هل لا يجوز للحائض إعداد المخللات؟.. «الإفتاء» توضح
الأربعاء 13/يناير/2021 - 08:01 م
شريف حمادة
أرسلت سيدة سؤالًا لموقع المجلس الإسلامي للإفتاء على "الإنترنت"، قائلًا: "أن زوجي لا يأكل من الطعام الذي أعده وأنا حائض بدعوى أنني غير طاهرة، كما أن صديقة لي لا تصنع المخللات وهي حائض فما حكم ذلك؟ وهل عرقي طاهر؟.
من جانبه رد علماء المجلس الإسلامي للإفتاء قائلًا: "إن المرأة حال الحيض والنفاس لا تكون نجسة؛ لأن المؤمن لا ينجس، قال صلى الله عليه وسلم: "سبحان الله إن المؤمن لا ينجس" [متفق عليه]، وإنما النجاسة تكون موضعية في مكان الأذى (محل نزول الدم من الفرج).
وأضاف العلماء، أنه عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قالت: قَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآله وسَلَّمَ: "نَاوِلِينِي الْخُمْرَةَ مِنْ الْمَسْجِدِ" فقلت: إِنِّي حَائِضٌ، فقال: "إِنَّ حَيْضَتَكِ لَيْسَتْ فِي يَدِكِ" أخرجه مسلم في "صحيحه".
وكانت دار الإفتاء قد ردت من خلال الموقع الإلكتروني على سؤال أحد الأشخاص حول تناول الطعام الذي تعده زوجته وهي حائض: "جسد المرأة الحائض طاهر، وكذلك عَرَقُها وسؤرُها، ويجوز أكل طبخها وعجنها، ويجوز الأكل معها ومساكنتها من غير كراهة فعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه: "أَنَّ الْيَهُودَ كَانَتْ إِذَا حَاضَتِ الْمَرْأَةُ مِنْهُمْ أَخْرَجُوهَا مِنَ الْبَيْتِ، فَلَمْ يُؤَاكِلُوهَا، وَلَمْ يُجَامِعُوهَا، فَسَأَلَ أَصْحَابُ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآله وسَلَّمَ عَنْ ذَلِكَ، فَأَنْزَلَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: ﴿وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذًى فَاعْتَزِلُوا النِّسَاءَ فِي الْمَحِيضِ وَلَا تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّى يَطْهُرْنَ فَإِذَا تَطَهَّرْنَ فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللهُ إِنَّ اللهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ﴾ [البقرة: 222]"، وقال صلى الله عليه وسلم:"اصنعوا كل شيء إلا النكاح". [روه الجماعة إلا البخاري].
وأكد الدكتور محمود شلبي، أمين الفتوى بدار الإفتاء، أن المطلوب عند الحيض والنفاس اعتزال الوطء وما عدا ذلك من المؤاكلة والمشاربة والمجالسة والمخالطة والسكني في بيت واحد فجائز مباح، ولا يكره ممارستها للأعمال البيتية، كما لا يكره وضع يدها في شيء من المائعات؛ لأنها طاهرة غير نجسة، بل أكثر من ذلك أنّ الرسول صلّى الله عليه وسلم كان يشرب بعد أن تشرب عائشة رضي الله عنها فيضع فمه على موضع فمها.
جاء عن السيدة عائشة رضي الله عنها قالت: كنت أشرب وأنا حائض فأناوله النبي صلى الله عليه وسلم فيضع فاه على موضع فيّ فيشرب، وأتعرق العرق وأنا حائض فأناوله النبي صلى الله عليه وسلم فيضع فاه على موضع فيّ ". [رواه الجماعة إلا البخاري والترمذي].
قال "الشوكاني": "والحديث يدلّ على أمور: أن الحائض طاهر، ولا خلاف فيما أعلم، وعلى طهارة سؤرها من طعام أو شراب ولا أعلم فيه خلافًا".
وعن عبد الله بن سعد قال: سألت النبي صلى الله عليه وسلم عن مؤاكلة الحائض، قال:"واكلها". [رواه أحمد والترمذي وقال: حسن غريب، وأخرجه أبو داود ورواته كلهم ثقات].