باسمة يونس تكتب: أقصر الطرق للقمة
حرب غير متوقعة تقودها صحفية شابة ضد أيقونة إعلامية
مشهورة وراسخة في مجالها لأنها ترى نفسها أحق من الإعلامية بالجلوس على مقعد النجاح الأيقونة الإعلامية التي تشخص إليها أبصار
جميع العاملين في محطة الإذاعة ويجتهدون في خدمتها امرأة جادة صنعت نجاحها بإخلاص
وصبر بدون راحة، ونقطة قوتها زوجها وعائلتها ونقطة ضعفها مخرج برنامجها حبيب
طفولتها لكنهما فشلا في الارتباط بسبب سلوكه.
الشابة المنافسة التحقت بالمؤسسة عن طريق
تزوير فوزها بالمنصب وإخراج منافسيها بطرق دنيئة وتزوير حسابات شخصية على وسائل
التواصل لتشويه صورة الإعلامية والتسلل إلى حياتها وبذر الشكوك في عقل زوجها
لتحطيم كل ما يحميها أمام عيون الآخرين.
أخذ المسلسل اسمه من مصطلح يصف الشابة
بـ«الغراب» الذي يطير مباشرة إلى أقرب مصدر غذائي بصفته من الطيور الذكية للغاية،
فهي تريد القمة التي تتربع عليها الإعلامية المشهورة مقدمة أهم برنامج بث مباشر
بالقفز على المراحل، أما الإعلامية «لالي» فتحيط بها منظومة تدعمها، لكن المفاجأة
انهيار الجميع أمام شرور «أصلي» وتعليقاتها المسيئة للإعلامية عبر حسابات التواصل الاجتماعي وما أبرزته من حروب في الخفاء تشعلها غيرة
زميلات «لالي» وهي غافلة عنها لأنها كانت امرأة شفافة ولطيفة المعاملة مع الجميع.
كان يجب أن يحدث ما ينبه «لالي» ويفتح
عيونها على الدمار الذي بدأ يحيط بها وربط الحوادث لتتوصل إلى علاقة «أصلي»
الموظفة الصغيرة، الباحثة عن النجاح عبر تسلق سريع فوق جثة نجاح الإعلامية،
وباستخدام حيلة الحسابات الوهمية على وسائل التواصل الاجتماعي لإشاعة الاضطراب
وتشويه سمعتها عبر أخبار ملفقة ومؤذية.
لن تكون نهاية القصة بحجم رغبة من يتابع المسلسل برؤية
الشابة «أصلي» التي طردت خارج المحطة الإذاعية الشهيرة تنهار، لأننا سنراها تجلس
مكان «لالي» بالفعل لتدير برنامجها اليومي الشهير الطرف الآخر، ورغم ارتدائها
الثياب الأنيقة وتعيين مساعدة شخصية لها لم تحصل على ما تمنته من نظرات الاهتمام
ممن حولها ولم تجمع العيون الشاخصة ناحيتها وهي تدخل إلى الاستوديو كما كانوا
يفعلون عند مجيء «لالي» فهم مشغولون بأحاديثهم الجانبية وهواتفهم لأنهم لا يرونها!
كانت النهاية ضرورية لنعرف بأن النجاح لا يأتي بالخديعة
والاحتيال وبأن الأصدقاء ليسوا منزهين عن الغيرة فهم من سعوا من أجل القضاء عليها
وإنهاء مسيرتها الناجحة، ما عدا حبيب طفولتها «كينان» الذي رغم صدها له لم يشارك
في تحطيم «لالي» التي ظلت الأيقونة اللامعة بأخلاقها ورفضها خيانة زوجها ومحافظتها
على أسرتها ضد النزوات السريعة التي لم تكن صعبة على«أصلي» للوصول إلى مآربها
الدنيئة.
هذا المسلسل يحمل رسالة عظيمة عن النجاح السريع الذي يطلبه
الشباب اليوم وعن الغيرة المدمرة وتحويل التكنولوجيا لوسائل تشهير وتزييف وعمى
القلوب التي تجري وراء قفزات سريعة إلى مناصب وأماكن لا يستحقها سوى المجتهد.
ويبرز المسلسل في أكثر من موقف رحلة المشاق والمتاعب
التي خاضتها «لالي» قبل وصولها إلى قمة ورحلة الكذب والنفاق والإيذاء التي قضت
فيها «أصلي» وقتاً من أجل الوصول إلى تلك القمة وسحب بساطها من تحت أقدام غريمة لا
يمكن أن تنافسها ليس لأنها أكبر منها سناً فقط ولكن لأنها أجزل تجربة ونجاحاً.