«الماميز» جروبات من صنع «كورونا».. وخبراء: تُشكل خطرًا على صحة الأمهات

الخميس 28/يناير/2021 - 05:42 م

ميادة فتحي

مع تداعيات "كوفيد -19" أصبحت "السوشيال ميديا" وجروبات "الواتس آب" ملاذ السيدات، يتبادلن الآراء في مشاكلهن، كانت فكرة مبتكرة لهن، إلا أن بعد مرور الأيام أصبحت وسيلة لتفشي الشائعات، وغيرها من المشكلات بين السيدات، وكانت جروبات "الماميز" خير دليل على ذلك، فخلال الأيام الماضية كانت "جروبات الماميز" الأكثر انتشارًا بين السيدات اللاتي سردن تجاربهن لـ"هير نيوز" نسردها لكم خلال السطور التالية.

تجارب الستات مع "الماميز"

البداية كانت مع مروة عبد الحي، إحدى الأمهات اللاتي انضمت منذ فترة لجروب "ماميز"، على تطبيق "واتس آب"، بسبب إلحاق توأمها بإحدى مدارس اللغات، وأكدت أن الجروب كان مخصصًا لتبادل المعلومات حول الدراسة قبل انتشار فيروس كورونا، وحول مواعيد السكاشن لأطفالها ومواعيد الدروس والمجموعات، وعقب انتشار جائحة كورونا تحول الجروب من كونه جروبًا خدميًا تستفيد منه كل الأمهات، إلى جروب يقدم معلومات طبية ربما تكون خاطئة، فضلًا عن تعمد بعض المهات إثارة القلق في نفوس البعض.

وتابعت: "الجروب تحول خالص لجروب طبي غير متخصص، بيقدم وصفات يزعم مقدموها أنها تقي الأطفال من كورونا، لكن أكثرها معلومات غير صحيحة، كما أنه كان مصدرًا للقلق قبل قرار إغلاق المدارس، وكان يتسبب لنا في الضغط، ما جعلني أغادره بسبب الشائعات والمعلومات المغلوطة".

والتقطت أطراف الحديد جيرمين محمد، إحدى المشتركات في جروب على "فيس بوك" خاص بـ"الماميز"، حيث لم تغادر جيرمين الجروب لكنها عملت "بلوكات"، لبعض الأمهات اللاتي كانت مصدرًا لنقل المعلومات الخاطئة، وتابعت: "كانوا بيقدموا وصفات مضروبة، واحدة تقول أوعي تبعدي الطفل عن حضنك حتى وأنتِ مصابة بكورونا، لأن الطفل يتأثر سلبيًا إذا ابتعد عن حضن أمه، وآخرى تصف وصفات وجبات غير صحيحة، فاضطريت أعمل بلوكات للناس اللي بتسبب توتر لينا".

خبيرة نفسية: يُشكل خطرًا على صحة الأمهات

تقول الدكتورة أمل عطوة، استشاري الطب النفسي والعلاقات الأسرية: "إن جروبات "الماميز" تشكل ضغطًا وتوترًا للأمهات، وخاصة في ظل انتشار فيروس كورونا، فهي تعمل على إثارة التوتر والقلق من خلال نشر الشائعات، كما أنها تخلق مشكلات أسرية لاختلاف الشخصيات الأمهات المشتركة بها، كما أن كثرة التفكير فيما يحدث عليها يؤدي لاضطراب النوم وصعوبة التركيز وزيادة المشاكل النفسية، كما أنها تردي إلى وجود تغيرات في مستوى الطاقة والحركة ما ينعكس على صحة الأم ويجعلها تعاني من أزمات صحية كالصداع ومشاكل المعدة وغيرها من المشاكل الكثيرة.

تنصح "عطوة"، بضرورة الابتعاد عن تلك الجروبات خاصة التي تخرد عن أهدافها وتكون مصدرًا للقلق ونشر الطاقات السلبية التي تؤثر على نفسية ومزاج الأم، ضمانًا لسلامتها وسلامة أطفالهن وأسرهن.

تربوي: تخلق مشكلات اجتماعية

تؤكد غادة النحاس، خبير تربوي، أن تلك المجموعات، تؤدي لحدوث مشكلات اجتماعية، كما تزيد من حدة المشاكل الزوجية، خاصة مع اختلاف طبيعة الأمهات والأطفال، خاصة مع تبادل التجارب التي تخص الأطفال مع انتشار جائحة كورونا، ما يؤثر بالسلب على المستوى التعليمي والمعنوي للتلميذ.

وقالت الخبيرة التربوية: "إن تلك الجروبات شكلت ضغوطًا خلال الفترة الآخيرة على الطلاب والأمهات، مع نشرها الشائعات بالنسبة لإلغاء الدراسة والامتحانات وهو بالطبع ما ينعكس على الطفل بالسلب، حيث أن الطفل أو الطالب اعتمد على فكرة إلغاء الامتحانات وأنها ستكون أبحاث كالعام الماضي، ماجعل بعضهم يهمل دراسته، وبالتالي سيشعر بالضغط النفسي مع قرب الامتحانات.

من جانبه يؤكد الدكتور شريف حمودة، أستاذ جراحة التجميل والليزر بكلية الطب جامعة الأزهر فرع دمياط، على أن تداول معلومات طبية مغلوطة عبر جروبات« الماميز»، يشكل ضررًا على صحة متلقي المعلومة، حيث أن بعضهن يتناولن وصفات للتجميل وتكون غير صحيحة، وبعض الأمهات تعرضت لمشاكل في بشرتهن بسبب تلك الجروبات، مشيرًا إلى أن بعضهن يتناول وصفات ومعلومات طبية غير صحيحة حول فيروس كورونا ما يجعل الأسر تحت ضغط دائم وخوف شديد.

ونصح "شريف"، بعدم الاهتمام بأي وصفات طبية أو معلومات تُقدم عبر هذه الجروبات، «متسمعوش كلام حد، والجروبات فيها ضرر كبير لأن المعلومات تصدر من غير متخصصين، من الأسهل استشارة الطبيب حتى دون الذهاب له، فهناك جروبات كثيرة للأطباء منتشرة عبر السوشيال ميديا تقدم معلومات طبية واستشارات مجانية».