الجمعة 20 سبتمبر 2024 الموافق 17 ربيع الأول 1446
رئيس مجلس الإدارة
خالد جودة
ads
رئيس مجلس الاداره
خالد جوده

طلاق الأبناء

الجمعة 03/مارس/2023 - 07:00 م
هير نيوز

الحمدلله رب العالمين، في الأونة الأخيرة انتشرت ظاهرة جديدة لم نكن نسمع بها من قبل إلا وهي ظاهرة طلاق الأبناء، إن الله جعل لنا من أنفسنا أزواجًا قال تعالى ((ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة)). سورة الروم أية21 شرع الله لنا الزواج لحكم عديدة من أسماها صيانة النفس عن الرذيلة، ومن ثم عمارة الأرض ويتحقق ذلك بالإنجاب الذي وصفهم الله في كتابه بزينة الحياة الدنيا، قال تعالى في كتابه الكريم في سورة الكهف الأية 46 ((الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْبَا?ِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوَاباً وَخَيْرٌ أَمَلاً)).

إلا أنه وفي بعض الحالات للأسف الشديد قد ينتهي هذا الزواج بالطلاق لأسباب عديدة منها اقتصادية، واجتماعية ولسنا هنا بصدد الخوض في أسباب الطلاق الذي شرعه الله أيضًا لاستحالة ديمومة الحياة الزوجية، حيثُ خاطب الله رسوله في سورة الطلاق الأية الأولى ((يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ)) وقال تعالى: (الطَّلاقُ مَرَّتَانِ فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ) البقرة/ 229. حبذا أن يتم التركيز على تسريحٌ بإحسان. قال رسول الله: ما من شيء مما أحله الله أبغض?إليه من الطلاق. وفي بعض حالات الطلاق قد يكون هناك أبناء من هذا الزواج.

لذا يجب أن يعلموا أن هؤلاء الأبناء يحتاجون إلى رعاية واهتمام ولكن للأسف من الظواهر السلبية في مجتمعنا أنه بمجرد حصول الطلاق بين الزوجين، يحصل طلاق آخر وهو محرم ولا يجوز شرعا وهو طلاق الأبناء حيث يبدأ الزوجان باستخدام الأبناء كسلاح ليحارب كل منهم الآخر، لا أريد أن أبرئ الزوجات إلا أن في أكثر الحالات شيوعًا وبموضوعية تامة الكثير من الأزواج بعد الطلاق يريد أن ينهي كل ما يذكره بهذا الزواج ومن ضمن هذه الأشياء الأبناء وكأنهم قطعة أثاث وهنا تك?ن الطلقة الأولى: وبعد هذه الطلقة يبدأ الأب بالتضييق على والدة أبنائه وكأنهم في حرب، يبدأ بتلفيق التهم والاشاعات وتشوية صورة الأم أمام المجتمع.

وما يهمني في هذا المقام الأبناء والأثر السلبي الذي يقع عليهم وفي حالة استطاع الزوج أن لا ينفق على الأبناء فإنه يفرح بأنه انتصر، وينسى أمر الله بأنه فرض عليه الانفاق، وفي حال لجأت الأم إلى القضاء للحصول على ما تنفق به على أبنائها، تحصل الطلقة الثانية للإبناء وتكون بذلك تعرض نفسها للمزيد من الأذى ومن أقرب الناس إليها وكأنها ارتكبت جريمة، ويبدأ الأب بتجهيز كافة الأوراق?التي تثبت بأنه لا يستطيع الانفاق، وبمجرد خروجه من المحكمة منتصرا بأنه لن يدفع نفقه أو سيدفع القليل الذي لا يكفي لحياة كريمة ينفق المال في توزيع الحلوى بمناسبة انتصاره.

وعندما يرتبط الأب بالزواج الثاني تحصل هنا الطلقة الثالثة التي لا رجعة فيها والتي لا يحق للأبناء بعد هذه الطلقة العيش مع الأب ويصبح الرابط الوحيد هو الاسم بينما الأبناء من الزوجة الثانية هم من يحق لهم العيش مع الأب والحياة الكريمة وتوفير كل سبل الرفاهية، ولعل من أهم هذه الظاهرة الاجتماعية طلاق الأبناء هي ضعف الوازع الديني والابتعاد عن تعاليم ?لله ورسوله وضعف في المنظومة القيمية الأخلاقية، وقد يكون في بعض الأحيان شعور الزوج بالدونية والنقص خاصة إذا كانت الزوجة أفضل منه في المعيار الدنيوي من جاه، وعلم، ومال، لذلك يكون الهدف الانتصار بغض النظر عن نتائج هذا الانتصار، أخيرًا أيها الاباء اتقوا الله في أنفسكم وفي ابنائكم ولا تشكوا من عقوق الابناء ولقد عققتم ابناءكم قبل أن يعقوكم.

نقلا عن الراي


ads