د.فينيس جودة لـ"هير نيوز": جائزة السيسي عزيزة عليا.. وهذه رسالتي للفتيات
سردت د.فينيس كامل جودة، وزيرة البحث العلمي الأسبق، مشوارها العلمي، ورؤيتها المتكاملة حول آليات تطوير البحث العلمي في مصر حتى يصبح قاطرة حقيقية للتنمية.
وقدمت خلال حوارها مع "هير نيوز" نصيحة لطالبات الثانوية العامة بأن يكون حب العلم شرطهن الأساسي للإلتحاق بكلية العلوم، مؤكدة أنها أول سيدة مصرية تحصل على الدكتوراه في العلوم، كما أشارت إلى اختيارها ضمن 10 سيدات من دول العالم الثالث، واختيارها عام 2015 ضمن عشرة علماء مصريين تم اختيارهم ضمن أهم 909 عالم حول العالم.
أكدت "فينيس" أنها أول امرأة مصرية تحصل على الدكتوراه في العلوم الكيميائية والفيزيائية عام 1994، من الجمعية الملكية البريطانية، وهى أقدم جمعية علمية في العالم، ولا تمنح هذه الدرجة إلا للأساتذة المتميزين في تخصصهم وبعد موافقة خمسة من كبار أساتذة التخصص بالجمعية باجماع الآراء علي أحقية المتقدم في الحصول علي الدرجة،مشيرة إلى أن التقييم استغرق عاماً كاملاً.
وأعربت "د.فينيس" عن اعتزازها بحصولها علي جائزة النيل من الرئيس عبد الفتاح السيسي عام 2017، معتبرة إنه أهم تقدير حصلت عليه من مصر طيلة حياتها، بالرغم من حصولها على جائزة الدولة التقديرية عام 2003، وجائزة الابداع العلمي عام 2002، وجائزة الدولة التشجيعية عام 1973، إضافة إلى تكريم الرئيس جمال عبد الناصر لها بعد حصولها علي الدكتوراه عام 1963 .
وأشارت وزيرة البحث العلمي الأسبق إلى اختيارها عام 2015 ضمن أهم909 عالم حول العالم في مؤشر "SCOPUS" الدولى، الذي يُصنف علماء العالم، طبقاً لثلاثة مستويات وتصنيفات عالمية، وهى "H-INDEX" و"I10- INDEX" و"SCUPES" وهى أجندات دولية لتصنيف العلماء والباحثين والمتخصصين في مجال العلوم والبحث العلمي طبقاً لما يقدمونه فى مجال العلم.
وقالت إن د. مصطفي السيد جاء على رأس القائمة، ومعه د.أحمد زويل، و د.فاروق الباز، و د.مجدي يعقوب و د.كمال رمزي استينو، ود.عصام حجي، و د.نادية زخاري، و د.محمد غنيم، وأخيراً د.محمد النشائي.
وحول نصيحتها للبنات المُقبلات على الإلتحاق بكلية العلوم، قالت إن حب الطالبة للعلم شرط النجاح في أي كلية عملية، مؤكد أهمية اختيارها للتخصص الذي تحبه حتى تتفوق فيه، لكي لا يصبح التعليم بالنسبة لها مجرد "سد خانة" أو شهادة تؤهلها للزواج.
كما أكدت "د.فينيس" على أهمية تغيير مناهج التعليم في مرحلة ما قبل الجامعة، لتبسيط العلوم وشرحها بطريقة جذابة، والتركيز على إجراء التجارب العلمية داخل في المعامل خلال مرحلة التعليم الثانوي، موضحة أن التعليم في الخارج يتم تقديمه بصورة مشوقه للطالب بداية من مرحلة الحضانة، ولكننا لازلنا عاجزون عن زرع حب العلم في نفوس طلابنا لدرجة معاناة أغلبهم من عقدة عدم فهم مادتي الكيمياء والفيزياء.
وطالبت بعودة السنة التمهيدية التي تم الغاؤها من كليات الطب، والتي كانت تتضمن مواد الرياضيات والفيزياء والكيمياء، مشيرة إلى أن الدراسة الشاملة لحصول الطالب على بكالوريوس العلوم أصبح شرطا للإلتحاق بكليات الطب في الولايات المتحدة الأمريكية.
