متخصصون: النكد الزوجى فى مصر "صناعة رجالى"
أصبحت المرأة المصرية طوال الوقت مُتهمة بأنها السبب في " النكد الزوجي" في منزل الزوجية، إلا أن هذه الاتهامات باطلة ولا أساس لها من الصحة، وفق دراسات أجرتها مؤسسات عدة من بينها المركز القومى للبحوث الاجتماعية المصرية، الذي أشار إلى أن الزوجة المصرية ترى أن 73% من أسباب النكد داخل المنزل ترجع إلى" تكشيرة الزوج وعدم تفاهمه لسيكولوجية زوجته".
موقع" هير نيوز" طرح سؤالًا علي السيدات والمتخصصين في مجال العلاقات الأسرية، وهو هل " النكد الزوجي" صناعة حريمي أم رجالي؟.
تقول إيمان محمد، استشاري علاقات زوجية، إن الموروثات الخاطئة لدى الرجال على مدى عقود، هيأت لهم أن الزوجة المصرية" نكدية" بطبعها وهو ما يتعارض مع طبيعتها، خاصة أن السيدات لا يبغين العيش في نكد، بل أنهن كائنات ضعيفات يتراضين بأقل الكلمات الطيبة ويعشن في سعادة لمجرد معاملة الزوج معاملة حسنة، وأنه لاتوجد سيدة تريد أن تعيش في نكد، مشيرةً إلى أن ارتباط الزواج بالنكد شئ خاطئ ويؤثر على سلامة الحياة الأسرية.
وترى استشاري العلاقات الزوجية، أن التفاهم ولاتعاون والعيش بشكل مشترك في كل شئ، يقلل من النكد الزوجي بين الزوجين، فالكثير من السيدات يسعين لإدارة منازلهن بشكل خالي من النكد الزوجي، إلا أن بعض الرجال يسعون لخلق النكد بشتى الطرق، وكأن البيت الذي يخلو من النكد الزوجي، هو حرام بالنسبة لهم.
وفي وقت سابق أكدت هبة قطب، الطبيبة المتخصصة في الطب الجنسي والاستشارات الزوجية والأسرية، أن هناك دراسة عالمية أجريت مؤخرًا توضح أهم عشرة أسباب للنكد الزوجى فمن أهمها الإهمال وترك المنزل بدون سبب وعدم تحمل المسئولية والخيانة الزوجية وسرعة الغضب.
وأكدت على أهمية أن يصرح كل من الزوجين للآخر عن مشاعره، وأن يفهموا أولًا المعنى الحقيقى للزواج وأنه سكن ومودة ورحمة، وأن النكد لا علاقة له بالنوع سواء ذكر أو أنثى إنما هو رد فعل للمعاملة من الطرفين.
وقالت زينب المهدي، خبيرة نفسية في العلاقات الأسرية، إن "النكد" الزوجي يزيد من مخاطر الإصابة بأزمات قلبية مفاجئة، والتي بدوها قد تكون مميتة في بعض الأحيان، مشيرةً إلى أن المراة تواجه اتهامات غير حقيقية بأنها سبب النكد الزوجي، على عكس الحقيقة والدراسات التي أجريت في مختلف دول العالم، ما يخلق حالة من حالات الاضطهاد وتعرضها للأشكال المختلفة من العنف والتحرش.
وأضافت جهاد علي، سيدة مصرية متزوجة، أنه لايمكن إلقاء اللوم على طرف على حساب الآخر، فالرجل والمراة متهمان بصناعة النكد الزوجي داخل الأسرة، لعدم وجود التفاهم، الثقة، التقدير، الاهتمام، الصبر، الابتسامة، الكلمة الطيبة، فيستبدل الزوج الكلمة الطيبة بأخرى سيئة والعكس ما يزيد من فرص النكد الزوجي بين الزوجين، فضلًا عن أن عدم فهم الطرفين لسيكولوجية بعضهما يزيد من تزايد النكد الزوجي.