شيماء موسى تكتب: معشوقتي الغجرية
تركت فيكِ قلبي وروحي، أثناء هوجائي وطيشي ضللت طريقي، فقدت بعيداً عن بأسي وصبري، نفد مني خلاصي وبِري، معشوقتي الغجرية لا تهجر قلب من تجاسر، غاب عن حضنها، تلتمس له الأعذار هذه البهية
جميلة هي
رشيقة هي
عفيفة
صريحة هي
واضحة هي
ولا جدال على سحرها
استيقظت منذ أيام أو منذ قرون، كأنها لحظات وقد تكون في
العمر بالأرقام
وجدتني روحًا متمردة مرتفعة الأحاسيس، وقت ارتفاع الموج،
هادئة المشاعر
وقت استحياء الجذر في هدوء
كأنه مفعول يد سحرية، تربت على أنفاس غضبي المشتعل،
وجدتني كاتبة مغنية شاعرة وقد أكون روائية، علمت أن في نفسي شيئًا مختلفًا ثائرًا
، وللعامة غير معترف، سمعت إنه لمن حسن الأمور أن أعرف بالحرف، وقد أكون هاوية أو
جريئة متجاسرة على هامة شاهقة، مثل لغة القرآن، لكن علمتني
واحتضنتني
وأنا منها
في كثير من الأحيان أكون هي، وأحيانًا كُثر أكون لا متناهية في الصغر، عن حقيقتي وهدفي لاهية، هي احوالي حين أكون غائمة بالسحب ملتحفة وبالأعاصير منتشية، وتهب نسائم اليود تداعب خصلاتي تجعلني في عرش السعادة الأبدية، وقد أصبحت قائمة طلباتي آن احتضنها وأكون داخلها هي، أن أتجرأ واتحرر.
وللعشق والشغف بكل حرية اتجرع، هي رمال وسماء وعظمة
وأمطار رعدية، لها مقاماتها بين صقيع أنواء عيد الميلاد وبين سيول أنواء المكنسة
هي بائع الذرة اللذيذة المغرية
هي لا تصدقها إلا بچيلاتي من صنائعها
هي أحلام وأيام وشباب وأرحام
هي التمشية والتسكع في عصاري يومنا وبصحبتها هي هي هذا القرص الأحمر الذي يصبغ السماء بلون برتقالي يميل للحمرة ويأخذ معه جميع الألوان، ليستعد للغطس بها في أعماق المتوسط، فتتدرج السماء من أصفر حزين للفراق، لأحمر مُطعم من ياقوت مشمشي، في نُدرة الأزهار.
ثم تسود العتمة فجأة ويصير ميعادا جديدا مع القمر، حوار
من القلب وجيرة الصُحبة معها هي فعروس البحر لا تمل منك، ولن تضجر أنت منها ،
تأخذك تحت ضوء القمر لليالي السهر وأحاديث السمر اللاهية، هي لن تتركك تنام دون
سلام، لن تكون مقتضبا فالحديث لو ولدت منها، لو كانت أُمك التي تحمل أمنك وتعبر بك
الأبيض لتزيح همك.
هي من تَركت بعهدتها أمي، لترعاها، ألا سلاماً علي قلبها، ألا احذري أن تشتاقني أُمي واحرصي يا غالية في بعادي ان تكون عني راضية ، صِلي قلبي بقلبها لأخبرها وأُعبر لها عما يعتمل في قلبي وبين روحي، التي من فراقي لها لم تعد كما هي.