الجمعة 20 سبتمبر 2024 الموافق 17 ربيع الأول 1446
رئيس مجلس الإدارة
خالد جودة
ads
رئيس مجلس الاداره
خالد جوده

«زوجة الأب» في عيون المجتمع.. جحيم للأبناء أم رحمة وبناء؟

الجمعة 24/سبتمبر/2021 - 01:41 ص
هير نيوز

"من زوجة الأب استرها يارب" هذا مثل شعبي يعبر عن صورة زوجة الأب التي تكونت عند الناس منذ وقت طويل، فعند ذكر لقب "زوجة الأب" يأتي معه كل معاني القسوة والكراهية التي يتعرض لها أبناء الزوج وأحيانا يصل الأمر إلى تعذيب وقتل.

زوجة الأب أو الزوجة الثانية يُنظر لها في مجتمعنا نظرة احتقارية، تسعى «هير نيوز» من خلال ذلك الملف مناقشة كل ما يتعلق بها، بداية لماذا تقبل المرأة بالزواج من رجل لديه أطفال، أو تقبل في الأساس أن تكون زوجة ثانية، وهل حقا تعد معول هدم للبيت؛ وغيرها من التساؤلات التي نقدم لكم إجابة وافية وكافية لها.

لماذا تقبل المرأة أن تكون زوجة ثانية
تؤكد أخصائية العلاج النفسي، الدكتورة إيمان عبدالله، أن المرأة التي تقبل أن تكون زوجة ثانية لا شك أنها ترى في ذلك مبررا، وذلك في تصريح خاص لموقع «هير نيوز».

وأشارت عبدالله إلى العديد من المبررات التي تضعها تلك المرأة أمامها وهي مقدمة على أن تصبح زوجة ثانية غالبا ما يكونوا ثلاثة مبررات أو أهداف على حد قولها:" أولا أن تكون فعلا محبة لهذا الرجل ومقتنعة به وتدرك أن له ظروف تجبره على هذا الوضع، أو أن تكون قد قررت أثناء بداية الإرتباط أن تمحي أسرته الأولى وتشمر عن ساعديها لأجل امتلاكه وحدها بعد انتزاعه من أسرته، فالمرأة بطبيعتها تحب الرجل حب تملك، وأخيرا قد تكون ظروفها تسمح بذلك، كأن تكون تحت ضغوطات وكونها زوجه ثانية أهون عليها كثيرا من الظروف التي تمر بها".

وتابعت إيمان:" وقد تكون امرأة متفتحة بشكل يجعلها لا تبالي لنظرات المجتمع ولا تنظر لموضوع الغيرة بشكل مبالغ فيه وقد وصلت من الوعي الذي يدفعها للإرتباط بالشخص القادر على التفاهم معها حتى وإن كانت زوجة ثانية، وهناك أخريات قد يربطن الأمر بالتدين ويكون تفكيرها متوافق مع تفكيره في جزئية أحقيته بالزواج بأربعة".

الهروب من الضغوط الثلاثة القاتلة
وأكدت عبدالله أن كثير من الفتيات بدأن الخوف من فكرة الظروف الإقتصادية أو الضغوط الاجتماعية أو التعب النفسي، وهو ما يدفعهن للهروب من تلك الضغوط الثلاثة القاتلة؛ على حد وصفها، فيصبح الزواج بالنسبة لها طوق نجاة.

وقد ترى أن زواجها من رجل متزوج سيوفر عليها كثير من الالتزامات المطلوبة في مجتمعاتنا من تجهيزات بشكل ما، أو أنها ليست على ثقة بنفسها أن تتزوج برجل بكر أو تكون زوجته الوحيدة فتقبل أن تكون الثانية.

قبل سن اليأس
وأوضحت أن منهن من تحدث نفسها أن زواجها من رجل متزوج أفضل لها من المكوث بدون زواج " العمر بيجري وأنا قاعدة من غير زواج"، وخاصة إن كان عمرها قد كبر وتخشى أن يمر ما بقي من عمرها الذي يمكن أن تنجب فيه، فتريد الزواج قبل أن تصل لسن اليأس.

