د. غادة واكد تكتب: عندما تقول المرأة «لأ»
الخميس 10/فبراير/2022 - 12:35 م
هل فكرت ذات
مرة قالت فيها المرأة: "لأ"، دون أخذ الموضوع فى اتجاه رفضها للذكورية
وقررات الرجل التى لا رجعة فيها؟!
هل من حقها
أن تنتفض وتقول "لأ".. تلك المرأة العصرية التى أصبحت تعمل خارج منزلها
وداخل بيتها وتراعى عائلتها وتمارس طقوسها الاجتماعية وتهتم بذاتها وشكلها
وعلاقاتها الإنسانية وتدبر المصروفات والمعاملات المادية ووو...الخ ؟!
الرفض
الأنثوى لا يأتى سوى لأمور تراها متعارضة معها، وقد يعجز معشر الرجال، في أغلب الأوقات،
عن فهمها و تفهمها، بل وعن استيعاب رفضها واحتوائه، أو حتى التواصل معها للقبول
والتوافق.
فعندما تقول
له:" لأ"، رفضاً الخيانة، فهى تقولها لرغبتها فى قول كلمة "نعم"
له ولحبه ولحياتهما سوياً معاً دون تعكر صفوتها بلحظات ساذجه يوماً ما ستنتهى
ولكنها ستترك شرخاً لا يلتئم.. هنا لا تحدثها عن الشرع الذى حلل أربعة دون أن تضع
شروط الزواج من أربعة والتى فى الغالب غير متوافرة فى زيغ العيون.
وحين تقول:
"لأ"، رفضاً للإهانة الشخصية من تطاول لفظى بالشتائم أو جسدى بالضرب أو
معنوى بالإهمال ، هى تقصد قول "نعم"، للرحمة والمودة التى بنيت عليها
أساس العلاقة الزوجية والتى يجب أن تكون بين الرجل وامرأته، نعم لاستمرارها
بمفردات واعية وسوية ومتبادلة بين طرفين متساويين فى الاحترام .
حتى فى
مناصرتها لبنات جنسها ورفض ممارسات قاسية ومؤلمة ومذلة وتقول: "لأ"
للختان والابتزاز الإلكترونى والتحرش الجنسى والزواج المبكر للقاصرات والسخرية من
تأخر سن الزواج للبنات وغيرها من العادات
القميئة التى تمحو أحلام البنات وتقضى على حياتهن أحياناً، هى تقولها لأنها ترغب
فى دعم المجتمع لقول "نعم " للممارسات الإنسانية والآدمية للفتيات، نعم
للعيش طبيعية فى عالم هى نصفه وتنجب النصف الأخر.
حين قرر
الفيلسوف البريطانى"جون ميلتون" أن الإنسان لا يستطيع الوصول للصواب فى
مسألة من المسائل ليستمع للمخالفين له فى الرأى.
ومن قبله طرح
أبو الفلسفة الحديثة الفرنسى "رينيه ديكارت" المذهب العقلانى فى التفكير
وصاحب مقولة" أنا أشك، إذن أفكر، إذن أنا موجود ".
لم يقررا الفيلسوفان
أن نتخذ مقوله "لأ" من أجل الرفض فقط، أو المعارضة من أجل المعارضة، كان
الفلاسفة المفكرون دائماً ما يبحثون ويتأملون فى الحياة من أجل السعى وراء الخير
الأسمى والوصول للسعادة كهدف منشود للحقيقة، والوصول لليقين .
واليقين لا
يكون بعنترية القرار أو بالحواس المادية
أو المشاعر التى تخدعنا بعد اعتمادنا عليها بشكل كبير وأساسى، فتخيلوا أن حواسنا
تخطأ العديد من المرات، وبرغم ذلك نعتمد عليها فى كل مره، والدليل أننا قد نرى
السماء والبحر متصلان من بعيد رغم أن هذا الأمر غير حقيقى!
مهلاً على
النساء، دعوها تقول "لأ"، فهى ليست خطيئة، فكر واستوعب كل رفض وابحث عن
المبرر وتضامن، فكل "لأ " ورائها "نعم" وبشدة لاستمرار الحياة
للوصول للسعادة المنشودة بين الجنسين.