بقلم نرمين الحوطي: نقطة نظام لهويتنا!
الأربعاء 17/مايو/2023 - 06:30 م
منذ التحرير من الغزو الغاشم 1991 ونحن نرى ونقرأ عن الكثير من هويتنا الوطنية سواء أكانت ملموسة أو معنوية تطمس، والسبب غير معروف!
ما جعلني أكتب سطور اليوم في مقالي هذا، حادثة عشت تفاصيلها «طبعا غير اللي قاعدة أشوفه كل يوم وأسمع عنه من هدم معالم أثرية واختفاء الكثير من الأمور عن تاريخ الكويت.. والنتيجة محلك سر»، المراد ذهبت إلى إحدى المكتبات، لم تكن مكتبة عامة بل مكتبة متخصصة في الفنون والثقافة، ووجدت نفسي أمام كارثة ثقافية وعلمية.
كنت أبحث عن مرجع معين ومحدد وأنا متأكدة من وجوده في تلك المكتبة لأنني بنت تلك المكتبة وأعرف أرففها وأحفظ عن ظهر قلب سطور كتبها، فاندهشت عندما لم أجد المرجع، وبسؤالي الموظف عن الكتاب، قال لي: «مش موجود يا افندم».
صمت بدهشة وبتأكد من أن المرجع هنا بين الأرفف، فذهبت أبحث عنه مرة أخرى لعل وعسى أن أجده ويكون الموظف لا يعلم «الله وين حاطه»، المراد أثناء بحثي وجدت المصيبة الكبرى كتيب قديم يحمل العديد من الرسائل العلمية التي تقتنيها تلك المكتبة فقمت بالتصفح بها، وأنا أعلم عن الكثير من تلك الرسائل العلمية بحكم عملي، وإذ بي أجد أن الكتيب يسجل الرسائل العلمية بداية من عام 1993م فقط! فسألت موظف المكتبة: الرسائل اللي قبل هذا التاريخ ليش مو مسجلة؟! فأجاب: «ما أعرفش يا افندم»! فقلت له: يعنى ايه متعرفش؟ في رسايل من سنة السبعينيات ليش مو مسجلين في كتيب؟ فأجاب: والله ده إلى موجود في كتاب ومعنديش أي معلومة عن الرسايل اللي بتقولي عليها.
انتهى الحوار العقيم بيني وبين موظف المكتبة وبدأت الأسئلة تنير في ذهني... وتسأل:
مباني وقاعدة تتهدم!
لغتنا وقاعدة تندثر!
تراثنا وقاعد يدش عليه الكثير من الثقافات الأخرى لتشويه تراثنا!
مكتبات حكومية المفترض تحمل العديد من ثقافتنا وعند الذهاب إليها نجد ما وجدنا أو نجد كوارث أخرى على سبيل المثال لا الحصر مكتبات متهالكة حوائطها آيلة للسقوط!
فنوننا ومسارحنا وقاعاتنا الثقافية آيلة للسقوط ولا يوجد بها الأمن والسلامة!
٭ مسك الختام: من أقوال أمير القلوب الراحل سمو الشيخ جابر الأحمد، طيب الله ثراه، في فبراير 1992: «إن الكويت تحتاج منا إلى حراسة أشد، حراسة لا تقتصر على السلاح والجنود ومراقبة الحدود، بل تمتد إلى كل نفس كويتية بالوعي واليقظة والحذر والترقب».
نقلا عن الأنباء