«تاليدا تامر».. عارضة أزياء سعودية على خُطى والدتها نحو العالمية
الأربعاء 17/فبراير/2021 - 05:05 م
رضا يوسف
بعد سنوات السكون الطويلة التي عاشتها السعودية، يبدو أن أيام الانفتاح والحياة عادت لمفترق طرق من جديد، بعد أن انشغل الإعلام الغربي بالعارضة الشابة تاليدا تامر، التي تُعتبر أوّل امرأة سعودية تعرض الأزياء في أسبوع الموضة في باريس، ضمن عرض مجموعة أنطونيو جريمالدي، وقد باتت حديث مواقع التواصل الاجتماعي والصحافة الأجنبية.
تاليدا أيمن تامر، عارضة أزياء سعودية، ولدت في جدة، منطقة مكة المكرمة، من أب سعودي وأم إيطالية وجدة يونانية، ودرست بالمدرسة البريطانية الدولية، والتي أكدت على تمسكها بالهوية السعودية، وحبها الشديد لثقافة بلدها، فهي " تراثها" الذي تفتخر به.
ولدت وترعرعت في جدة بالمملكة العربية السعودية، ووالدها أيمن تامر، هو رجل أعمال سعودي يشغل منصب الرئيس التنفيذي ورئيس مجلس إدارة مجموعة تمر، وهي شركة أدوية وصحية وتجميل، والدتها، كريستينا تامر، راقصة إيطالية سابقة وعارضة الأزياء لجورجيو أرماني وجيانفرانكو فيري ولا بيرلا، وكانت معروفة لدى جيل الثمانينيات والتسعينيات من القرن الماضي، وعملت مع العديد من دورالأزياء، وجدتها يونانية، ولديها أخ أصغر، يُدعى أمين، وأختها الصغرى نجاة.
أحبت الفنون والتصوير الفوتوغرافي، لكنها منذ صغرها كانت ترى صو والدتها، وهي تمشي على منصات الأزياء أثناء مهنتها كعارضة، فأرادت أن تكون مثلها في المستقبل، وبعدها قررت أن تشق طريقها في عالم الموضة، وكانت خطواتها الأولى نحو العالمية، عندما تصدرت صورتها غلاف مجلة "هاربر بازار" الأمريكية، الحلم الذى قرب من التحقق، بعدما أصبحت أول سعودية تظهر على غلاف مجلة عالمية.
وتعلمت من والدتها كيفية المشي، والتعامل مع زوايا إطلالتها، وساعدتها لتفهم جسمها ووجهها. كما أنّها علّمتها أهم ما في هذا المجال من قِيَم، كالتعامل على نحو جيد مع الجميع، والتصرف بحرفية عالية دومًا، والحرص على أن يشعر الآخرين بالراحة، وتقديم أفضل ما باستطاعتها على الدوام.
ظهرت تاليدا من قبل كوجه دعائي لبعض شركات التجميل والعطور مثل: Korloff perfumes، ومتجر Rubaiyat الخاص بالأزياء، وكذلك في إعلانات ملابس البحر، ولكنها حققت شهرة أكبر بعدما ظهرت على غلاف واحدة من أشهر المجلات المختصة بالموضة، حيث كانت معجبة بعارضات الأزياء وتتمنى أن تصبح مثلهن، وقد فكرت يومًا أنه لماذا لا تكون مثلهنّ، بل وتكون حلمًا تتمنى الفتيات محاكاته.
وكان المصمم أنطونيو جريمالدي، قد اختار بنفسه تاليدا لتفتتح عرضه ضمن أسبوع الموضة في باريس، في تحيّةٍ منه إلى البلد الذي أحبّها منذ أكثر من 20 عامًا، وكان دائمًا يلتقي بها إلى أن أقنعها بجدوى هذه الخطوة، لتحلق بعدها نحو شهرة كبيرة، وقد دخلت التاريخ بعد أن صارت أول عارضة أزياء سعودية مشاركة بهذا الحدث، رغم أن عمرها 18 عامًا فقط، حيث خطفت الأنظار بملامحها العربية وجاذبيتها الخاصة وثقتها على منصة العرض.
تعتبر أول عارضة سعودية تمشي على طريق لتصميم الأزياء في باريس، لكنها تعرضت لبعض الانتقادات التي لا تتوافق مع ما تفعله، ولكنها تحاول دومًا تجاهلها والنظر إلى الأمور الإيجابية، حيث ترى أن هناك بعض المفاهيم الخاطئة حول النساء السعوديات، إذ أشارت إلى أنهن يُقدرن الموضة ولديهن القدرة للتعبير عن أنفسهن حتى من خلال زي العباءة، ورغم انها لا يمكنها تمثيل جميع النساء السعوديات، إلا أنها تثق بإمكانياتهن وبما يستطعن تقديمه، بالإضافة إلى أنها تتشوق لرؤية الأشخاص يعبرون عن أنفسهم بالطريقة التي يرغبون بها.
وتتمنى الموديل السعودية أن تعمل خلال مشوارها مع بين المصممين الذين وصفتهم بـ"الأسطوريين"، كارل لاجرفيلد، ودوناتيلا فيرساتشي، وجورجو أرماني، وقد قابلت فى بداياتها المصممة أنطونيو جريمالدي، التي كانت تصممها لاحقًا، عندما كانت في العاشرة من عمرها.