حيل الأمهات لتنمية مهارات أطفالهن في المنازل
الأربعاء 20/يناير/2021 - 02:30 م
آيات الخطيب
أوراق ملونة وصلصال وأسلاك نايلون قديمة، جميعها خامات لجأت لها أسماء حسين خلال الشهر الأخير لمساعدة أبنائها.
أسماء أم لطفلين لم يكملا عقدهما الأول، أصابتها مصيبة حياتية على حد تعبيرها، ذلك عندما علمت بقرار تأجيل امتحانات منتصف العام، وتمديد أجازة الفصل الدراسي الأول، وهو ما يعني أن يجلس طفلاها في المنزل وتتولى معهما كل المسؤوليات التي تقع على عاتق الأم.
أوضحت أسماء أنها شعرت بصدمة كبيرة في البداية لكن كان عليها أن تتعامل مع الوضع الجديد، وتبتكر طرق جديدة للتعامل مع أطفالها، خاصة وأنهم في مرحلة تكوين وبناء شخصية، فيتطلب الأمر من جانبها بعض المجهد.
لجأت أسماء لعدد من الأدوات والخامات البسيطة في البداية مثل الخرز والأوراق الملونة واستخدمت الأقلام والمقص في رسم بعض الأشكال على الورق المون، ثم قامت بقصه وتحديده باستخدام المقص ثم تزينه بلصق الخرز عليه، كل هذا يحدث بجانب مشاركة الأطفال لها، فينتهي اليوم بسعادة عارمة لجميع أفراد الأسرة، وغيرها كثيرًا من الأنشطة والمهارات التي يسعد بها أطفالها كثيرًا.
ووافقتها الرأي ميادة مصطفى وهي سيدة عاملة، تعمل أخصائية نظم ومعلومات ومتزوجة ولديها طفلين، اعتادت ميادة قبل تفشي جائحة كورونا على أن يذهب أبنائها للمدرسة فتذهب هي لعملها لتنجز مهامها خلال هذا الوقت، إلا أن الإجازة غيرت كثيرًا في طريقة حياتها، فقررت أن تنجز عملها من داخل المنزل، في الوقت ذاته تنمي مهارات طفليها بل ومساعدتهم على استذكار دروسهم، فاهتمت بمذاكرتهم، كما عملت على تنظيم وقتها ووقت ابنائها ببعض تمارين ألعاب المنتسوري وهي نوع من الألعاب التي ينمي ذكاء الأطفال وتساعدهم على تنمية مهاراتهم.
على صعيد متصل، ذكرت منال زكريا أخصائية علم النفس الاجتماعي أنه من أفضل الأشياء التي أحدثتها الجائحة أن تحول النساء المحنة إلى منحة وذلك من خلال تقارب الأمهات لأبنائهن، واكتشاف مواهب الأبناء، فالعمل قد يجعل المرأة كثيرًا غير قادرة على الاندماج مع الأبناء كذلك ذهابهم للمدارس والحضانات يجعلهم لا يقضون وقتًا كبيرًا مع الأهل في المنازل وهو ما قد يؤثر سلبًا على علاقتهم ببعض فيما بعد، وهو ما سيزول خلال الفترة القادمة وتعود المرأة للجلوس مع أبنائها من جديد.