الأحد 06 أكتوبر 2024 الموافق 03 ربيع الثاني 1446
رئيس مجلس الإدارة
خالد جودة
رئيس مجلس الاداره
خالد جوده

دليل "دينيز سكيباني" للتعامل الصغار والكبار

"بلاش الطبطبة".. تفسد الأطفال وتعلمهم الكسل

السبت 21/نوفمبر/2020 - 11:15 ص
ارشيفية
ارشيفية

كان الجميع يستخدم مصطلح "التنمر" للفت الأنظار لما يحدث من الطلاب وبعضهم فى المدارس أو أشخاص في الشارع، لكن أن يستخدم هذا المصطلح فى تربية الأم لابنها أو بنتها كان هذا الجديد.


فقد شكت فتاة جامعية على إحدى صفحات التواصل المخصصة للنساء من قسوة أمها بل وتتهمها بممارسة التنمر عليها.

وقالت الفتاة إن أمها دائما ما تنهرها أمام الجميع وتشكر فى كل شقيقاتها فى حين لا تفعل ذلك معها بل تقول عن الطعام الذي تعده إنه ماسخ وسيء ولا تشعر فيه بنفس الأنثى الشاطرة.

وتساءلت الفتاة أليس التنمر هو شكل من أشكال الإساءة والإيذاء الموجه من قبل فرد أو مجموعة تجاه فرد أو مجموعة أضعف!، وفي الغالب يكون الشخص المُتنمر أقوى جسديًا أو أقوى بالسُلطة، والأم لديها سلطة كبيرة فى منزلها وتفعل ما تراه خاصة أن معظم الرجال إما خارج المنزل للعمل لجلب الأموال أو مشغولون فى البيت بأمور أخرى، لا سيما إذا كانت الأم من صاحبات الصوت العالي.

وطالبت الفتاة، بمواجهة هذه الحقيقة لوقف الأم التى تقوم بتربية أولادها بالقيوة والقوة لأن هذا يؤدى إلى مشاكل نفسية كبيرة للأولاد عند الكبر، وتظهر فى عقوق الأبناء لأمهاتهم أما الفتيات فيصبن بأمراض منها تكرار التجربة مع أبنائهم فيتنمرن عليهم.

وحاول العلماء والنفسيون الوصول إلى صيغة أفضل فى تربية الأبناء، هل الشدة والقسوة أفضل أم اللطف والحنية، لكنهم لم يصلوا إلى الصيغة الحقيقية لكن معظمهم كان يميل للمعاملة الطيبة، وعدم ضرب الأطفال لمنحهم الثقة فى أنفسهم؟ وفي اي سن يبدا الطفل بالاعتماد على نفسه ياكل وحده وبعد ذلك يذهب للحمام وينام ويلبس ملابسه وكذلك يساعد غيره..؟

طبعا فى مجتمعنا العربى تعودت معظم الأسر في التربية أن تبقى الأم مرافقة لطفلها تساعده في أغلب نشاطاته ونادرا ما تتركه يعتمد على نفسه وعندما يقوم بعمل شيء لوحده تحتفل به وكأنه عمل إعجاز وتبقى تساعده في الأكل والشرب ولا يقبل أن ينام إلا أن تحمله وهي تمشي ولا تعلمه طريقة النوم الصحية.

وقد يتجاوز الطفل 4 أو 5 سنوات وهو لا يزال يعتمد على أهله في الأكل والشرب ولا يزال نومه مضطربا وقد يضطر أحد الوالدين إلى السهر معه حتى الساعات الأولى من الصباح.

وكمثال على ذلك كثير من الأولاد رغم أنهم في العشرين أو الثلاثين من العمر لكنهم مستمرين في الاعتماد على أمهاتهم في ترتيب أغراضهم وتدفئة طعامهم وغسل ملابسهم وشراء حاجياتهم.

