيتخذ منحى مختلفًا لو جرى في بلد آخر”، مشيرًا إلى أن المجتمع الجزائري يتميز بـ حس محافظ يجعل بعض السلوكيات تثير حساسيات خاصة، مثل ما حدث مع أنس الشايب،
وأكد أن “البيئة الاجتماعية والدينية تحدد ما يُقبل أو يُرفض”، داعيًا صناع المحتوى إلى مراعاة الخصوصيات الثقافية لكل مجتمع حتى لا يتحول المحتوى إلى مصدر صدام مجتمعي.
