السبت 23 نوفمبر 2024 الموافق 21 جمادى الأولى 1446
رئيس مجلس الإدارة
خالد جودة
رئيس مجلس الاداره
خالد جوده

ختم العفة بالسودان..

«الختان الفرعوني».. أغرب الطقوس المُجتمعية لـ ضمان عذرية الفتيات

الثلاثاء 02/فبراير/2021 - 09:06 م
هير نيوز


اشتكت الكثير من الفتيات في السودان من ظاهرة "الختان الفرعوني"، والذي يعتمد بالدرجة الأولى على إزالة كل الأعضاء الجنسية للفتاة وتخييط الفرج بالكامل مع ترك فتحة بسيطة للتبول، وذلك لضمان الحفاظ على عذريتها وعدم التعامل جنسيًا معها إلا بعد إجراء عملية أخرى لفك الخيط ولا يتم هذا إلا بوجود أحد من أهل العريس للتأكد من عذرية الفتاة وإلا فُض الزواج وعدم إتمام إجراءاته.

وتؤكد إحصائيات الأمم المتحدة، أن 87 % من السيدات السودانيات، اللواتي تتراوح أعمارهن بين الرابعة عشرة والتاسعة والأربعين، يتعرضن للختان الفرعوني وتخييط الفرج دون تفرقة بين الولايات المتحضرة أو الريفية فكلهن سواء في تطبيق هذه العادة.

وتقول الكاتبة السودانية زينب محمد صالح: "إن إعادة الختان باتت تشكل ظاهرة في السودان، إذ تختار بعض النساء إعادة ختانهن قبيل زواجهن بشهر أو شهرين وذلك لإزالة الخيط الذي تم في الختان الأول وبالتالي توسعة فتحة الفرج "المهبل"؛ وآخرون يقومون بعمل الختان الثاني وإعادة المخيط للتظاهر بأنهن لا يزلن عذارى أمام عوائلهن الذين يحضرون عملية فتح المخيط.

وعادةً ما تخضع الفتيات لعملية الختان خلال الفترة ما بين سن الرابعة والعاشرة، حيث يتم إزالة البظر والشفرين، وغالبًا ما يتضمن خياطة الفرج لتضييق فتحة المهبل، وهي عملية تُعرف بـ"التَبْتيك" أو "الختان الفرعوني".

وبطبيعة الحال، تُفَك الغرز التي خيط بها المهبل بممارسة الجنس، وعادة ما تُجرى على يد القابلات، وتصِف الفتاة "مها" التي اختارت اسمًا مستعارًا لإخفاء هويتها، تجربتها مع الختان الفرعوني بالقول: "كان الأمر مؤلمًا للغاية ولم أتمكن من المشي بشكلٍ طبيعي، لعدة أيام وأنا صغيرة، وعانيت من أمراض عديدة بسبب ضيق فتحة التبول".

وأضافت "مها" أن عدد من زملائها قاموا بإزالة الخيط وعاشوا حياتهم الجنسية بشكل طبيعي وقبل الزواج قمن بعمل ختان ثاني وتخييط الفرج دون علم الأهل حتى يتم قبل الزفاف بإسبوعين بإزالة الخيط فى وجود الأهل وأقارب العريس للتباهي بعذرية الفتاة، مؤكدة أن إحدى صديقاتها بررت ذلك بقولها: "لو لم أفعل ذلك لم يكن العريس ليثق بي أبدًا إذا اكتشف أنني مارستُ الجنس قبل زواجنا ن فقد يرفض الزواج أو قد يمنعني من الخروج من المنزل بعذ الزواج أو قد يمنعني حتى من استخدام الهاتف".

ولسيادة ثقافة "الشرف وعذرية البنات قبل الزواج أمرًا هامًا بالنسبة للعائئلات السودانية بمسلميها ومسيحيها، تلجأ بعض الفتيات إلى الخضوع لعملية جراحية لإعادة بناء غشاء البكارة، وهو طبقة رقيقة من الأنسجة تغطي فتحة المهبل بشكلٍ جزئي، لإخفاء أي أثر لممارسة نشاط جنسي في الماضي، ولكن العملية التي تعرف ب"ترقيع غشاء البكارة" يجب أن تُجرى على يدّ طبيب جرّاح، كما أنها لا تتوفر على نطاقٍ واسعٍ في السودان؛ إذ لا تجريها إلا عيادة واحدة في السودان، ولا تقدَّم إلا للنساء المتزوجات حصرًا.

