التفاصيل الكاملة لشهيدة العلم بالمحلة "صفاء "ترويها أسرتها بدموع لا تتوقف..فيديو
لمدة أسبوع تُقبل أمها جيئة
وذهابا عند استيقاظها وقبل منامها، تحضنها كلما رأتها، وتعبر عن حبها بكافة السبل،
وتقول لها "أمي: أشعر بشيء مخيف في صدري، وأخشى أن أخبرك به، فترد الأم: هل
سأموت وأتركك، لتجيب الفتاة: جعل الله يوم موتي قبل يومك يا أمي، فلا أطيق العيش
دونك".
لتأتي ليلة الخميس بعد أن دار
نقاشا طويلا بين الأسرة الجميلة التي حباها الله بالسعادة والهدوء، تحدثوا عن
الكتب الجامعية ووضعها في cd وحاجتها
لجهاز كومبيوتر أو لاب توب، و هنا تقرر أن تحاول طباعة الـcd توفيرا
على والدها، الذي أصر أن يأتي لها بجهاز لاب توب، إلا أنها لم ترد أن تثقل على
أبيها.
فنزلت بصحبة صديقتها وزميلتها
في الجامعة وتُقبل والدها وتخبره بوجهتها للمكتبة لتصوير الكتب، ليظهر في عيني
والدها بريق حب وحنان بمدى رقي مشاعر ابنته وفطنتها، ويشعر بفخر واعتزاز بتربيته
ويودعها ب" خلي بالك من التكاتك" يقولها من باب الروتين كلمة تقال دون
أن يلقي لها بالا أو يدرك أن التكاتك فعلا يمكن أن تنهي حياتها.
سارت صفاء مع روان صديقتها،
وأثناء سيرهما قابلهما شيطانين من شياطين الإنس، وتعدا عليهما بكلام جارح، فأسرعت
وزميلتها تاركة المكان، إلا أن أحد الشيطانين سولت له نفسه أن يلحق بهما بتوكتوك،
ويقطع الطريق عليهما، وبالفعل أثناء اعتراضه لطريقهما قام بالارتطام بهما في وسط
ميدان كبير، لتسقط صفاء بنزيف داخلي وتتجه للمشفى برفقة روان التي ذهبت في غيبوبة
وكسر في ذراعها.
لم يمر يوم إلا وقد فارقت صفاء
الحياة، لترفض أختها الصغيرة تقبل الأمر وتتدملا نفسيتها، فصفاء لم تكن لها مجرد
أخت، بل كانت أم وصديقة ومعلمة، أما عن الأم فقد انهارت فصفاء:" كانت ابنتي
وأختي وصديقيتي، كانت مؤنسي في وحدتي، قطعة من الجنة ألقاها الله في رحمي لتنير
دنياي" هكذا كانت صفاء شهيدة العلم
في نظر أمها، بل في نظر كل من عرفها، " قطعة من الجنة تمشي على الأرض، ولعل سيناريو وفاتها خير دليل على ذلك.
نار تحرق قلوبهم وتغلي بسببها
الدماء في عروقهم، لا تهديء إلا بعد أخذ حقها، فارحموا أهلها وهدئوا من روعهم
وأطفئوا النيران بالقصاص لابنتهم، هكذا وجه خالها رسالة للمسؤولين، فرحم الله صفاء
شهيدة العلم.