الجمعة 22 نوفمبر 2024 الموافق 20 جمادى الأولى 1446
رئيس مجلس الإدارة
خالد جودة
رئيس مجلس الاداره
خالد جوده

نعم.. لا يجوز للرجل منع زوجته من العمل في هذه الحالة

الخميس 03/مارس/2022 - 12:30 ص
هير نيوز

"للأسف نفسي اشتغل بس جوزي منعني ومش عارفة أعمل إيه" .. هكذا تحدثت لمياء محمد ربة منزل في العقد الثالث من عمرها عن رغبتها في العمل، ورددت الإجابة المعتادة من الرجل الشرقي الرافض لفكرة عمل المرأة، رغم التغيرات والضرورة المجتمعية لهذا الأمر في العصر الحديث، واستناد ذلك الموقف إلى حقه الشرعي في منع زوجته من العمل.

تكمل لمياء حديثها بنبرة حزينة قائلة: "15 عاما من التعليم والتكاليف المالية التى تكبدتها أسرتى للتخرج من كلية العلوم، وللأسف أجد نفسي محرومة من تحقيق حلمي بالعمل، وأتمنى أن تتغير ثقافة المجتمع الشرقي تجاه عمل المرأة".

الشرط قبل الزواج
وفقا لفتاوى وتصريحات سابقة للمتخصصين من أستاذة الفقه الإسلامي، فإن الشريعة الإسلامية أجازت عمل المرأة بشكل عام، طالما في حدود الأطر الشرعية، وعدم وجود مخالفات شرعية في العمل، ولكن اشترطت موافقة الزوج لخروج المرأة للعمل، أو اشتراط الزوجة لعملها قبل الزواج وفي هذه الحالة لا يحق للزوج منعها من العمل.

وفي إجابة عن سؤال فقهي حول تلك القضية أجاب الدكتور علي جمعة، مفتي الديار المصرية السابق، وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر، قائلاً: "طالما أن الزوجة لم تشترط عند عقد الزواج أن يسمح لها زوجها بالعمل، فلا يجوز لها أن تخرج للعمل بغير إذنه ورضاه، فإذا قبل الزوج فلا مانع، أما إذا رفض فليس من حقها الخروج للعمل، ولا يجوز لها أن تخرج من البيت مجرد خروج لأي غرض من الأغراض إلا برضا الزوج وموافقته".

وذكر جمعة في تصريحات صحفية أنه ورد أن أم المؤمنين السيدة عائشة- رضي الله عنها- أرادت أن تذهب إلى أبويها فاستأذنت رسولَ الله- صلى الله عليه وسلم-، تقول أم المؤمنين: فَقُلْتُ لَهُ- أي للرسول صلى الله عليه وسلم-: أَتَأْذَنُ لِي أَنْ آتِيَ أَبَوَيَّ؟... قَالَتْ: فَأَذِنَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. [ صحيح البخاري 4141 (5/ 118)]، وهذا يدل على اشتراط إذن الزوج عند مجرد الخروج من البيت، فطاعة الزوج واجبة، ويجب عليها أن تطيعه فيما أمر، وإذا خالفته تكون آثمة، طالما أنه لم يأمرها بما فيه معصية الله تعالى".

وتابع "طالما أن الزوج يرفض الفعل وأخبر زوجته بكراهيته له، فإذا فعلته تكون قد ارتكبت ذنبًا وإثمًا بمخالفتها لأمره، وبفعلها لما يكره، وقد ورد عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ- رضي الله عنه-، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: " ثَلَاثَةٌ لَا يَقْبَلُ اللَّهُ لَهُمْ صَلَاةً: إِمَامُ قَوْمٍ، وَهُمْ لَهُ كَارِهُونَ، وَامْرَأَةٌ بَاتَتْ وَزَوْجُهَا عَلَيْهَا غَضْبَانُ، وَأَخَوَانِ مُتَصَارِمَانِ" [ صحيح ابن حبان - 1757 (5/ 53)].

الأزمة في غياب الوعي
"يجب أن يكون هناك وعي وثقافة لدي الأسرة المصرية عن أهمية عمل المرأة ودورها داخل المجتمع الإسلامي، وأن يتم حسم تلك المسألة مع الرجل قبل الزواج تجنبا للخلافات الزوجية في وقت لاحق" .. هكذا تحدث طارق أبو هشيمة، مدير "المؤشر العالمى للفتوى" بدار الإفتاء المصرية.

وأوضح أبو هشيمة لـ«هير نيوز»، أن الأزمة ليست في الموقف الشرعي فقط، فرغم أن أهل العلم قد أوضحوا هذا الأمر عبر العصور المختلفة منذ عهد الرسول وحتى الآن، إلا أن المعيار الحقيقي لتحقيق هذا الأمر هو نشر الوعي لدى المجتمع بالرأي الشرعي، والتوافق حول هذه الأمور قبل الزواج تجنبا للخلاف داخل الأسرة بعد ذلك.

اقرأ أيضًا..

ads