العمدة نشوى لـ"هير نيوز":"بكمل مشوار جوزي.. وزواج القصر كارثة"

تولت العمدية في محافظة المنيا عام 2017، وهو العام الذي خصصه الرئيس عبدالفتاح السيسى للمرأة، ورغم الخوف من التجربة إلا أنها أثبتت نجاحًا طوال السنوات الأربع الماضية.. إنها العمدة نشوي سرحان عمدة قرية حميدة الجندي التابعة لمركز مغاغة بمحافظة المنيا.

وقالت العمدة نشوى سرحان، في حوار خاص لبوابة "هير نيوز"، أن المرأة المصرية تعيش أزهى عصورها بعد الامتيازات العديدة التى حصلت عليها، موضحة أنها تلقى يد العون من كل المساعدة من قبل الأجهزة والمؤسسات الحكومية لمساعدتها في توفير الأمن والخدمات لأهل قريتها.

إلى تفاصيل الحوار..

- ما أسباب خوضك لتجربة العمودية رغم صعوبتها ؟

بصراحة أنا اضطررت لخوض التجربة لأن ابني الذي كان من المفترض أن يشغل المنصب في حينها تحت السن القانوني 28 سنة، ورغم صعوبة التجربة إلا أن ابني ساعدني في كل الأمور، وبصراحة من الأول لم أهتم باللقب لأن زوجي كان عمدة، ومن قبله والده عمد، ولكن كان كل اهتمامي استكمال مسيرة الخدمات التي بدأها زوجي.

وكنت أحاول أعرف كل شيئ وما المطلوب مني وأسأل الأهالي عن مطالبهم وأسعى جاهدة لإنجازها بمساعدة ابني، وأهل القرية وأهل زوجي وهم لهم فضل وأشكرهم على ذلك.

- ماذا عن التحديات التي واجهتيها ؟

أكيد الموضوع كان صعب في البداية وكنت لا أتوقعه، فالمعروف أن ابني سيكون هو العمدة خلفًا لوالده، والبعض اعترضوا وقالوا هو مفيش رجالة في البلد.

ومع مرور الوقت أصبح الموضوع عادي والناس ساعدوني، ووقفوا بجانبي لاستكمال المسيرة حتى يتولي ابني العمودية، بالإضافة لعلاقة عائلة زوجي الطيبة جدًا بأهالي القرية جعلتهم يحبوننا، ويحرصون على أن تظل العمدية في أسرتنا، التي لها هيبة، واكتسبت مهارات العمدية عبر الأجيال، ما ساعد على كسر العادات الصعيدية في رفض تولّي المرأة منصب العمدية، فضلًا عن أنني أراعي التقاليد الصعيدية جيدًا.

- ما هي أهم الخدمات والأعمال التي قد متيها للقرية ؟

المخبز الوحيد بالقرية تم إغلاقه منذ سنوات، وحتى استطيع تخفيف المعاناة عن أهالى القرية الذين يستيقظون كل يوم فى ساعات مبكرة للذهاب إلى القرى المجاورة للحصول على رغيف الخبز، فتم عمل مخبز.

كما أن مدرسة القرية تم هدمها وكان هناك صعوبة في إعادة بنائها بسبب ضيق الشارع لدخول معدات البناء ولكني قمت بتوفير قطعة أرض خلف المدرسة وهدم السور الخاص بالأرض التى تمتلكها عائلتى لتسهيل عملية دخول المعدات وتخزين وتشوين مون البناء حتي عاد الطلاب للمدرسة هذا العام علي أعلي مستوي وبها حضانة.

كما أن القرية كان بها مدرسة إعدادي مهملة فسعيت لعمل إحلال وتجديد لها وتطويرها حتى أصبحت على أعلي مستوي من النظافة لتليق بأبناء القرية، أيضا تم الاتفاق مع شركة لجمع القمامة من القرية وبسعي لإعادة فتح المستشفى التي تم غلقها لخدمة أهالي القرية.

- كيف يكون تعاملك مع المشاكل التي تواجهيها وهل يتقبل أهل القرية رأيك فى حل مشكلاتهم ؟

أهالي القرية والخفراء بيخطروني بأي شئ وأحاول بدعم من كبار رجال القرية من الحكماء حل المشكلات والفصل في المنازعات ويشهد الجميع أني نجحت في إدارة العديد من الأزمات وبعض المشاكل خاصة التى بها خلافات مسلحة كان يتم السيطرة عليها وحلها بموافقة الجهات المعنية حيث هناك تعاون من السيد مأمور المركز ورجال المباحث معى، كما أن هناك من العائلات تفضل الحلول الودية وترضخ للقرارات الحكيمة.


- ما أكثر المشاكل المتكرر في القرية ؟

إن أغلب المشاكل المتكررة بسبب الميراث بين العائلات أو الإخوات أو قيام بعض الأمهات بكتابة كل أملاكها لابن من أبنائها دون الآخرين أو تميز أحدهم عن الباقى لسبب ما، إضافة إلى المشاكل التى تحدث عندما يتم زواج شاب مع والدته فى نفس البيت أو الشقة "شغل الحموات"، وكذلك زواج البنات القاصرات وهذا ما أتصدى له بكل قوة لدرجة إن البعض يلجأ لقرى مجاورة لتزويج بناتهم.

- ما موقفك من زواج القصر؟

رغم إننى مؤمنة بأن البنت لابد وأن تتزوج فى السن المناسب وطبقا لما حدده القانون إلا أن نتائج كارثية تحدث بسبب هذا الزواج، فكان قد تم تزويج فتاة قاصر ورزقت بطفل وهى غير مثبوتة بأوراق رسمية، وحدث خلاف بينهما وصل للطلاق والمشكلة كيف يتم الطلاق دون قسيمة زواج أساسا، والزوج رفض إثبات الطفل ووصل للمساومة معها حتى يعقد عليها رسميا ثم يطلقها وطلب منها أن تتنازل عن كل حقوقها عنده، وبصراحة يتكرر هذا الوضع لن الأهالى يزوجونهم بورق عرفى لا يثبت حق أو نسب وأنا أحاول التدخل لأمنع من هذه المشاكل التى تهدد المجتمع.

- هل اكتفيتٍ بالمعايشة لوظيفة العمدية، أم تم تدريبك في وزارة الداخلية ؟

شاركت في دورة تدريبية مكثفة لـ28 عمدة من مختلف المحافظات، وتم تدريبنا على يد خبراء على مهمات العمدة في مجالات مختلفة، وعلى كيفية التصرف في المواقف المختلفة التي نتعرض لها، واستفدت جدًا من هذه الدورة التي استمرت أسبوعين متواصلين، وفي النهاية حزت شهادة بها من الجهات المنظمة لها.