السفيرة وفاء بسيم.. أول مصرية في لجنة حقوق الإنسان بالأمم المتحدة
الأحد 10/يناير/2021 - 03:26 م
رضا يوسف
يومًا بعد يوم تثبت مصر أنها تذخر بكوادر نسائية متميزة ومشرفة على المستويين المحلي والدولي، فقد نجحت السيدات المصريات في شغل العديد من المناصب سواء الحكومية أو بمنظمات المجتمع المدني أو حتى القطاع الخاص، وشغلن 8 حقائب وزارية في الحكومة المصرية، لأول مرة في تاريخهن.
ومن النماذج النسائية المصرية المشرفة السفيرة وفاء بسيم التي أصبحت واحدة من أنجح السفيرات التي شهدتها وزارة الخارجية وتبوأت العديد من المناصب الدبلوماسية الرفيعة.
وفاء بسيم، احتلت المركز الأول في الثانوية العامة على مستوى الجمهورية في القسم الأدبي عام 1973، وتمسكت بحلمها في أن تصبح سفيرة يومًا ما.
بدأت العمل في وزارة الخارجية يوليو عام 1979، بعد أن تخرجت في كلية الاقتصاد والعلوم السياسية عام 1978، ومرت بمرحلة التدريب الأولية في المعهد الدبلوماسي، ثم حصلت على منحة لمدة سنة لتعميق المعرفة بقضايا نزع السلاح، قضتها ما بين مقر الأمم المتحدة في جنيف ومقر الأمم المتحدة في نيويورك.
وكانت أول محطة في حياتها الوظيفية كتمثيل خارجي اختيارها عضوًا في بعثة مصر لدى الأمم المتحدة في جنيف، التي قضت خمس سنوات، التجربة بالطبع كما تقول وفاء كانت مفيدة من حيث اكتساب القدرة على التفاوض وتمثيل الدولة في اجتماعات دولية، وكيفية إلقاء الدبلوماسي بيانا، وتعامله مع وثيقة يستخلص منها ما يهم ويتوافق مع مصالح البلد الذي يتشرف بتمثيله.
في عام 2001 بدأت مرحلة جديدة في حياتها بتوليها منصب سفير مصر برومانيا، قبل أن يتم اختيارها مساعدًا لوزير الخارجية، وتتولى عددًا من الملفات المهمة مثل الحوار الاستراتيجي المصري الأمريكي، وملف القرصنة أمام السواحل الصومالية.
فازت بعضوية لجنة حقوق الإنسان المُنبثقة عن العهد الدولي للحقوق المدنية والسياسية بالأمم المتحدة، عن الفترة 2021 – 2024، في نيويورك يوم 17 سبتمبر 2020، وهو انتصار جديد مشرف للمرأة وللدولة المصرية، والذي يؤكد خطوات مصر القوية والسريعة نحو تطوير وتعزيز ملف حقوق الإنسان وتمكين المرأة.
نجحت في شغل عدد من المناصب التي لم تشغلها أي سيدة مصرية من قبل، بداية من أول سيدة تعمل بمدير مكتب وزير الخارجية المصري، منصب بمثابة العمود الفقري لواحدة من أهم الوزارات في مصر، وكانت أول سيدة مصرية تحصل على أعلى الأوسمة الرومانية، منحها إياه الرئيس ترايان باسيسكو رئيس جمهورية رومانيا، وهي أول سيدة تشغل منصب مدير مكتب وزير الخارجية، ثم أول سيدة تشغل منصب سفير في رومانيا، وأخيرًا أصبحت أول سيدة مصرية تشغل عضوية اللجنة الخاصة بمتابعة تنفيذ والتزام الدول بالعهد الدولي في الحقوق المدنية والسياسية في إطار لجنة حقوق الانسان المنشأة من قبل الأمم المتحدة.
وانطلقت بقطار "السيدة الأولى" في عدد كبير من المناصب حتى وصلت إلى عضوية إحدى لجان الأمم المتحدة، وأثبتت قدراتها وتميزها من خلال تلك المناصب الدبلوماسية المهمة التي شغلتها، فكان لها العديد من الإسهامات في المجال الدبلوماسي، وتقلدت منصب مندوب مصر الدائم لدى الأمم المتحدة في جنيف التي تولت خلاله مهمة تمثيل مصر في مجلس حقوق الإنسان.
وتعتبر اللجنة التي شغلت وفاء عضويتها بالأمم المتحدة، من اللجان المهمة، فهي لجنة متابعة تنفيذ والتزام الدول بالعهد الدولي في الحقوق المدنية والسياسية، والتي تضم 18 عضو من مختلف الدول، وتعني بدراسة مدى التزام الدول بالحقوق المدنية والسياسية لمواطنيها، وكذلك الشكاوى التي ترد إليها في هذا الشأن، علاوة على كيفية تقديم الدعم الدولي من قبل الأمم المتحدة ومفوضية حقوق الإنسان للدول التي ترغب في دفع قيم حقوق الإنسان لديها.
خاضت نسيم منافسة شرسة للفوز بعضوية لجنة حقوق الإنسان أمام مرشحين من 17 دولة للفوز على 9 مقاعد انتخابية، وجرت الانتخابات على جولتين شارك في الأول 170 دولة، وانخفض عدد الدول المصوتة في الجولة الثانية إلى 150 دولة، وحصلت مصر منهم على 87 صوتا.
وكانت وفاء، من ضمن الفائزين التسعة بالمقاعد الجديدة باللجنة، من أصل خمسة عشر مرشحًا مثلوا دولًا وأقاليم مختلفة، في ظل سباق انتخابي وتنافس شديد، تقاربت فيه الأصوات التي حصل عليها أغلب المرشحين بشكل كبير، الأمر الذي استدعى عقد جولة تصويت ثانية، فازت المرشحة المصرية بفارق أصوات كبير.
واعتبرت اللجنة العليا الدائمة لحقوق الإنسان بصفتها اللجنة المختصة برصد ومتابعة ملف حقوق الإنسان في مصر، برئاسة وزير الخارجية، ان فوز وفاء بسيم بالمقعد إنجارا يدل على احترام المجتمع الدولى لمصر، وتقديره للإمكانات المتميزة للكوادر المصرية القادرة على الإسهام الإيجابي في مجال تعزيز وصون حقوق الإنسان.