الثلاثاء 26 نوفمبر 2024 الموافق 24 جمادى الأولى 1446
رئيس مجلس الإدارة
خالد جودة
رئيس مجلس الاداره
خالد جوده

بقلم عبدالله المسباح: فرن المايكروويف والسرطان

الأربعاء 24/مايو/2023 - 08:59 م
هير نيوز

يكاد لا يخلو بيت من فرن المايكروويف والذي يستخدم عادة للطبخ أو لتسخين الأكل، ويعتبر واحدا من أبرز اختراعات القرن العشرين، وله قدرة على تجهيز الطعام خلال فترة قصيرة وهو فعال جدا في استهلاك الكهرباء ويسخن الطعام ولا يسخن الأطباق، ويلاحظ أن هناك الكثير من الناس تتخوف من استخدام هذا الفرن بسبب الإشعاع الصادر منه، ويقال إنه يسبب السرطان، ولمعرفة حقيقة الأمر سأشرح بطريقة مبسطة ما هو الإشعاع وأنواعه؟ وكيف يعمل فرن المايكروويف، وما هي مضاره؟

هناك نوعان من الأشعة، الأول: الأشعة المؤينة وهي الأشعة الكونية الصادرة من الفضاء الخارجي أو من المواد المشعة المكتشفة في المعادن مثل اليورانيوم والسيزيوم والبلاتنيوم وغيرها، وتصدر عنها مواد مشعة ضارة بجسم الإنسان مثل أشعة ألفا وبيتا وجاما والأشعة السينية وغيرها، ويكمن ضررها بأنها إذا تعرض لها جسم الإنسان فإنها تخترق الأنسجة الحية وتحدث أكسدة قوية للمحلول المائي في الخلية، وبالتالي يتم تدمير الخلايا البيولوجية إما عن طريق إزالة إلكترونات الخلية، أو إزالة ذرات الهيدروجين الموجودة بالجسم، وغالبا ما يؤدي ذلك إلى تلف كامل للخلايا تشمل الأغشية والنواة والكروموسومات ويمنع انقسام الخلايا وفي النهاية يؤدي إلى موت الخلايا وإنتاج خلايا سرطانية خبيثة.

النوع الثاني: الأشعة غير المؤينة وهي غالبا غير ضارة ولا تسبب تلف الأنسجة أو الإصابة بالسرطان، وببساطة هي الموجات اللاسلكية (الكهرومغناطيسة) على اختلاف أنواعها المحيطة بنا في كل مكان ولا نشعر بها بشكل مباشر، فهي موجات بث الراديو والتلفزيون وأجهزة الهواتف النقالة والأشعة تحت الحمراء وأجهزة الاستشعار عن بعد وأجهزة الرادار وغيرها، وفرن المايكروويف وهي ترجمة لـ (Micro) وتعني الصغير جدا وكلمة الموجه (Wave) وتعني الموجه المتناهية الصغر. ففرن المايكروويف عبارة عن صندوق معدني له بوابة زجاجية شبكية تمنع تسرب الإشعاع إلى الخارج، ويوجد فيه جهاز من الداخل يسمى الماجنترون (Magnetron) وهو الذي يولد موجات المايكرويف ذات الطاقة العالية جدا وتبدأ بالتصادم داخل الصندوق، ويتم امتصاصها بواسطة الماء والمواد الدهنية والمواد السكرية في الطعام من خلال ذرات وجزيئات تلك المواد وامتصاص هذه الأشعة تكسبها طاقة تجعلها تتذبذب وتنعكس وتحتك ببعضها بسرعة كبيرة (2500 مليون هزة في الثانية الواحدة) وتتصادم مع بعضها البعض وتنتج حرارة التسخين اللازمة، بحيث يتم طهو الطعام أو تسخينه من الداخل إلى الخارج بعكس الأفران العادية التي تقوم بالطهي من الخارج إلى الداخل، وعند فتح باب الفرن يتوقف مباشرة إنتاج هذه الأشعة مباشرة وينتهي تأثيرها.

الضرر الوحيد منها هو إذا كان هناك تسريب ويمكن الكشف عنه وتأثيره يكون حراريا، والأواني المستخدمة للطهي يجب أن تكون من مواد غير معدنية مثل الألومنيوم أو القصدير (السولوفان المستخدم للف الطعام في الأفران الحرارية)، وذلك لأن أشعة المايكروويف لا تنفذ من خلالها وتنعكس لتسقط على مصدر إنتاج هذه الأشعة، ويمكن أن تفسدها وهنا الضرر يصيب الجهاز نفسه، والأواني الفخارية والصينية هي الأفضل بالدرجة الأولى، ثم الأواني الزجاجية وخاصة البايركس لأنها تتحمل الحرارة وهي مواد لا تمتص أشعة المايكرويف مما يضمن نفاذها إلى الطعام بسهولة لتطبخه، أما الأواني البلاستيكية فلا ينصح باستخدامها لأنه من الممكن أن تتسرب بعض المواد الكيميائية إلى الطعام بفعل الحرارة.

ونستخلص من ذلك أن أشعة المايكروويف المباشرة إذا كانت طاقتها عالية يكون تأثيرها حراريا ولا علاقة لها بمرض السرطان.

نقلا عن الأنباء

ads