بـ«الجن والقمح».. «التصفيح» في تونس لحماية البنات.. وسيدات تكشف التعويذة
السبت 23/يناير/2021 - 05:55 م
إسلام علام
عادة اعتاد عليها أهل تونس، مع الفتيات للحافظ عليهن من الفتنة والحرام، وذلك من خلال تجريحهن بـ7 جروح في منطقة حساسة، اعتقادًا منهم أن ذلك يحميهن من الوقوع في المعصية، ثم يحضرون حبات القمح ويخلطوها في الدم ومنها يحرسها الجن، مع التعوذية الخاصة وهي "أنا حيط وولد الناس خيط".
تخلف أم تعصب في الحفاظ على العذرية ما يجعل أهل تونس، وهي بلد الفكر والفن والثقافة لتقوم بتصفيح بناتهن، وتعد ظاهرة "تصفيح البنات" عند غالبية العائلات التونسية وخاصة الريفية بمثابة رباط سحري يربط جسم الفتاة لحراستها حتى لحظة زفافها، ولا يحل إلا من خلال من عقدته التي تعلم أسرار الربط وفي طقوس خاصة تقوم بها الأسرة قبل تسليم الفتاة إلى زوجها.
وتقول الجدادت التونسيات عن الهدف من ورائه: "نصفحهن لمنع الرجال ذوي النية السيئة الذين يرغبون في استدراج البنات لممارسة الجنس معهن".
تقوم عملية التصفيح في تونس على جرح الفتيات سبعة وخزات فوق ركبتها اليسرى قبل أن تتجاوز الثالثة عشرة من عمرها، وغالبًا ما تتم العملية من قبل الوالدة أو الجدة، ثم تغمس 7 حبات من الزبيب والقمح في دم البنت، وتردد: "أنا حيط.. وولد الناس خيط" 7 مرات ويعتبر الكثير أنه ممارسة سحرية يُسخر فيها جني؛ ليسكن برحم الفتاة المصفحة طوال فترة عزوبيتها لحماية عذريتها حتى ليلة الدخلة، ليراق دم البكارة فوق الملاءة البيضاء كدلالة على شرف لذي لم يلمس إلا في لحظة فض بكارتها من قبل الزوج الشرعي.
ويؤكد جمهور علماء النفس أن هدف هذه الممارسة هو نفسي، إذ يقبع في العقل اللاوعي للفتاة أنها محروسة بجني أو بسحر لا يمكنها بالاستمتاع بممارسة الجنس خارج الأطر الشرعية لذلك ينعكس هذا على ردة فعلها فيتقلص المهبل، وتتشنج العضلات بشكل لا يمكن الرجل من الإيلاج، كما يحرم رجال الدين التصفيح باعتبارها نوعًا من أنواع السحر المحرم في الإسلام، لأنه يمارس وسط طقوس أقرب للشعوذة والدجل.
ورغم الحملات الكثيرة والمتكررة لمنعه ما زالت ظاهرة منتشرة في الكثير من أرياف تونس كعادة تتوارثها الأجيال لحماية الشرف العائلي، وقد ثبت أنه السبب في حالات طلاق كثيرة وذلك لعجز الرجل من الإيلاج بداخل زوجته لأسباب نفسية من كلاهما.