الجمعة 22 نوفمبر 2024 الموافق 20 جمادى الأولى 1446
رئيس مجلس الإدارة
خالد جودة
رئيس مجلس الاداره
خالد جوده

حقوقيات ضد "ست بمية راجل": لماذا يرفض المجتمع مصطلح "رجل بـ100 ست"؟

الأحد 26/سبتمبر/2021 - 08:22 م
هير نيوز

عندما تعترض بعض السيدات على مقولة "ست بـ 100 راجل"؛ لما فيها من تمييز "جندري" على حسب قناعاتهن، يجد لها البعض مبررًا، للخروج من هذا المأزق لغويًا، فيوضحون أن لفظ "رجل" في هذه الحالة يشير إلى "صفة وليس "نوع"؛ وذلك لارتباط لفظ "رجل" بمفاهيم نبيلة يمدحها ويحض عليها المجتمع.

تعتبر خطيئة

وتقول "أسماء مكي"، العضو المؤسس بمبادرة "دُورِك" النسوية إنه: بلغة النسويات هذه المقولة "ست بـ 100 راجل"، تعتبر خطيئة؛ لأن المرأة والرجل متساويان، ويُفهم من سياق حديثها، أنه في هذه الحالة يمكن أن يكون المقياس على الإنسانية ذاتها، وليس على الرجل، كقول "فلان أو فلانة بـ 100 إنسان". ولكن نجد العكس متجذر في وجدان الناس البسطاء، فبمقاييس التحمل والقوة، تثبت فكرة أن الرجل أكثر قوة وأكثر تحملًا، أما من الجانب الأخلاقي الشعبي، فوصف أي أحد بـ "الرجل" يعتبر مدحًا، بينما وصف شخص بـ "مرا" فهو وصمة وسبّة، لذلك يقول الناس "ست بـ 100 راجل" كدلالة إيجابية؛ لأن لفظ "الرجل" مرتبط في وجدانهم بالمدح والأخلاق الحميدة، بينما إذا قلنا "رجل بـ 100 ست"، فرغم أن كلاهما متساويان أمام الله حتى، إلا أنه على المستوى الشعبي هذا التشبيه له دلالات سلبية، لأنه مرتبط في مخيلتهم بـ "الشتيمة".

المقولة الشعبية والمجتمع

وتقول "حسناء الشويخي"، الباحثة في علم النفس التربوي: يرى الكثير من علماء الاجتماع، أن المثل والمقولة الشعبية، ليست منفصلة عن المجتمع، ولا مجردة بذاتها، فهم مرتبطون بدلالة ما، وموقف ما، له مضامين نفسية، تلبي رغبة ما في نفس أي إنسان.

العادات والتقاليد

وتضيف في هذا الصدد، الباحثة في علم الاجتماع "آيات محمد"، أن هذه المقولات لها دلالات اجتماعية متجذرة في وجدان الناس، بحكم الثقافة الدينية والموروث الاجتماعي من العادات والتقاليد، والتي بدورها تجعلها مستمرة حتى الآن في المنظومة الثقافية للمجتمع. وفي هذا الصدد عمومًا، قد يستعمل طرف من الأطراف، مقولة شعبية، أو مثل شعبي، كطريقة من طرق المواجهة، للتقليل من الآخر بصورة مباشرة أو غير مباشرة، لكسب معركة كلامية ما، والأمثال والمقولات الشعبية، التي توضح مفهوم المرأة وقدرها في المخيال الشعبي كثيرة.

قوة المرأة

وتقول الشاعرة "ولاء حربي"، التي كثيرا ما ضمنت في شعرها عبارات تعطي دلالة على قوة المرأة، التي لا يستطيع أن يهزمها أحد، وحتى الشيطان ذاته لا يستطيع من فرط قوتها أن يسيطر عليها، فهي القائلة في إحدى قصائدها: "إحنا اللي عرضنا على الشيطان نتحد.. قام صلّى صلاة استخارة". وفي مقولة "ست بـ 100 راجل" تحديدًا، فهي توضح أن المخيال الشعبي يكرس فكرة "قوة الرجل وشجاعته المفرطة"، التي توصله لدرجة جعله "مقياسًا للقوة والشجاعة"، ومتى ما وصل أي إنسان (ذكر أو أنثى، كبارًا أو أطفالًا) إلى "القوة والشجاعة"، فهو "رجل"، وهي بذلك تفضل أن تجعل المقياس هو الإنسانية، وليس نوع معين، كتمييز على أساس جندري.

المسئولية الاجتماعية

ويرى البعض أن تشبيه السيدة بـ 100 رجل، له دلالة من زاوية ما يصطلح عليه بـ "المسئولية الاجتماعية"، والتي تفرض على الرجل أن يرعى المرأة، وفي هذه الحالة ينظر إليها نظرة استعلائية، وإذا ما قامت المرأة بهذا الدور، فهي بـ 100 رجل لأنها أدت دورًا غير ملزمة به، وللخروج من هذه الدائرة، حرص البعض على اقتسام المسئولية، كنوع من التدليل على مبدأ "المساواة بين الرجل والمرأة"، وفي هذا الصدد، شدد مرارًا، الدكتور أحمد زايد أستاذ علم الاجتماع بجامعة القاهرة، على "الرؤية الإنسانية العادلة" للأشياء؛ لأننا إذا نظرنا إلى العديد من المفاهيم، سنجد ضروبا من عدم الانتظام، وعدم الالتزام بمبدأ الشراكة والتكاتف، والتي تجعل المسئولية وكأنها ملقاة على عاتق طرف واحد دون الآخر؛ لذا دعا في العموم إلى تأمل السلوك الاجتماعي، وتقديم مفاهيم أشمل بخصوص "الواجب الأخلاقي" و"المسئولية الاجتماعية"؛ كي نميط عن المفاهيم نظرتها الإستعلائية.


اقرأ أيضًا..

ads