كريمة الشامي تطالب ببرنامج قومي لحماية النساء من سرطان عنق الرحم

أكدت الأستاذ الدكتور كريمة الشامي، الأستاذ بجامعة المنصورة، ورئيس الجمعية المصرية للنهوض بصحة المرأة، أن سرطان عنق الرحم يعد أحد أكثر أشكال السرطانات التي يمكن الوقاية منها وعلاجها، وعندما يتم اكتشافه وعلاجه مبكرًا يكون قابلاً للعلاج بدرجة كبيرة، مشيرة إلى أن سرطان عنق الرحم يصيب النساء في البلدان المنخفضة الدخل والمتوسطة أكثر من غيرهن من النساء في البلدان الأخرى.

يحتل الترتيب الـ11 من نسبة الأورام الخبيثة

وقالت رئيس الجمعية المصرية للنهوض بصحة المرأة، في تصريحات لـ"هير نيوز": إن سرطان عنق الرحم يعد من أكثر أنواع السرطانات شيوعًا بين النساء في جميع أنحاء العالم، ومن أشرسها التي تصيب السيدات حيث يحتل الترتيب الحادى عشر من نسبة الأورام الخبيثة على مستوى العالم والرابع بين السيدات في السرطانات الأكثر انتشارا بينما يمثل السرطان الأول في الجهاز التناسلي للسيدات. 

يحتل سرطان عنق الرحم المرتبة الـ13 بين النساء الأكثر شيوعًا في مصر

وأشارت إلى أن سرطان عنق الرحم يحتل المرتبة الـ13 بين النساء الأكثر شيوعًا في مصر والـ 9 الأكثر شيوعًا بين النساء بين 15 و 44 عامًا. وتشير التقديرات الحالية إلى أنه يتم تشخيص إصابة 1320 امرأة بسرطان عنق الرحم في كل عام، يموت منهم 744 امرأة بسبب هذا المرض. موضحة أن الإصابة تعد نتيجة الإصابة بفيروس HPV ( فيروس الورم الحليمى ) خاصة النوعين 16 و18 عاليي الخطورة حيث تكمن الإصابة بالسرطان بسبب الفيروس لأكثر من 7 سنوات بدون أعراض واضحة للمرض لمعرفته ثم يبدأ في الظهور عبر ما يسمى بمرحلة الخلايا غير الطبيعية ثم منها إلى ظهور السرطان بمراحلة المختلفة، وعند ظهوره تكون أشهر الأعراض تكرار الإفرازات المهبلية وآلام أثناء العلاقة الزوجية ونزول دم أثناء العلاقة الزوجية وآلام أسفل الحوض ولخبطة في الدورة الشهرية.

 فيروس HPV

وتابعت: إن فيروس HPV ( فيروس الورم الحليمى ) مسؤل عن 99% من الإصابة بسرطان عنق الرحم وينتقل الفيروس عن طريق اللمس ما يعني إمكانية اصابة السيدات بالفيروس وتشير الدراسات أن 80% من السيدات معرض للإصابة به في مراحل حياتهم المختلفة. وإذا حدثت الإصابة لاقدر الله فإن الفيروس يعطى مؤشرات كدليل على الإصابة بة تتمثل في ظهور الذوائد الجلدية والسنط وعين السمكة . كما كشفت الدراسات أن تعدد العلاقات الجنسية التي تحدث تحت المظلة الشرعية والقانونية وراء الإصابة بسرطان عنق الرحم، كما أن تعدد الزواج والانفصال عن الزوجات والزواج مرة أخرى يسهم في إنتشار المرض من الشخص المصاب بالفيروس إلى السيدة السليمة. فكلما زاد عدد شركاء العلاقة الجنسية، زادت احتمالية الإصابة بعدوى فيروس الورم الحليمي في الأعضاء التناسلية. كما تزيد احتمالية الإصابة عند ممارسة الجنس مع شخص يمارس الجنس مع عدة أشخاص آخرين.

النشاط الجنسي المبكِّر

وأردفت: وأيضاً فإن النشاط الجنسي المبكِّر في سن مبكِّرة يَزيد من خطورة الإصابة بفيروس الورم الحليمي البشري كما يحدث فى زواج القاصرات (زواج الأطفال)، كما أن ضعف الأجهزة المناعية قد تزيد من إحتمالية الخطورة حيث تزداد احتمالات الإصابة بعدوى فيروس الورم الحليمي البشري لدى الأشخاص الذين لديهم ضعف في الأجهزة المناعية.

