الجمعة 22 نوفمبر 2024 الموافق 20 جمادى الأولى 1446
رئيس مجلس الإدارة
خالد جودة
رئيس مجلس الاداره
خالد جوده

«اللي معاه الكحل يتكحل».. إليك سر جمال حواء منذ الفراعنة

الأربعاء 07/سبتمبر/2022 - 04:05 م

خلق الله سبحانه وتعالى الأنثى وأودع في تكوينها وخلقتها الميل الفطري للتزيّن والجمال؛ لذا فهي تميل بطبعها للتعلّق بهذه المسائل لإرضاء أنوثتها وإبراز جاذبيتها وجمالها، والكحل هو أصل الجمال وموطنه، وعلى مر الأزمان والعصور، تغنى الشعراء للعيون الكواحل وسحرها، واعتبروها مصدرا للإلهام، ورمزا للجمال، وأسهبوا في وصفها، هذا السحر لا يكتمل من دون الكحل.


كحل العين


وكحل العين هو ما يزيد العيون جمالا فوق جمالها ومن هنا نجد الكثير من الشعراء الذين كتبوا عن هذا الأمر، فمن منا لا يعرف "إيليا أبو ماضي" الشاعر العربي اللبناني الذي يعد من أهم شعراء المهجر في أوائل القرن العشرين، كتب فقال: 


رأيت في عينيك سحر الهوى ** مندفقا كالنور من نجمتين

فبت لا أقوى على دفعه ** من رد عنه عارضا باليدين

يا جنة الحب ودنيا المنى ** ما خلتني ألقاك في مقلتين


وهناك الكثير ممن تغنى بالكحل لكونه سر جمال العيون ، مثل كارم محمود أحد مطربي زمن الفن الجميل في مطلع أغنيته "يا كحل العيون يا سر الهوى" يقول: "يا كحل العيون يا سر الهوى.. خليت الجفون للعاشق دوا.. حلفتك يا غالي تكحل عينيها.. وقول للمراود تحاسب عليها".



المرأة في مصر القديمة أدركت سر لغة العيون


وفي دراسة تاريخية للدكتور محمد أحمد إبراهيم أستاذ التاريخ الإسلامي بآداب بنى سويف، رصدت الكحل في التراث المصري، وأكدت إدراك المرأة في مصر القديمة لسر لغة العيون كلغة تفوق لغة الكلام تعبيرًا وتفسيرًا فتفننت في تجميل العيون بشتي الصور لتكون لغة العين أكثر إثارة في قلوب محبيها وعشاقها. 


وجاء في الدراسة أنه من خلال ما سجله المصريون القدماء منذ سبعة آلاف سنة على جدران معابدهم، كانت العين بطلة الصراع بين الخير والشر منذ أن اقتلعها ست من وجه حورس.. وأعادتها إيزيس.. ومن ساعتها أصبحت العين تعني الحياة.


والعين دائمًا مفتوحة على التوابيت التي تحتوي المومياء.. وكان الاعتقاد أن بتلك العين المفتوحة يرى الميت ما يحدث حوله وعرف عن الملكة كليوباترا كثرة وغزارة استخدامها للكحل في عينيها كما عرف عن العرب قديما اشتهارهم بوضع كحل الزينة وكانت اول من وضعته ( زرقاء اليمامة) شخصية عربية قديمة، هي امرأة نجدية من جديس من أهل اليمامة سُمّيت بذلك بسبب وجود زُرقة في عينيها.



اقرأ أيضًا..

المتعة على «أم السيد».. سر تسمية هضبة الجمال في شرم الشيخ


 


حجر الإثمد


يقول خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان، مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمى بجنوب سيناء بوزارة السياحة والآثار لـ"هير نيوز": إن مادة الكحل الطبيعي كانت تستخرج من حجر هش لامع يسمي ( الإثمد) وهو عبارة عن حجر أسود يميل إلى الحمرة وبعضه لامع فضي يدق ويصنع منه كحل العين وكان أشهره وأجوده في الحجاز والمغرب وأصبهان كما تفننت بعض الطبقات الفقيرة من النساء في صنعه من نوى البلح بعد حرقه وإضافة زيت الزيتون له أو لبان الدكر لتكحيل العيون به وهو ما يسمي بالكحل البلدي عوضًا عن كحل حجر الإثمد. 


وأضاف أن الكحل ارتبط عند بعض النساء بحلقات الزار وإخراج الجن كذلك استخدمنه البعض لإطالة الرموش القصيرة وتحديد اتساع العين أو إخفاء ما بها من عيوب وقد مثل الكحل مادة غنية في تفسير الأحلام ففسرت رؤيته على إنه زيادة في المال وتبصر في الصلاح وقيل زيادة ضوء البصر والبكر إذا اكتحلت فإنها تتزوج أما المتزوجة إذا اكتحلت فترزق بمولود.


وتابع: على الجانب الآخر نجد أن الكحل والتكحيل انعكس أثره على الأمثال الشعبية بدلالات ومعان كثيرة منها (جه يكحلها عماها) (ماتاخدش السهتانة ولا أم كحلة ولبانة تاكل وتعمل عيانة)، (جبال الكحل تفنيها المراود)،( يسرق الكحل من العين)، (اللي معاه الكحل يتكحل واللي مامعاهوش من البلد يرحل).


أما في الغناء فقليل أن تجد مطربا لم يتغنى بالكحل والعيون الكحيلة خاصة المطربين الشعبيين أمثال محمد الكحلاوي صاحب التراث البدوي الشهير( داري الجمال في العين.. ياللي عيونك سود.. يا أسمر كحيل العين)، وعبد العزيز محمود ( يامزوق ياورد في عود والعود استوى.. والكحل في عنيك السود جلاب الهوى ) وغيرها.


 

ads