"المعلمة الطفلة" بالدقهلية تثير الجدل.. وخبير تربوي: التدريس ليس تسلية
الثلاثاء 12/يناير/2021 - 01:47 م
نادية أحمد
- ريم خيري: لا توجد منظمات تدعمني.. و"القومي للطفولة": حالة فردية
-عبير أحمد: "ريم" استخدمت سبورة خشبية وطباشير لتعليم الأطفال بأبسط الإمكانيات وما فعلته عملا نبيلا تستحق عليه التكريم
شهدت مواقع التواصل الاجتماعي خلال الساعات الأخيرة، جدلا واسعا بسبب تداول صور طفلة لم تتجاوز من العمر الـ12 عاما، في محافظة الدقهلية، تقوم بتدريس الأطفال الصغار، مما نال إعجاب البعض، مؤكدين أنه نموذج مشرف يقتدى به، وفيما رأى آخرون أن منظومة التربية والتعليم ليست مثالا للعب أو الهزار.
بداية، تقول الطفلة ريم خيري التي تقوم بالتدريس للصغار وعرفت باسم "المعلمة الطفلة" إنها في الصف الأول الإعدادي، مقيمة بقرية اتميده التابعة لمركز ميت غمر بالقليوبية، "خطرت على ذهني فكرة التدريس عندما لاحظت وجود أطفال يلهوون بالشارع في ظل أزمة فيروس كورونا، فقررت تجميعهم وتعليمهم القراءة والكتابة، وتطور الأمر عند مشاهدتي من أهل المنطقة وبدأوا في تدعيمي بأقل الإمكانيات".
ونفت خيري، في تصريح خاص لـ"هير نيوز" مايتردد عن وجود أي مؤسسات على الإطلاق قدمت لها الدعم للقيام بهذه المهمة، باستثناء مؤسسة تسمى "سندباد" التعليمية قامت بتدعيمي بسبورة زكية ووزعت عددل من الكراسات والملخصات على الأطفال.
وبالتواصل مع المجلس القومي الأمومة والطفولة لمعرفة تعليقه على هذه الواقعة نفى مصدر بالمجلس درايته للحالة، مشيرًا إلى أن المجلس مستعد لتقديم ما تحتاجه هذه المعلمة الطفلة خاصة أنها حالة فردية، كما أن هذا المشهد اعتاد الجميع على مشاهدته.
من جهته، رأى الدكتور عبد العظيم هلال، الخبير التربوي، أن ما تقوم به الطالبة الطفلة غير مقبول على الإطلاق، خاصة وأن التدريس والتعليم لا يتم لمجرد التسلية واللعب، فالهدف الأساسي أولا من التعليم هو غرس القيم والأخلاق والسلوكيات الطيبة في نفوس الطلاب، ثانيا لا يجب أن يقوم به سوى المتخصصين حتى لا نترك المجال لغير المتخصصين لبث أخلاقيات وسلوكيات مرفوضة تتسبب في غرس مفاهيم خاطئة وأفكار هدامة لدى النشء.
وأضاف هلال، في تصريح خاص لـ"هير نيوز"، أن التعليم ليس مهنة من لا مهنة له فهو في المقام الأول والأخير رسالة لا يقوم بها إلا كل دارس للعلوم التربوية والنفسية حتى يستطيع أن يبني جيلا صالحا لنهضة البلاد.
وأشادت عبير أحمد، مؤسس اتحاد أمهات مصر للنهوض بالتعليم، وائتلاف أولياء أمور المدارس الخاصة، بالطالبة ريم خيري ووصفتها بأنها نموذج مشرف لطلاب وطالبات القرى والنجوع بمحافظات مصر.
وأكدت عبير أحمد لـ"هير نيوز"، أن مصر في حاجة لنماذج مشرفة كثيرة للنهوض بالدولة من خلال مساعدة الأطفال والتلاميذ بالقرى لتشجيعهم ومساعدتهم على التعليم وحتى يصبحوا أجيالا تخدم نفسها وأهلها وبلدها في المستقبل، بدلا من استقطابهم في العمليات الإجرامية والمعادية للدولة.
ولفتت إلى أن ريم خيري استخدمت سبورة خشبية وطباشير لتعليم الأطفال بأبسط الإمكانيات، مؤكدة أن ما قامت به عمل نبيل يستحق تكريمها عليه من جانب محافظ الدقهلية، وذلك لتشجيع باقي الطالبات والطلاب على تقليدها والمشاركة في الخدمة المجتمعية.