التدخين

 واستطردت: والتدخين يؤدى إلى نقص المناعة مما يعطى الفرصة لفيروس الورم الحليمى للتوغل في الجسم وتعزيز الإصابة وهناك عوامل أخرى مثل التوتر ونقص المناعة تساعد على انتشار الفيروس , وإفتقار النظام الغذائي الى الفواكه والخضروات كما يمكن أن تضعف الأجهزة المناعية بسبب فيروس نقص المناعة البشري، أو الأدوية المثبطة للجهاز المناعي المستخدمة بعد زرع الأعضاء.

ويعد اكتشاف الإصابة مبكراً في مرحلة الخلايا غير الطبيعية أفضل مرحلة حيث يسهل العلاج والشفاء الكامل مع إحتفاظ السيدة بالقدرة الإنجابية، وفي هذه المرحلة, مرحلة الخلايا الغير طبيعية يتم تخدير السيدة موضعياً دون الحاجة لجراحة أو علاج اشعاعي أو كيماوي. لهذا فإن وضع برنامج قومى للكشف والتشخيص المبكر عن أورام عنق الرحم للحماية والوقاية من يمكن أن ينقذ حياة الآف السيدات سنويا. والكشف المبكر يتم عن طريق اختبار بسيط كل 3 سنوات من سن 25 إلى 49 سنة وكل 5 سنوات للسيدات من عمر 50 إلى 65 سنة بشرط الزواج ولا يشترط عملة للبنات الذين بم يسبق لهن الزواج.

الاستراتيجية الإقليمية للتخلص من سرطان عنق الرحم
ولقد أطلق المكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط رسميًّا، فى أوائل يناير 2023 الاستراتيجية الإقليمية للتخلص من سرطان عنق الرحم لشرق المتوسط بهدف تحقيق 90% من التغطية باللقاح ضد فيروس الورم الحليمي البشري للفتيات في سن 15 عاما، و70% من التغطية بخدمات الكشف المبكر للنساء في سن 35 و45 عاما، و90% من العلاج في المرحلة السابقة لسرطان عنق الرحم والتدبير العلاجي للنساء المصابات بالسرطان بحلول عام 2030. 

المطالبة بإدراج تطعيم فيروس HPV

وطالبت الأستاذ الدكتور كريمة الشامي، من رئيس الجمهورية إدراج تطعيم فيروس HPV ( فيروس الورم الحليمى ليصبح روتينياً ضمن جدول التطعيمات في مصر مع الإعلان عن برنامج قومى لوقاية وحماية سيداتنا وبناتنا من سرطان عنق الرحم لكى نستطيع العمل وتنفيذ أهداف الاستيراتيجية وحماية نسائنا وشبابناً.
إشادة بمبادرة دعم صحة المرأة
وأكدت رئيس الجمعية المصرية للنهوض بصحة المرأة، إن المبادرات الرئاسية وفي مقدمتها مبادرة 100 مليون صحة (القضاء على فيروس سي والكشف المبكر عن الأمراض غير السارية والبرامج المتفرعة منها ومبادرة دعم صحة المرأة التى أطلقها الرئيس عبد الفتاح السيسى للكشف المبكر والقضاء على أورام الثدى بين السيدات بهدف دعم صحة السيدات المصريات حصدت العديد من الإشادات الدولية، خلال السنوات الماضية، وحققت نجاحاً غير مسبوق، في تنفيذ خطة الدولة نحو القضاء على مسببات الأمراض وليس علاجها فقط، مما ساهم فى أن تعود بالنفع وتحسين الصحة العامة للمواطنين وخفض الوفيات الناتجة عن سرطان الثدي فضلاً عن تحسين صحتهن وقد أشادت منظمة الصحة العالمية .

وأثنت رئيس الجمعية المصرية للنهوض بصحة المرأة، على مبادرات الرئيس السيسى للاصلاح الصحى وفي مقدمتها مبادرة 100 مليون صحة ومنظومة التأمين الصحى الشامل التي تضمن العلاج للمرضى وفق أعلي معايير للجودة وفي الوقت ذاتة نوهت إلى ضرورة الاهتمام بالكشف المبكر عن أورام عنق الرحم مع وضع برنامج يتضمن البرتوكول العلاجى للحالات المصابة وفقا لأعلى معايير الجودة.