"عطاء أم رد للجميل؟".. أمهات يعانين "العزلة والوحدة" بدور المسنين
الأم من طبيعتها أنها لاتبتعد عن أبنائها إلا مجبرة، والواقع حاليًا يشهد بأن مئات الآلاف من الأمهات فى مصر، يعشن أرامل ومطلقات ولايتزوجن مرًة أخرى حفاظًا على أولادهن من الضياع، ولكن للأسف الشديد، عندما يصبحن مسنات يفاجأن بأن المثل القائل "تأتى الرياح بما لاتشتهى السفن" ينطبق بحذافيره عليهن، وينتهى بهن الأمر إلى العيش فى وحدة وعزلة بدور المسنين ، فهل الابن دائمًا ما يكون السبب، أم هى زوجة الإبن ذات الطبيعة المسيطرة ، أم كلاهما معًا؟ ، سؤال مثير ومهم إجابته فى السطور التالية.
الابن السبب الرئيسي في تواجدها بدار مسنين
الدكتورة عزة عبدون، استاذ علم الاجتماع، مدير مركز الطفولة والاسرة سابقا،قالت إن الابن السبب الرئيسي في ذهاب الأم إلى دار المسنين بعد أن يتم زواجه مباشرة، ويرجع ذلك إلى التفكك الأسري والانفتاح على العولمة التكنولوجية والتخلي عن العادات والتقاليد المجتمعية المتوارثه، مشيرًة إلى أن ماكان يميز القرون السابقة عن الوقت الحاضر هو بيت العيله الذي يضم كل الأقارب أما الآن اختلف الوضع تماما .
وأضافت"عزة" ، في تصريح خاص لـ" هير نيوز"، إن ذهاب الأم إلى دار المسنين في العصور الماضية كان مرفوضًا تمامًا،خاصة فى محافظات الصعيد، ولكن يختلف الأمر في العاصمة، حيث تخلي الجميع عن تلك العادات التي تساهم في تكوين أسرة سليمه، ويرجع ذلك إلى انشغال الأب والأم دائمًا في مناحى الحياة بحثًا عن الأموال، مما نتج عنه جحود الأبناء تجاه الأمهات.
وطالبت أستاذة علم الاجتماع، الأمهات المتواجدات بدار المسنين الرضا بالأمر الواقع والاستمتاع بما تبقي من الحياة، خاصة وأنه من الصعب تغيير الأمور الآن.
الزوجة السبب في افتعال الأزمات
ومن جانبها، قالت نادية جمال الدين، استشاري العلاقات الأسرية والزوجية، إن التربية الخاطئة والأفكار المتوارثة هما السبب الرئيسي في المعاملة السيئة لزوجة الابن تجاه الأم "الحمى" ، خاصة وأنها ترى منذ الساعات الأولى أثناء تواجدها في المنزل بأنها تصبح الأم والزوجة والأخت، وبالتالى لابد أن تسيطر على كل الأمور لتصبح كلمتها الأولى والأخيرة فقط.
وأشارت جمال الدين، في تصريح خاص لـ" هير نيوز"؛ إلى أن الزوجة تحرص دائمًا على افتعال الأزمات بين الابن والأم ليتم طردها من المنزل ويتم إرسالها إلى دار المسنين، متابعًة: " الزوجه بتحاول دايما تطلع الأم شيطانة أمام ابنها".
وتابعت استشارى العلاقات الأسرية والزوجية :" هناك بعض الحموات يفتعلن الأزمات ويرجع ذلك إلى حرصهن المستمر على توفير الأموال لأبنائهن، ولذلك تعترض الأم دائمُا على ماتقوم الزوجه بشرائه حتى وإن كان مفيدًا".