رئيس مجلس الأدارة
خالد جودة
رئيس التحرير
هند أبو ضيف
هير نيوز هير نيوز
رئيس مجلس الأدارة
خالد جودة
رئيس التحرير
هند أبو ضيف

بقلم منصور الضبعان : فن «التسليك»

هير نيوز

بقلم منصور الضبعان: فن «التسليك».. ويسألونك عن «التسليك» فقل إنما هو فرع من «الدبلوماسية»، وهي كلمة فصيحة، ومعنى عميق، من سلك، يسلك، أي يمرر، ويمشي، ويدخل، وهو فن تقبّل الخطأ سماعيًا، وإظهار ابتسامة الرضا، و«ريأكشن» الذهول، رغم المعرفة أنه خطأ، وتعمّد عدم التصحيح، وذاك ثمن بخس، لبناء العلاقات، أو تقويتها، ومغازلة منطقة «سترياتم» الدماغية، ولكن لا يمكن للعقل السليم استيعاب تمرير خطأ، أو «كذبة» من أجل «الود» وقضاياه!

(2)

بقلم منصور الضبعان: فن «التسليك».. ولا جرم أن يكون «التسليك» للحكايات، والآراء، بيد أن المعلومات لا مجال فيها «للتسليك»، ولا حاجة للمتعلم، والمثقف، وطالب العلم، وذا الاطلاع والقراءة، بـ«ودِّ» متعالم لا يخجل من «الكذب»، وبالذات في صعيد المعلومات.

(3)

بقلم منصور الضبعان: فن «التسليك».. «التسليك» منطقة مضطربة بين النفاق، والمجاملة، وهي تشكل خطرًا مباشرًا على «الصبر»، كلا بل إن الصبر المتماسك الذي لا ينفذ، قد يدمره «التسليك» بشكل متسارع، في لحظة غير محمودة.

(4)

بقلم منصور الضبعان: فن «التسليك».. يعيش المرء ما «سلّك» بخير، حيث بـ«التسليك» يكون المرء محبوبًا مقبولًا، ولكنه يخسر ذاته، وربما يمتهنه أولئك «المسلَّك لهم»، ويحترمون من يصدمهم بالحقيقة، يدرك «المسلِّك» أنه محبوب لدى الناس، مقبول بالقدر ذاته الذي يدرك فيه أنه «جبان!»، لم يستطع أن يقول كلمة الحق طمعًا في غاية لا يمكن إدراكها!، علمًا بأن رضا الناس لا يمكن أن يكون «غاية» أصلًا!

(5)

بقلم منصور الضبعان: فن «التسليك».. خسرتُ أصدقاء كثر، فقررت التدرب على «التسليك»، ولكنني ولدتُ، وترعرعتُ في قرية شمالية، ذات أرض قاسية، صلبة، فلم أكسب من «التسليك» إلا على أدوية «القولون»، والأسبرين، حتى «تفتّق» الصدر الشمالي، فعدتُ لـ«طبعي»، ليتواصل التساقط، وتقترب العزلة، والوحدة، ويبدو أنني لن «أسلِّك» لي أيضًا!

نقلا عن الوطن السعودية

تم نسخ الرابط