وبذلك تصبح خياطة تضييق فتحة المهبل الخيار الأفضل واللافت أن بعض القابلات يفضلن إزالة المزيد من الشفرين أو الطيات المهبلية الأخرى "لتبدو الأمور أكثر ترتيبًا" خلال العملية.

وتقول الدكتورة سوسن سعيد أخصائية أمراض النساء، إنه على الرغم من أن الحملات المناهضة للختان في السودان، والتى تعتبر إجراء أي تغييرات على الأعضاء التناسلية الأنثوية، سواء بالخياطة أو الثقب تشويهًا لها، كما يحظر المجلس الطبي السوداني إجراء مثل تلك العمليات في مستشفيات الخرطوم، وقد تواجه أي قابلة تقوم بإجرائها عقوبة الطرد من العمل ومصادرة معدَّاتها. إلا أنها فوجئت، خلال زيارتها لثلاث مستشفيات في العاصمة الخرطوم، بأن "القابلات كنَّ سعيدات بعرض طبيعة العمليات المتنوعة وشرح تفاصيلها أمامي، حتى إن إحداهن تحدثت إلىَّ حول الخيارات المتنوعة للعملية أمام الممرضات الأخريات، وأخذتني في جولة عبر الغُرَف".

وأضافت "سعيد" أن ممرضة باحت لها بأنها تكره إجراء هذه العمليات، ولكنها تضطر للقيام بها من حينٍ لآخر لحاجتها إلى المال، ناقلةً عنها القول: "في أحد الأيام، قمت بإجراء عملية "تبتيك" أو تخييط لفتاة في الثامنة عشرة من عمرها، تعرضت للاغتصاب من قبل ابن عمّها، ووالدتها جاءتني وبكت كثيرًا، لذا شعرت بالرغبة في مساعدتهم".

وقد حاول مسؤولو "مبادرة سليمة" التى أُطلقت عام 2008، بدعمٍ من منظمة الأمم المتحدة، لمكافحة ختان الإناث في السودان، إلا أن محاولاتها تواجه صعوبات كبيرة بسبب ثقافة العادة أو فتاوي بعض المشايخ بأن الختان حلال.

وتقول ناهد طوبيا، مؤسِّسة مبادرة "آن لان" لمكافحة ظاهرة ختان الإناث في السودان إن "فتيات اليوم أكثر تقدمية بالمقارنة مع جيل آبائهن، ويعشن صراعًا داخليا؛ إذ يشعرن بأن لديهن الحق في ممارسة الجنس ولكن عليهن تقديم تنازلات أو اعتماد آليات للمواءمة كي يمارسن هذا الحق، سواء عبر خياطة أنفسهن أو حتى ارتداء الحجاب".

يذكر أن هناك 27 دولة أفريقية تمارس الختان الفرعوني، وتزيد حالاته في كل من الصومال والسودان وكينيا وكثير من القبائل بشمال وجنوب الصحراء مثل إفريقيا الوسطى ومالى بقصد من ورائه الحفاظ على العذرية وتصعيب ممارسة الجنس خارج أطره "الشرعية"، ورغم مخاطره التي لا مفر منها، لم يتردد بعض الأزواج في السودان من الذهاب إلى القابلات وختان زوجاتهن عنذ سفرهم خارج البلاد لضمان عدم خيانتها.

والغريب أن هذه العادة انتقلت مع بعض العائلات السودانية إلى مصر، حيث أكد أحد السودانيين رفض ذكر اسمه خوفًا من ردود الأفعال، أن هناك بعض الآباء يقومون بالختان الفرعوني لبناتهم بالقاهرة عن طريق قابلات "دايات" سودانيات يعشن بمصر وذلك للحفاظ على عذرية فتياتهم فى الغربة كما يقولون.