الأحد 24 نوفمبر 2024 الموافق 22 جمادى الأولى 1446
رئيس مجلس الإدارة
خالد جودة
رئيس مجلس الاداره
خالد جوده

الدكتورة مني جاد تكتب.. ضريبة فعل الخير طرائف ومواعظ

السبت 28/نوفمبر/2020 - 10:09 م
هير نيوز

جامعة المنصورة الجميلة بيتي الثاني لمن يشرف بالعمل بها يعلم إنها واسعة جداً وكثيراً،  ما أتساءل وأشعر بمعاناة كثير من العاملين بها من كل الفئات والأعمار لعدم توافر وسيلة مواصلات داخلية لسهولة التنقل بداخلها أو لخارجها.

 
وبناء عليه أصبحت عيني تبحث وأنا داخل الجامعة عن أي أخت، أو أم، اصطحبها معي بالسيارة لتوصيلها قدر ما استطعت، تكررت القصة معي كثيرا ودائماً، وبما إن الأعمال بالنيات تكون نيتي خالصة لوجه الكريم لدرجة أننى فى بعض الأحيان كنت عندما أغادر عملي يوما بدون توصيل أحد أكون غير مرتاحة وخاصة عندما أكون في أزمة أو مرهقة من باب من فرج كربة عن أخيه.

وبالطبع صادفتني العديد من المواقف الطريفة وقصص تعجبت لها وعلمت في وقتها إني كنت وسيلة من الرحمن لمساعدة من قابلت وأن الله كان كريم معى جدا إن منحني هذا الثواب في ذاك التوقيت والحمد لله.

ذات مرة كانت تقف موظفة بدينة جداً ولمحتها عيني وأنا في الطريق عن بعد تستجدي من يوصلها بدون جدوى، وفي الواقع  التمس لها العذر ورق قلبي الضعيف لها ووقفت لها وحتى أنجح في مساعدتها على الدخول فى سيارتي أوقفت الطريق من خلفي.

وما إن ركبت حتى سألتها ماذا تفعل كل يوم فى هذه المعاناة، واقترحت عليها عمل تكميم للمعدة، وكانت إجابتها إن مشكلتها في هذه العملية تخديرها، عرفت منها المشكلة وتواصلت مع الزملاء وتابعت معها حتى إجراء العملية.

وموقف آخر لا أنساه ذات مرة رأيت سيدة عجوز تقف في الجانب الآخر من الطريق وكنت انتهيت من الطريق عند بوابة توشكى واستدرت لها وسألتها عن وجهتها فأجابت أنها تريد الذهاب لادارة الجامعة لانهاء أوراق معاشها فدخلت بها لإدارة الجامعة وطبعا خلال الطريق علمت أن لها مشكلة إدارية فى أوراقها ايضا والحمد لله،  وطلبت من الزملاء مساعدتها. 

وموقف آخر ذات مرة كنت متوجهة للعمل صباحاً وسبحان الله أتذكر يومها أن ابنتى كانت مريضة وكنت مشغولة عليها جداً وفي حالة من القلق والتوتر وأنا على البوابة وكانت أيام امتحانات آخر العام، وجدت أما مع ابنتها فى كلية آداب ورجلها مكسورة وفي جبس والأم محتارة الوجه كيف تصل للداخل أخذتهم معى وكلي أمل في شفاءها هى وابنتى وأيضا كانت لابنتها قصة طبية تدخلت معها في حلها.

طبعا ليست الأمور في صالحهن فقط وبما إن الحياة والأيام دول كانت أيضا في أوقات أخرى في صالحى على النحو الآتي

ذات مرة ذهبت أنا لمستشفى الطلبة لإنهاء أوراق الكشف الطبي للأولاد فقابلتني إحدى الإداريات ببشاشة وترحاب شديد، وأنا لا أعرفها وأخبرتني إنها تذكرني جيداً لأنى قمت بتوصيلها من فترة وساعدتنى في إنهاء طلبي.

وذات مرة ايضا وأنا جديدة فى مستشفى الأطفال وأتعرف على التمريض هناك أجابت إحداهن بامتنان أعرفك جيدا لذات السبب وقصت على زميلاتها الموقف وأنا لا أذكره تماما ولكنى كنت سعيدة.

مواقف كثيرة جميلة وطبعا عمل الخير له متعه خاصة يطول الحديث عنها ولكن من فترة قريبة للاسف بعد ماقمت بتوصيل اثنتين اكتشفت سرقة مبلغ مالى من شنطة اليد الخاصة بى وقد نسيت وتركتها بالمقعد الخلفى بجوار إحداهن.

وبناء عليه أخذت قرار يومها بعدم ركوب أى واحدة منهن معي أيا كانت الظروف كما كانت تنصحنى زميلاتي عندما أقص عليها هذه المواقف وأنا سعيدة.

ولكن أنا محتارة هل السرقة التي حدثت معي تجعلني لا أساعد أحد وأن أستمر في ما أنا فيه وخاصة أنه داخل الجامعة وليس على طريق بالخارج؟.

حاليا أكون متألمة حقا وأنا أرى فى استطاعتى تقديم المساعدة لكنى أتراجع خوفا من تكرار سرقتي مرة أخري .

ولقد سألتني ابنتي هل لو رأت عجوز تساعدها في عبور الطريق خائفة أن تتعرض بنتي لموقف مثلما تعرضت انا من قبل وصل بنا الحال في المجتمع الي هذا الحد.

دكتورة مني جاد، أستاذ دكتور تخدير وعناية مركزة جامعة المنصورة.

ads