«هير نيوز» تُحقق.. لماذا عزفت المرأة عن انتخابات المُحامين؟
الإثنين 08/فبراير/2021 - 06:52 م
تحقيق - خديجة العادلي
ما السبب في قلة عدد المُحاميات المُشاركات في انتخابات نقابة المحامين، سواء النقابة العامة بالقاهرة، أو النقابات الفرعية بالمحافظات؟، سؤالًا فرض نفسه ليس داخل الأوساط التي يعمل بها المحامين والمحاميات فقط، ولكن على أذهان السيدات في جميع المهن الأخرى، والسيدات المارة من أمام مقار النقابات التي لفت انتباهها قلة عدد المرشحات واكتساح المرشحين الرجال للمشهد الانتخابي.
أرجعت مروة صلاح أبو سريع، عضو نقابة محامين جدول مشتغلين، إلى اكتساح الرجال للمشهد الانتخابي، وابتعاد المحاميات عن خوض السباق إلى أن المحامين في هذه المهنة تفوقن على المحاميات.
وأوضحت المحامية الشابة، أن المحامين تمكنوا من تكوين علاقات واسعة مع الموظفين بالمحاكم والنيابات، وبالتالي إنهاء قضايا الموكلين سريعًا، والدخول في قضايا أخرى، مما ممكنهم، من تكوين ثروات مالية، تمكنهم من خوض السباق والفوز فيه.
وأضافت "مروة"، أن في الوقت الذي يصعد فيه المحامي ويوسع دائرة علاقاته، وهذا التوسيع من شأنه أن يجلب له الأموال التي تمكنه من خوض انتخابات النقابات، نجد في المقابل المحامية، تبعد عن المشهد، لأنها لا تفضل تكوين علاقات مع الموظفين بالطريقة التي يسلكها المحامي.
أما ناهد محمد، عضو نقابة محامين جدول غير مشتغلين، والتي كان لها رأي مختلف، حيث رأت أن النقابة بالنسبة لها ليست ذات جدوى؛ لأنها لا تقدم أي مزايا للمشتركين فيها، وبالتالي يوجد عدد من المحاميات عازفات عن المشاركة في انتخابات النقابة.
أكدت ريم محجوب، عضو نقابة محامين جدول مشتغلين، رأت أن الاشتراك في النقابات مثل نقابة المحامين، هو مرهق للمحاميات، لأن المحامية وراءها مسؤوليات أخرى بخلاف العمل.
أوضحت "محجوب" أن المحامية، ليست متفرغة للمهنة فقط، وإنما يتوجب عليها مهام أخرى المفروض تقوم بها، فهي تشغلها رسالة هامة جدًا وهي رعاية شؤون أسرتها، وتخريج أفراد المجتمع الذي بدون رسالتها سينهار المجتمع.
ولفتت "محجوب"، أن السيدة هي المسؤولة عن إعداد الضابط والدكتور والمدرس والمحام والمهندس، وجميع فئات المجتمع، وأنه إذا انشغلت في الصباح في عملها، وفي المساء في النقابات والجمعيات، فمتى سترعى شؤون أسرتها.
ولم يختلف رأي "سهام أحمد" عن رأي سابقيها، حيث رأت أن الموجة الثانية من كورونا ألقت بظلالها على كل نواحي المجتمع بما فيها النقابات، والمحاميات في النهاية هي سيدات، ومن سمات السيدات أنها تضع مصلحة الأسرة فوق كل اعتبار وتضحي بمركزها الاجتماعي أو بالوصول للمناصب في سبيل رفعة شأن أسرتها.
أوضحت المحامية أن منذ انتشار فيروس كورونا، قللت مقابلاتها مع الزبائن، وقللت من نشاطها، ومن توجهها للعمل خوفًا أن تصاب بالفيروس، وتنقله لأحد أفراد أسرتها، وتابعت: المرأة سواء محامية أي مهنة اخرى هي كائن حساس ويراودها دائماّ الشعور بالذنب، وتخشي دائماَ من إيقاع أى أذى بالأخرين.
أما "أحلام ماهر" عضو نقابة محامين جدول مشتغلين، أنها لم تتقدم لخوض انتخابات النقابة؛ لأن نجلها في ثانوية عامة العام الحالي، وهي منشغلة بتهيئة الجو المناسب له، لتتمكن من إدخاله كلية من كليات القمة، خاصة أنه شعبة علمي علوم.