الإثنين 25 نوفمبر 2024 الموافق 23 جمادى الأولى 1446
رئيس مجلس الإدارة
خالد جودة
رئيس مجلس الاداره
خالد جوده

بطلة من صُنع "كورونا".. أسماء عاشت أصعب اللحظات في ليالي العزل

الأربعاء 25/نوفمبر/2020 - 10:28 م


منذ تخرجها من كلية التمريض وهى عاشقة لمجالها، لا تمل ولا تشكي من صعوبته، فحين هاجم وباء كورونا مصر لم تخشاه كغيرها من زملائها، إنما هي من بادرت للتطوع ضمن الفوج الأول لفرق العزل.. هكذا هى أسماء مسعود. 

وتروى أسماء لـ"هير نيوز" تجربتها مع ليالي العزل فى الموجة الأولى لكورونا، التي تتدرب عليها المستشفيات حاليا استعدادًا للموجة الثانية من الفيروس. 

سعت أسماء،  منذ اللحظة الأولى أن تكون في الخطوط الأولى لمواجهة وباء فيروس كورونا المستجد، لكن فوجئت بأنه لم يتم اختيارها ضمن الوفد الطبي الأول، الذي ذهب إلى أول مستشفى عزل بمصر وهى مستشفى النجيلة.

سألت "البطلة"  المسئوول عن تكوين فريق مكافحة كورونا: "لماذا لا تأخذني معك أود المشاركة؟"، فكان جوابه بأن الأمر كان مفاجئ، وحين تم فتح العزل بأبوتيج بادرت بالمطالبة للذهاب إلى هناك ضمن أول فريق طبي يذهب.

مشاجرات الأسرة ورفضهم 

رغم شجاعة أسماء وحماسها، ألا أنها واجهت صعوبة في إقناع أهلها للذهاب إلى العزل، تتحدث أسماء عن هذا قائلة: "واجهت رفض شديد من والدي ووالدتي وزوجي وكان رفضهم هذا لخوفهم الشديد عليّ، وحدث خلاف بيني وبين زوجي، لأني أعاني من مشكلة تأخر في الإنجاب".

وتابعت: الذهاب للعزل قد يكون له أثر سلبي عليا، ثم أقنعته بأن إذا لم أذهب الآن والحالات قليلة سيأتي وقت وسأذهب بتكليف مباشر، وحين أطمئن عليا كان يحدثني هاتفيا بشكل يومي ويساندني، وحين كان يسمع من الأخبار مدى حاجة المرضى لنا كان مقدر تماما لمدى أهمية ما أقوم به، كما استطعت أن أقنع والدي والذي قال لي بعد ذلك هذا واجبك وعليكي أن تؤديه، الأمر الأكثر صعوبة كان في إقناع والدتي، فظلت لا تتكلم معي طول أول فترة أخذتها في العزل حتى حين كنت أحاول أن أحدثها عبر الهاتف كانت لا تجيب على مكالماتي، وعند عودتي إلى المنزل بعد 14 يوم استطاعت أن أصالحها، خاصة أنها رأتني بحالة جيدة.


رهبة وخوف

الأطباء مهما كانت قوة تحملهم فهم في النهاية بشر وينتابهم أيضا لحظات رهبة وخوف، خاصة أنهم في مواجهة وباء عجز العالم بأسره عن فهمه أو وجود علاج له، كما رأوا سقوط زملاء لهم وعجزوا عن تقديم أي مساعدة لهم، فكل هذا كان له أثره النفسي عليهم، فتتذكر أسماء لحظة دخول أول حالة للمستشفى قائلة، الأطباء انتابهم رهبة شديدة لدرجة أن كل جزء في ملابسهم الوقائية كانوا يغلقونه باللاصق، فالأمر كان غاية الصعوبة عليهم.

نجاح المهمة

تختتم أسماء حديثها بكل فخر وحب قائلة، " نجحنا طيلة الـ 28 يوما التي قضيناها بالعزل بالحفاظ على الفريق الطبي، فخلال تلك الفترة لم يصاب أحد بفضل الله، وسوف نكمل المسيرة"

ads