واختلف العملاء حتى فى طرق عقاب الطفل عندما يخطئ وتجعله يندم ويعتذر ولا يكرر الخطأ مرة ثانية، ففى ثقافتنا الشرقية تعتمد على الطبطبة والترفق بالطفل حتى لو كان مخطئا، والبعض يتعامل معه عندما يخطئ إما بالصراخ أو الضرب، فى حين يعاقب فى أوروبا بالجلوس في آخر الصف ولا يتحدث معه المدرسة ولا يشترك في النشاطات الصفية ويحرم من وجبته الغذائية إذا تعمد رميها أو إفسادها حتى يعتذر عن خطئه ويعد بعدم تكراره.

وكان ينظر البعض للأم التى تتعامل بقسوة مع أولادها على أنها تربى لديها إرهابيون ومجرمون فى المستقبل لكن الكاتبة دينيز سكيباني، أكدت عكس ذلك فى كتابها «Mean Mom Rules»، حيث تؤكد أن الأم عندما تكون من وجهة نظر صغارها والآخرين- قاسية فهذا يعني أنها تربي أبناءها جيدا، وأن النظام والقواعد والشدة أحيانا كثيرة أفضل من التدليل والاستجابة لكل طلبات الصغار، التى تفسدهم وتجعلهم غير قادرين على مواجهة الحياة بصعوباتها ومشكلاتها.

وقدمت دينيز سكيباني عرضا لكتابها في مجلة «Parents & Child» مع سبع نصائح للأمهات تؤكد لهن: أن قسوة الأم تأتي من وراء قلبها لمصلحة أبنائها، وأن الأم الشريرة تملك المنطق لذلك الشر الذي توصف به.تقدم الكاتبة دينيز سكيباني رسالة إلى الأم قائلة: " دعي القلق وكوني أمًا شريرة"، ذلك لأنك لن تنجحي في تربية أطفالك بأفضل صورة إلا إذا تحليت بالشر، أو هكذا يراك أطفالك والآخرين. 

وأكدت دينيز سكيبانى، على ضرورة اتباع الأم 7 خطوات للأمهات لتربية أولادهن على احترام النظام حتى ولو رآها أطفالها أمًا قاسية، بينما في الحقيقة أنها أم حانية وتتسم بالطيبة مثل الأخريات، لكنها تجيد فن التعامل مع عناد الأطفال وتمردهم.

وتنصح سكيباني بأن تهتم المرأة بنفسها وبجمالها، ولا تنساق لتكرار شكاوى الأمهات التقليديات اللواتي يقضين ساعات يومهم في خدمة أطفالهن، وتحذر الأم من أن الاهتمام المبالغ فيه بالأطفال قد ينشئ في الطفل الأنانية والغرور، ذلك لأنه اعتاد أن تفني الأم حياتها من أجله فقط.

وشددت على ألا ترضخ الأم لطلبات الطفل، ولا تستجيب لرغباته المرتبطة بالبكاء، وإلا فلن يطلب شيئًا إلا بالبكاء! وبناءً على ذلك تقول "لا" وهى مطمئنة، وحذرتها من التراجع والتذبذب أمام ضغط الأطفال. وأن تضع نظامًا صارمًا في البيت، وتحرص على عدم تجاوز أفراد أسرتك لقواعد البيت، وعلى المخالف لتلك القواعد تحمل العقوبة.
و أوضحت سكيباني، أن وسائل العقاب الفعالة هي الحرمان من شيء يحبه الطفل، والإصرار على تنفيذ العقاب وعدم التراجع فيه، أو تركه في الغرفة مدة قصيرة.

وطالبت بالتخلي عن الصراخ في الأطفال، فالصوت العالي لن يفيد، وتذكري أنك أم طيبة ولكن هم من يرونك كذلك، فاحرصي على أن تصدري تعليماتك وأنت مبتسمة لتشعريهم بأن النظام لصالحهم وليس لعقابهم. مهمة صعبة ولكن تحلي بالصبر وابتسمي.