مأساة زوجة.. النصائح المدمرة خربت بيت "هبة"
الأحد 23/يناير/2022 - 05:10 م
محمد علي
اسمها هبة.ه، جلست مع نفسها تفكر وتطرح على نفسها عدة تساؤلات، وتوجه لنفسها اللوم، وتقول، لماذا اعتاد إحراجي في كل وقت حتى أبدو أمامه كالطفلة الصغيرة التي تخطئ وتخاف من عقاب والدها؟، لماذا دائما يسفه أفكاري أمام أصدقائه؟، ما هو هدفه من وراء كل هذا؟، لا يكاد يمر يوم إلا وتتعالى أصواتنا والغريب عندما أجلس مع نفسي وأفكر في سبب الخلاف أجده تافها لا يستحق عناء التصادم الذي تكون عواقبه كثيرة، سألتني جارتي ذات يوم: 'لماذا يفعل زوجي كل هذا بي'؟، وأخرى سألتني متحاملة: 'لماذا أنا متمردة'؟، وكأنها أصدرت حكمها عليٌ بعدم الطاعة، وجاره ثالثة كانت أكثر سخاء سألتني لماذا لا أطلب الطلاق وأتخلص من هذا النكد الذي أعيش فيه ليل نهار، وتوالت النصائح فوق رأسي من كل صنف ونوع، كانت محاولة منهن للتدخل في حياتي وعمل غسيل مخ الهدف منه في النهاية هو تخريب بيت وتشريد أسرة.
أغلقت بابي على نفسي وعدت أسألها حائرة: هل أنا السبب، أدفع زوجي إلى توبيخي في كل لحظة؟، حاكمت نفسي لساعات طويلة وكم كنت أتمنى أن أكون المتهمة والظالمة ¬ لكنني اكتشفت أنني الضحية، ضحية رجل مغرور، متسلط، لا يسمع إلا صوته فقط، والحل؟، هل أنعي الأيام الماضية التي عشتها معه في عذاب، اعتبرها في ذمة النسيان وأسقطها من حسابي وذاكرتي وأبدأ معه صفحة جديدة، ولكن هل أضمن أن تكون صفحة بيضاء¬ فالطبع يغلب التطبع، هل أطلب الطلاق أو الخلع لو أصر على اعتقالي؟ وما ذنب طفلي يكبر فيجد البغضاء بيني وبين طليقي، وربما تزوج ونسي أو تناسي أن له ابنا، وأجدني عدت من حيث أتيت إلى ذات الحلقة المفرغة ¬ التي أدور فيها ولا فكاك أو الخلاص منها، وأغلقت الملف مؤقتا حينما سمعت نقر مفتاحه في باب الشقة، أسرعت إلى المطبخ أعد له طعام الغداء ونسيت أن أمسح دموعا تساقطت على خدي ترثيني وتشاطرني أحزاني لكنى فوجئت به فور دخوله إلى المنزل يبدأ فى معاتبتى على أشياء غريبة، فى هذة اللحظة تذكرت نصيحة جارتى، فلتطلبى منه الطلاق، فى هذة اللحظة توقف عقلى عن التفكير ولم أشعر بنفسى إلا وأنا أقول له، طلقنى، فاجأته كلمتى، نظر لى بزهول وكأنه لم يصدق ما سمعته أذناه، فأعدت عليه الكلمة مرة أخرى لأوقظه من حالة الدهشه هذه، رد علي بتوتر، إنتى بتقولى إيه؟ ، "ما احنا طول عمرنا بنتخانق ومع ذلك عمرى ما فكرت إنى أطلقك!"، حاول ان يتجاهلنى ويذهب إلى غرفته لينام لكننى لم أتركه، ما تزال نصائح جارتى تتردد بأذنى.
ذهبت إلى غرفتى ولملمت ملابسى وملابس طفلى وتوجهت إلى منزل والدى ولم تمر سوى أيام إلا ورفعت ضده دعوى بالطلاق أمام محكمة الأسرة بالجيزة، لم يحاول الاعتراض وفى اليوم التالى وجدت ورقت الطلاق مع محضر، فى هذة اللحظة فقط أدركت ما فعلته بى النصائح المدمرة، خربت بيتى بيدى ولم يعد للندم منفعه.
اقرأ أيضًا..