وتابعت:" هناك أسر بدأ يتفتح تفكيرها وتنظر للأمر بشيء من المنطقية طالما أن الله سمح بذلك، لكن مع السؤال عن الأسباب التي دفعته للزواج على زوجته، كي يطمئنوا على ابنتهم معه".

الإشباعات العاطفية
وبينت أن هناك من تنظر للزواج فقط من ناحية بعض الإشباعات العاطفية، ولا يعنيها كثيرا إن كانت زوجته الوحيدة أو الثانية، وأخرى تبحث عن رجل لديه خبرة في الزواج حتى تكون الحياة أكثر استقرارا".

وفي النهاية نصحت الدكتورة إيمان عبدالله من تقدم على الزواج من رجل متزوج، أن تنظر في الأسباب التي دفعته للزواج منها ومدى منطقيتها؛ حتى لا تتسبب في إحداث ضرر في أسرته أو انشقاق بين عائلته وتجرح قلب زوجته وأبنائه.

زوجة الأب بين الهدم والبناء
من جانبه، صرح أ.د طه أبوحسين أستاذ الصحة النفسية بكلية التربية لـ«هير نيوز» أن الأب عند زواجه، عليه النظر إلى شروط في من يتزوجها أولها أن تكون قادرة على القيام بدور الأم، وتكون محسنة للأبناء.

 
وقال استشاري علم النفس: "على الأب أن يعطي زوجته مطلق الحرية في التعامل مع أبناءه لتقوية مسالكهم، وألا يضع الحواجز بينهما لأنها الحواجز تولد البغض والكراهية".
 
وأضاف "أبو حسين" وعلى زوجة الأب محبة الأبناء بالتبعية كحبها لأبيهم ومسؤولية احتواء الأبناء وإشباع عاطفة الأبناء.

وأشار"الدكتور إلى عظمة مبادئ الإسلام وأسسه في إختيار الزوجة.

وذكر استشاري علم النفس الأثار المترتبة على سوء المعاملة وإهانة زوجة الأب للأبناء وتوبيخهم والنقد الدائم لهم تسبب في:

1 - الإفراغ العاطفي
وبيَن ما يترتب على عدم الإشباع العاطفي في الأسرة حيث يبحث عنه الإبن في مكان آخر فقد يجده بين بائعي المخدرات، أو يجده بين قطاع الطرق واللصوص، أو ينتقل إلى شرب الخمور، أو استقاء أمور فكرية متطرفة أ وغير منضبطة مع العقائد أو الفكر الخاص بالأسرة
2 – ضعيف التحصيل في الدراسة
3 – ضئيل الفكر والفهم فيكون فكره محدود
4 – يحرص على إشباع جميع الغرائز فقط
5 – عدم القدرة على اتخاذ القرار والاختيار
وأكد استشاري علم النفس على دور الأب في توعية الأبناء وتوسيع فكرهم ومشاركته لهم أحداثهم لسد الفجوة التي قد تحدث من زوجة الأب.
وأوضح أن مساعدة الأبناء في تعاضد واكتمال الفهم لديهم يخفف من التصادم بين زوجة الأب.
الزواج من رجل ولديه أطفال

من جانبها، علقت أخصائية علم النفس والعلاج الأسري، الدكتورة إيمان عبد الله، على فكرة تقبل المرأة للزواج من رجل كان متزوج من قبلها ولديه أطفال وقبولها لأن تكون زوجة أبيهم وتربيهم، وقالت: «يجب أن يتم تحسين صورة زوجة الأب في مجتمعنا فهناك نساء تعيش في ظروف صعبة تدفعها لأن تكون زوجة أب بدلًا من الحياة السيئة التي تعيشها».

