السبت 23 نوفمبر 2024 الموافق 21 جمادى الأولى 1446
رئيس مجلس الإدارة
خالد جودة
رئيس مجلس الاداره
خالد جوده

رفضت الرئيس أكثر من مرة.. مُذكرات «جيل بايدن» سيدة أمريكا الأولى

الثلاثاء 26/يناير/2021 - 06:43 م


- نشرت كتابين مصورين للأطفال، ودرست للمراهقين ذوي الاضطرابات العاطفية.  

- رفضت "بايدن" أكثر من مرة.. وقبلت به زوجًا لإصراره على الارتباط بها.

- التدريس "بوصلتها" في الحياة.. والتعليم ملفها الرئيسي في البيت الأبيض.

- الدستور لا يحدد مهام السيدة الأولى.. والعرف منحها دورًا سياسيًا 


تنوعت أنشطة "جيل بايدن"، سيدة أمريكا الأولى حاليًا, في السنوات الأخيرة بين مجالات مختلفة، أبرزها دعم حقوق المرأة، وتجميل البيئة وحمايتها، والعمل على محو الأمية، والتوعية بخطورة الإدمان، وبالتعمق في مذكرات جيل بايدن يتوقع الخبراء أن يكون العنصر الأساسي في نشاطها للسنوات الأربع القادمة، هو التعليم. 

وفي هذا السياق نقدم "جيل بايدن" من خلال عرض لمذكراتها، والتي جاءت بعنوان "حيثما حل النور.. اكتشافي لنفسي وبناء أسرة"، والتي صدرت عن دار "ماكمبان" للنشر، وجاءت في 210 صفحة.

وقد بدأت كتابها بشعر من قصيدة "أصدقاء الطفولة" لمولانا جلال الدين الرومي، بما يوحي أن لديها لمسة صوفية، واستهلت شعرها بـ 
"دع معلما يكش الذباب
ويضع ضمادة على الجرح
لا تدر رأسك
أنظر إلى المكان المضمد
هذا هو المكان الذي يدخل من خلاله النور
ولا تظن، للحظة، أنك
تشفي ذاتك".

"جيل بايدن" المعلمة التي لم تتوقف يومًا عن التدريس، تقول في مذكراتها عن علاقتها بالتعليم: "التدريس هو بوصلتي الداخلية، يمكنني دائمًا الاعتماد عليها لتوجيهي إلى الاتجاه الصحيح, في رحلتي, من الآنسة جاكوب وصولاً إلى الدكتورة بي -وهو الاختصار الذي استخدمته داخل الجامعة لتهرب من ذكر صفتها سيدة ثانية, جذوري في الفصل الدراسي عميقة, وكما قلت دائمًا التدريس ليس فقط ما أفعله, إنه من أكون, إذا لم أقم بالتدريس فلن أكون سعيدة".

وبالقراءة في السيرة الذاتية للدكتورة جيل بايدن فاسمها الحقيقي جيل تريسي جاكوبس، ومولودة في 3 يونيو من عام 1951 في بلدية هامنتون بولاية نيوجيرسي الأميركية, كان اسم العائلة الأصلي جياكوبا قبل أن يحوله جدها الإيطالي إلى اللغة الإنجليزية. 

كانت جيل تكافح دائمًا للحصول على وظيفة تمنحها الاستقلال المادي، فبدأت في سن الخامسة عشرة العمل كنادلة، وتخرجت في المدرسة الثانوية عام 1969, والتقت بالسيناتور جو بايدن في شهر مارس من عام 1975, ورغم أنه يكبرها بتسع سنوات كاملة، فإنها أُعجبت بمظهره الرسمي، وبأخلاقه التي تميزت عن أخلاق رجال الجامعة الذين تعرفهم, وبعد أول موعد لهما، قالت جيل لوالدتها: "يا أمي أخيرًا لقد قابلت رجلًا نبيلاً". 

