«سيدة»: الختان حلال أم حرام؟.. و«الإفتاء» تُنهي الجدل
السبت 06/فبراير/2021 - 07:56 م
شريف حمادة
أرسلت سيدة رسالة إلى الصفحة الرسمية لدار الإفتاء على مواقع التواصل الاجتماعي، تطالبهم بحسم مسألة الختان هل هو حلال أم حرام؟، مشيرة إلى أن اليوم 6 فبراير العالم كله يحتفل بمناهضة الختان، في حين أننا نجد في مصر خلاف، فبعض المشايخ يقولون أن هناك ختان سُنة وختان مُخالف مثل الختان الفرعوني فأين الحقيقة؟.
من جانبها قالت دار الإفتاء المصرية: "إن ختان الإناث حرام شرعًا، كما أن الأطباء أكدوا على ضرره للأنثى فيما بعد".
وأضافت في منشور عبر صفحتها الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، بالتزامن مع اليوم العالمي لرفض ختان الإناث، أن حقيقة الموضوع هو أن ختان الإناث من قبيل العادات وليس من قبيل الشعائر، فالذي هو من قبيل الشعائر إنما هو ختان الذكور باتفاق العلماء والمذاهب؛ إذ قال الإمام ابن الحاج في "المدخل" (3 310): [واختُلف في حَقِّهنَّ: هل يخفضن مطلقًا، أو يُفرق بين أهل المشرق وأهل المغرب].
ويقول الإمام الشوكاني في كتابه "نيل الأوطار" (1 191): "ومع كون الحديث لا يصلح للاحتجاج به فهو لا حُجَّةَ فيه على المطلوب".
وذكرت دار الإفتاء، أنه يقول شمس الحق العظيم آبادي في "عون المعبود": "وحديث ختان المرأة رُوي من أوجه كثيرة، وكلها ضعيفة معلولة مخدوشة لا يصح الاحتجاج بها كما عرفت".
وقال العلامة ابن المنذر: "ليس في الختان للإناث خبرٌ يُرجَع إليه ولا سُنَّةٌ تُتَّبَع"، وقال الإمام ابن عبد البر في "التمهيد": "والذي أجمع عليه المسلمون أن الختان للرجال".
وأوضحت دار لإفتاء، أن كل ذلك دل على أن قضية ختان الإناث ليست قضية دينية تعبدية في أصلها، ولكنها قضية ترجع إلى الموروث الطبي والعادات، وبعد البحث والتقصي وجدنا أن هذه العادة تُمارَس بطريقة مؤذية ضارَّة تجعلنا نقول إنها حرام شرعًا.
وذكرت دار الإفتاء، لقد عبَّر عن هذا جماعة كثيرة من العلماء بعد بحوث مستفيضة طويلة وبعبارات مختلفة: منهم الشيخ محمد عرفة، عضو جماعة كبار العلماء، في مقال له في مجلة الأزهر رقم 24 لسنة 1952م في صفحة 1242؛ حيث قال: "فإذا ثبت كل ذلك فليس على من لم تختتن من النساء من بأس، ثم استطرد فقال: وإذا مُنِعَ في مصر كما مُنِع في بعض البلاد الإسلامية كتركيا وبلاد المغرب فلا بأس".
واستشهدت دار الإفتاء بقول الدكتور محمد سيد طنطاوي شيخ الأزهر الراحل: "أما بالنسبة للنساء فلا يوجد نص شرعي صحيح يُحتَجُّ به على ختانهن، والذي أراه أنه عادة انتشرت في مصر من جيل إلى آخر، وتوشك أن تنقرض وتزول بين كافة الطبقات ولا سيما طبقات المثقفين".
وأضاف شيخ الأزهر الراحل: "فإننا نجد معظم الدول الإسلامية الزاخرة بالفقهاء قد تركت ختان النساء؛ ومن هذه الدول السعودية، ومنها دول الخليج، وكذلك دول اليمن والعراق وسوريا ولبنان وشرق الأردن وفلسطين وليبيا والجزائر والمغرب وتونس".
وأوضحت دار الإفتاء، أنه كثير من الناس قد أحال الأمر إلى الأطباء، ولقد جزم الأطباء بضررها، فأصبح من اللازم القولُ بتحريمها، وعلى الذين يعاندون في هذا أن يتقوا الله سبحانه وتعالى، وأن يعلموا أن الفتوى تتصل بحقيقة الواقع، وأن موضوع الختان قد تغير وأصبحت له مضارُّ كثيرة: جسدية ونفسية؛ مما يستوجب معه القولَ بحرمته والاتفاق على ذلك، دون تفرقٍ للكلمة واختلافٍ لا مبرر له، وإن المطَّلع على حقيقة الأمر لا يسعه إلا القولُ بالتحريم.
واختتمت دار الإفتاء المصرية، ومن السابق نؤكد على أن ختان الإناث حرام شرعًا، كما أن الأطباء جزموا بضرره.