وأضافت: «المرأة عندما تتزوج رجل لديه أطفال تكون مدركة أنها سوف تتحمل طاقة زائدة عنها تجعلها تقارن نفسها بالأخريات وتعرف أن لديها مسؤولية زائدة، ويجب أن تسأل المرأة نفسها قبل الزواج من ذلك الرجل هل هو زوج مناسب ويستحق أن تهتم بأبنائه وتربيهم أم لا».

وتابعت: «يمكن أن تضطر لذلك زوجة الأب عندما يكون هناك أسباب مثل أنها رأت نموذج آخر لامرأة ناجحة في تربية أبناء الزوج وكان الأمر إيجابي دفعها للتجربة، أو هناك فتيات أيضا تضطر لذلك بسبب الخوف من التأخر في الزواج والعنوسة، أو بسبب عدم القدرة على الإنجاب فتتزوج من رجل وتربي أبنائه وتعتبر أنهم أبنائها بدلا من الحصول على طفل من الملجأ».

وأشارت أخصائية علم النفس، إلى أن المجتمع يلقي المسؤولية على زوجة الأب في أي ضرر يقع على الأبناء حيث يتم توجيه اتهامات خطيرة جدًا لتلك المرأة، كما أن صورة زوجة الأب لا تكون في إطارها الصحيح في المجتمع ولكن في الواقع الكثير من النساء تكون زوجة أب جيدة، وهناك نماذج كثيرة ناجحة في ذلك الدور والمسؤولية.

وقالت الدكتورة إيمان عبد الله: «هناك بالفعل أمهات تربي أبناء زوجها بحب وتعلمهم وتهتم بهم حتى تصبح لهم أم بالفعل وليست زوجة أب فهناك نماذج طيبة أيضا مثلما يكون هناك نماذج سيئة، وتعاني تلك النساء من النظرة المغلوطة من المجتمع».


"علم نفس" يكشف أسباب جحيم زوجة الأب
من جانبها، قالت الدكتورة رحاب العوضي استشاري علم نفس واجتماع، إن "زوجه الأب هي في الأصل إنسانة عادية تتمتع بصفات إنسانية جيدة أو صفات إنسانية سيئة"، وذلك في تصريح خاص لـ«هير نيوز».

ونوهت عن أن الصفات السيئة لدى زوجة الأب تتفاقم حال وجود أطراف ضعيفة بلا حماية
وبينت أن الرجل المعيل دائما ما يبحث لأطفاله عن زوجة أب كبيره في السن، أو مطلقة لم تنجب، أو غير جميله؛ لكي يضمن صبرها عليه وتحملها لأبنائه.

وأكدت أن الزوج يشترط عليها في بعض الأحيان إن كان لديها أطفال ألا يكونوا معها، ومن هنا تنشط العدوانية والشعور بالقهر، والانتقاص لدي زوجة الأب، فتتوجه زوجة الأب إلى إسقاط غضبها علي أبناء الزوج حال غيابه كأن تستسلم لرغباتهم في فعل الأمور السيئه مدّعيه أنها تقوم بتربيتهم.

وأوضحت أنه على الأب أن يقنع أولاده من البداية بأن الوضع الحالى لزوجة الأب هو الوضع الأمثل للجميع مشيرًا إلى أن غياب الأم مؤثر جدا
وأشارت إلى وجوب أن يكون قرار الزواج للأب قرارا جماعيا، ومن هنا يحسن الأب الاختيار من البداية، ويضع شروطا صارمة حال إيذاء الأطفال
وذكرت أنه علي زوجة الأب التحلى بالصبر، والحب، والأمانة حتى لا تخسر الدنيا والآخرة.

وأضافت أن بعض الأطفال رافضين لفكرة زواج الأب، ولكن على طرفٍ ثالث أن يوضح لهم أهميه زواج الأب ويبين لهم أن مشاعرهم تجاه الأم موجوده في القلب، فيعِى أنه ليس كل ما يتمناه الإنسان يدركه.

وفي سياق بعض الاتهامات الموجهة لزوجة الأب والتي تظهرها كوحش كاسر لا يحمل في قلبه أية رحمة ؛ تعرض «هير نيوز» بعض الجرائم التي قامت بها زوجة الأب تجاه أبناء زوجها.