وحول إمكانية أن تصبح مراكز البحوث قاطرة للتنمية في مصر، أوضحت الدكتورة فينيس أن لدينا قاعدة علمية ضخمة تحتوي علي جميع التخصصات العلمية، لكنها تقدم بحوثا تستهدف الترقية ولا تستهدف تطوير الحياة العملية، ولا علاقة لها برجال الصناعة.
وقالت الدكتورة فينيس إن قوانين إدارة المراكز البحثية الحالية عاجزة عن ربط العلم باحتياجات المجتمع، ولابد من دعم القيادة السياسية لوزير البحث العلمي لإعادة هيكلة ادارات تلك المراكز، وتشكيل هيئة قومية وضع رؤية علمية وعملية لتطويرها بما يصب في صالح المجتمع اجتماعياً واقتصادياً.
وحول إمكانية قيام القطاع الخاص بتمويل مراكز البحوث أشارت "فينيس" إلى تجربة ماليزيا التي كانت تمتلك مركزا للبحوث يقدم أبحاث نمطية، فتقدمت جمعيات رجال الأعمال بطلب إلى الدولة لمنحها حق إدارته لمدة عشرة سنوات، فوافقت الحكومة علي مطلبهم.
ونجحوا بالفعل في استغلاله الاستغلال الامثل ليصبح العنصر الرئيسي الذي قامت عليه النهضة الماليزية نهاية الثمانينات وبداية التسعينات وبعد نهاية مدة السنوات العشر رفض الباحثون العودة للحكومة لان دخلهم كان مع القطاع الخاص اضعاف دخلهم منها.
أشارت الوزيرة كذلك الي تجربة الهند التي كانت تمتلك مراكزا للبحوث لا تهتم بزيادة القيمة المضافة للصناعات، فقامت بوضع خطة مدتها خمسة سنوات لانتاج التكنولوجيا،واصبحت المراكز تتضمن داخلها نماذجا مصغرة للمصانع بحيث يتولي الباحث التعامل مع مشكلة حقيقية يعاني منها مجتمع الصناعة حتي يصل الي حل لها.
كما قامت باستقدام علماء الهنود من الخارج ووفرت لهم رواتبا مجزية تفوق ما يحصلون عليه في الخارج، وبذلك اصبحت مراكزها البحثية مصدرا من مصادر الدخل القومي بعد ان كان عبئاعلي الدولة، وسببا اساسيا في تقدم الصناعة الهندية رغم انتشار الفقر في ربوع الهند.
وعن تجربتها الشخصية في تطوير أحد مراكز البحوث أشارت الدكتورة فينيس إلى توليها رئاسة قسم تآكل الفلزات بمعهد الكويت للأبحاث التكنولوجية بين عامي 1984 و1990 قامت خلالها بالاتصال بشركات البتروكيماويات للتعرف على متطلباتهم، ومحاولة إيجاد حلول علمية لها، حتي اصبح واحدا من اهم مراكز تطوير الصناعات البترولية في منطقة الخليج، لافتة إلى رفعها رواتب الباحثين لحثهم علي بذل المزيد من الجهد .
وأشارت الدكتورة فينيس إلى قيام أمير الكويت بمنحها جائزة التفوق العلمي وميدالية ذهبية من مؤسسة الكويت للتقدم العلمي عام 1986، وإلى اختيارها كمحكم دولي لمشروعات دول الاتحاد الأوروبي، واختيارها ضمن عشرة سيدات من دول العالم النامي ساهمن في التكنولوجيا والعلوم
وقالت إنها حصلت على برائتي اختراع في مجال الترسيب الكهربائي لفلز وسبائك التيتانيوم الذي قامت إحدي الشركات الأمريكية بشراء حق استغلاله، والأخري في مجال حماية حديد لتسليح من التاكل، كما أشرفت على 25 مشروعا قومياً في الحفاظ علي الفلزات من التاكل واربعة مشروعات في الكويت وثلاثة في الولايات المتحدة الأمريكية.