فيروس التكنولوجيا.. يغتال عقول الأطفال
تلجأ الكثير من الأمهات إلى إلهاء أبنائهن بمنحهم الهواتف المحمولة ليُشاهدوا أفلامًا كارتونية حتى يستطعن القيام بأعمال المنزل، أو حتى يحصلن على قسط من الراحة لمشاهدة التليفزيون أو التواصل مع الأقارب والأصدقاء، ولكن أصبح الأمر أشبه بالإدمان لدى الأطفال حتى إنهم ينامون وفي أيديهم الهواتف.
الهواتف سبب رئيسي في انطوائية الأطفال
أكد د. رشاد عبد العزيز، أستاذ الصحة النفسية
بجامعة الأزهر، أن استخدام الأطفال للهواتف المحمولة ومشاهدتهم المفرطة للشاشات
التليفزيون يمثل خطورة بالغة على صحتهم؛ وذلك لأن الأمر يتحول مع الطفل إلى ما
أشبه بالإدمان فيجلسون أمام هذه الشاشات طيلة يومهم، مما يؤثر بعد ذلك على قوة إبصارهم وسمعهم وكثيرًا ما يُصابون بالعزلة الاجتماعية والانطوائية، والرغبة في
البعد عن الناس، لأنهم يكتفون بالعالم الافتراضي فقط ولم يعتادو على إجراء
مناقشات مع أحد، وفي النهاية يصبحون غير متزنين نفسيًا.
أضاف أنه يجب على الأمهات أن يقننوا وقت
استخدام أطفالهن للهواتف للحفاظ على صحتهم النفسية والجسدية، وذلك لأن بعض الأمهات
يعتبرن الهواتف من أفضل وسائل إلهاء الأطفال حتى يستطعن القيام بأعمال المنزل، أو
التفرغ لأنفسهن بعض الوقت بعيدًا عن ملل الأطفال وبكائهم.. لافتًا إلى أنه يجب على
الآباء والأمهات أن يستبدلوا ألعاب الهواتف بألعاب تنمى ذكاء الأطفال، كألعاب
تجميع الصور وترتيبها.
اقرأ
أيضًا..
أفضل 5 ألعاب تساعد على نمو عقل طفلك
أشار إلى أنه يجب الحرص على ممارسة الأطفال
للرياضة دائمًا؛ وذلك لأنها تُعلمهم روح التعاون وتحمل المسئولية والمشاركة
الاجتماعية، كما أنها تُبعدهم عن العالم الافتراضي وتعمل على تنمية عقولهم
وذكائهم.
أوضحت د. هناء شهبة، أستاذ علم النفس بجامعة الأزهر، أن الهواتف المحمولة تؤثر بشكل سلبي على عقول الأطفال واستخدامهم المفرط لها يخلق منهم أطفالاً عدوانية، خاصة أن الكثير من الألعاب الإلكترونية بها مشاهد عنف فيُحاول الأطفال تقليدها.
أضافت أن أن
الهواتف تؤثر بشكل سلبي على مستوى ذكاء الأطفال وإدراكهم، وتُصيبهم بالعزلة الاجتماعية
وكره المجتمع والرغبة في الابتعاد عن كل ما هو حقيقي والاكتفاء بالعالم الافتراضي
وما يحتويه من ألعاب وكارتون يُصاحبه شخصيات وهمية، كما أنها تُضعف أبصارهم ومستوى
سمعهم.
تؤثر على مستوى ذكائهم
شددت على أنه تقع على الآباء والأمهات مسئولية
كبيرة في تحصين أبنائهم من فيروسات التكنولجيا، فيجب عليهم أن يقننوا وقت استخدام
أطفالهم للهواتف بحيث لا يزيد عن ساعة يوميًا، وتشجيعهم على ممارسة الرياضة، وشراء
ألعاب تنمي ذكاءهم كالألعاب التى تُزيد تركيز الطفل.. لافتة إلى أنه يجب توعية
أولياء الأمور بخطورة إفراط الأطفال في استخدام الهواتف وذلك من خلال كافة وسائل
الإعلام، لأن الكثير يجهل مخاطرها ويُعانون بعد ذلك من سوء تركيز وذاكرة أبنائهم.