تخرجت جيل بدرجة البكالوريوس في الآداب، من جامعة ديلاوير عام 1975, ثم بدأت حياتها المهنية معلمة، ودرست بعدها اللغة الإنجليزية في مدرسة ثانوية, وتزوج جو بايدن بـ "جيل", في يونيو من عام 1977، وذلك بعد أربع سنوات من وفاة زوجته الأولى مع ابنته الرضيعة, في حادث سيارة, وبعد ثلاث سنوات من انفصالها عن زوجها الأول, تقدم جو بايدن لخطوبة جيل وكانت ترفضه إلى أن قبلت بالزواج منه بعد تقدمه لعدة مرات, وكانت حريصة على مستقبلها المهني، ومترددًة في تحمل مسؤوليات تربية ابني بايدن الصغيرين اللذين نجيا من حادث السيارة.

وفي عام 2010 استضافت أول قمة للبيت الأبيض حول كليات المجتمع مع الرئيس أوباما، وقد قالت الدكتورة جيل بايدن مقولتها الشهيرة: "إن كليات المجتمع هي واحدة من أفضل أسرار أميركا الدفينة، فكليات المجتمع أكبر وأسرع قطاعات التعليم العالي نموًا في الولايات المتحدة الأميركية، وتسجل هذه المدارس 43 في المئة من جميع طلاب الجامعات، ويتم الاعتراف بها، بشكل متزايد، لدورها الحاسم في إعداد القوى العاملة الأميركية الأفضل تعليما، والأكثر قدرة على المنافسة في العالم".

تهتم جيل بايدن بالأحفاد، وقد نشرت كتابين مصورين للأطفال, الأول هو "لا تنسوا، بارك الله قواتنا 2012" عن تجربة عائلية، والكتاب الثاني هو "جوي, قصة جو بايدن" تحكي فيه لأحفادها عن جدهم جو بايدن، وقد صدر الكتاب خال حملته الانتخابية في يونيو، 2020.

وجدير بالذكر أن الدستور الأميركي لايحدد أية مهام للسيدة الأولى في البيت الأبيض، لكن العرف جرى على أنها المضيفة الأولى لكل الاحتفالات والمناسبات التي يقيمها البيت الأبيض، بالرغم من ظهور الكثير من الأصوات، والأبحاث عن طبيعة الدور الرسمي للسيدة الأولى، فإنه كانت هناك أيضًا مطالبات تتراوح ما بين منحها أجراً نظير قيامها بالأعمال البروتوكولية الموكلة إليها عرفا، وصولا إلى المطالبة بوضع قانوني يمكن معه المساءلة لشخصية فهي المستشار الأكثر قربا من الرئيس مع ما يمنحه هذا القرب من بعض النفوذ في دوائر الحكم والحياة العامة.

زمنيًا، تطور دور السيدة الأولى من مجرد مضيفة لزوار منزل الرئيس إلى أن بدأ يتشكَل لها دور اجتماعي، بل سياسي، في حياة الأمة الأميركية، منذ بداية القرن الماضي, فبينما ظلَّت "جاكلين كينيدي"، و"نانسي ريغان" تحتفظان بالشكل التقليدي، بوصفهما زوجتي رئيسين, كان لـ "إليانور روزفلت " في الفترة من 1933 إلى 1945 و "هياري كلينتون من 1993 إلى 2001 دور بارز, بوصفهما شريكتين رئيستين في المقام الأول, ولهما دور واضح في السياسة العامة.

وعلى الرغم من أن دور السيدة الأولى ليس له أساس دستوري, فإن الجناح الشرقي للبيت الأبيض هو مقر مكتب "السيدة الأولى" الذي يتكون من 24 موظفا ينسقون جميع وظائف المكتب, بدءاً بالحملات العامة التي تقودها السيدة الأولى, إلى مهام الاستضافة في البيت الأبيض وترتيبات الحفلات والمناسبات العامة, وصولاً إلى الموظف المختص حتى بتنسيق الزهور داخل مقر الحكم, كما لها كبير موظفين لمساعدتها في تنسيق أجندتها كزوجها القابع بالجناح الغربي.

ads