القيادات النسائية يتفوقن على الرجال في مواجهة كورونا
الجمعة 01/يناير/2021 - 10:58 ص
شريف حمادة
ربما يكون الصبر هو السبب، وربما تكون الحكمة التي تتسم بها، عندما تصل إلى أرفع المناصب، وربما تكون أسباب أخرى ستكشف عنها العلوم النظرية والتطبيقية فيما بعد، هكذا نتحدث عن أسرار تفوق القيادات النسائية على القيادات الرجال في مواجهة فيروس كورونا.
تقارير عديدة أكدت تلك المعلومة، منها تقرير لصحيفة الجارديان البريطانية في أغسطس 2020، وآخر لصحيفة الفايننشال تايمز في 26 ديسمبر الماضي، حيث اتفقا التقريران على أن الدول التي تقودها نساء كانت الأفضل في التعامل مع أزمة كورونا في وقت مبكر، واستشهد أحد التقريرين، وهو تقرير الفايننشال تايمز بدولة نيوزيلندا التي تترأسها جاسيندا أرديرن، وتايوان تحت رئاسة تساي إنج-وين، وألمانيا بقيادة أنجيلا ميركل، حيث تعد تلك الدول الثلاث التي تقودها النساء أمثلة يحتذى بها على كيفية إدارة هذه الوباء العالمي.
وأضاف التقرير أن هذه النتيجة تم التوصل إليها طبقًا لتحليل المواقف التي قامت بها الدول التي يقودها الرجال بالمقارنة لما قامت به القيادات النسائية في نيوزيلندا والنرويج وسويسرا والدنمارك وفنلندا وألمانيا وأيسلندا وبلجيكا، وتايوان واسكتلندا، ورغم أن البيانات تكشف قرب المقارنات، إلا أنها تؤكد تفوق النساء.
وأضافت صحيفة فايننشال تايمز، أنه على الرغم من رصد معدلات الإصابة بالأمراض ومعدلات الاختبار وتشديد إجراءات الإغلاق في نادي منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية في البلدان المتقدمة، فإن البلدان التي تقودها النساء لم تفرض شروطًا أكثر صرامة، مثل إغلاق المدارس وقيود السفر، مقارنة بتلك التي يترأسها رجال، كما أن البلدان التي تترأس حكوماتها نساء كانت نتائجها أفضل من تلك التي يقودها رجال في ما يتعلق بمعدلات الوفيات حيث كانت الأقل.
وأضح التقرير أنه بنهاية نوفمبر، بلغ معدل الوفيات التراكمي في نيوزيلندا 5.1 وفاة لكل مليون شخص، وهو أدنى معدل في دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، وفي أيسلندا والنرويج وفنلندا، ظل معدل الوفيات لكل مليون شخص أقل بكثير من 100 وفاة، وفي الدنمارك وألمانيا، ظل المعدل أقل من 250 وفاة، وهذا أفضل بكثير مما عليه الحال في البلدان التي يقودها الذكور: مثل هولندا وفرنسا والسويد مثلًا، فالمعدل كان أعلى من 500 وفاة.
وفي إيطاليا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة، وفقًا للتقرير، كان أعلى من 780 وفاة، وفي إسبانيا، اقترب من 950 وفاة، وكان الاستثناء الوحيد فيما يتعلق بجنس القيادة هو بلجيكا، التي كان لها رئيسة وزراء حتى سبتمبر من هذا العام، حيث بلغ معدل الوفيات 1360 وفاة لكل مليون شخص.
وأشار التقرير إلى أن البلدان التي تقودها النساء ظلت تختبر فيروس كورونا بشكل أكثر صرامة، فإذا نظرنا إلى متوسط عدد الاختبارات التي تم إجراؤها لكل حالة مؤكدة في البلدان التي تقودها نساء، فقد بلغت 244 اختبارًا في يونيو، بينما في البلدان التي يقودها الذكور بلغت 155 اختبارًا.
وأكد التقرير أن 77% من السكان في نيوزيلندا، راضون عن استخدام الحكومة للمشورة العلمية، كما أن هناك مستويات عالية في البلدان الأخرى التي تقودها النساء مثل ألمانيا والنرويج والدنمارك، ومع ذلك، فإن البلدان التي يقودها الرجال مثل الصين والأرجنتين وهولندا تتمتع أيضًا بمستويات عالية من الثقة بشأن مكافحة «كورونا»، في حين تأتي الولايات المتحدة، في عهد دونالد ترامب في ذيل قائمة الثقة بنسبة رضا 18%.
وأوضح التقرير أن السبب الذي جعل أداء القيادات النسائية أفضل، هو اتخاذهن قرارًا مبكرًا بغلق بلدانهن مع انتشار الجائحة، مثل نيوزيلندا وألمانيا أغلقت بسرعة وبحسم أكبر بكثير من البلدان التي يقودها الرجال مثل المملكة المتحدة، وفي المتوسط، كان لديهن 22 حالة وفاة أقل عند الإغلاق مقارنة بنظرائهن من الرجال.
وأشار التقرير إلى أنه من المعروف أن النساء اللاتي يشغلن مناصب قيادية يكرهن المخاطر أكثر من الرجال، وفي الواقع فإنه خلال الأزمة الحالية، تم الإبلاغ عن حالات عدة من حوادث السلوك المحفوف بالمخاطر لدى القادة الذكور، حيث قلل الرئيس البرازيلي، جير بولسونارو من خطورة «كوفيد-19».