"الحمد لله لسة بنتنفس" كلمة قالها والد الطفلة نادية ل " هير نيوز " التي قتلها الغدر عند سؤاله عن حاله بعد أن قضى وقت طويل وهو يتجرع الألم يوميا وهو يشعر أنه هو السبب في قتل ابنته بسبب زواجه الثاني.

قال محمد النجار والد الطفلة نادية التي قتلتها زوجته الثانية بأنه كان يتمنى أن يقتلها بيديه بعد أن تم تخفيف الحكم عليها من الإعدام الى السجن المؤبد، موضحا أنه يشعر بانه السبب في قتل ابنته.

وتابع النجار لـ"هير نيوز" أن ابنته نادية كانت كل حياته هي وأشقائها تزوج من أحدى السيدات لتربية أولاده بعد طلاقه من أمهم وتركها للأولاد معه، وبالفعل تزوج السيدة لم يكن يعي كم القسوة التي في قلبها والغيرة التي تشعر بها تجاه نادية بسبب حبه لابنته.

ويتذكر بأن زوجته دائما كانت تتذمر من الطفلة كونه يحبها ويدللها، وفي أحد الأيام ذهبت الطفلة لوالدتها وعادت الى المنزل فدخلت عليها زوجة الأب وضربتها على رأسها حتى قتلتها ووضعتها في جوال وجرته حتى نهاية البلدة وعند المصارف سألتها إحدى الجارات عن الجوال فردت بانه مجرد بعض الدجاجات النافقة لديها ورمت الجوال في المصرف حتى تم اكتشاف الجريمة واعترفت بتفاصيلها.

وأكد الأب أنه كان يتمنى أن تعدم زوجته التي حرمته من نور عينيه، فهو لا يصدق ما حدث له وما زال يبكي عليها على الرغم من مرور أعوام على قتلها.

زوجة الأب تقتل طفلتين بسبب الغيرة
في حي العامرية بمدينة الإسكندرية وقعت حادثة وفاة لطفلة ذات ثلاث سنوات في بادئ الأمر تظهر الوفاة كانها قضاء وقدر ولكن بعد تقرير الطب الشرعي تبين أن الوفاة لم تكن بسبب سقوط الطفلة من الطابق الرابع للمنزل كما هو ظاهر ولكن إن السبب الوفاة هو إختناق الطفلة نتيجة " إسفكسيا الخنق. "
وبعد ظهور نتيجة الطب الشرعي بدأت أصابع الإتهام تتجه نحو" زوجة الأب " وتم القبض عليها وأنكرت في البداية وبعد 9 ساعات من التحقيق إعترفت بقتل الطفلة عن طريق تشميمها قطعة قماش ورميها من أعلي المنزل، ولكن كان من الصادم لأنها لم تكن الجريمة الاولي لها،فقبل الواقعة بشهرين قامت بقتل شقيقة الطفلة الكبري بذات الطريقة، مبررة فعلتها بالغيرة بسبب حب الأب للطفلتين واهتمامه بهم.

زوجة الأب في السينما
بينما تعكس شخصية زوجة الأب جانبًا من تأثير السينما على حياتنا الإجتماعية، وهي تحتاج إلى معالجات وتنويعات درامية تخرجها من الصورة النمطية التي صاغها خوفنا البدائي الطفولي. الخوف من أن تأتي إمرأة غريبة تقضي على آخر أمل ورجاء في أن يلتئم شمل الأهل المنفصلين، إمرأة مثل النقطة في آخر السطر، أو الكلمة التي تظهر في آخر الفيلم العائلي.

شركة “ديزني” كانت المساهم الرئيس في وضع (زوجة الأب) في دائرة الشر الخالص، من خلال أفلام الرسوم المتحركة الأولى التي أنتجتها مثل سندريلا.
واتخذت فكرة زوجة الأب في البداية من فيلم سيندريلا وتحولت الى اللغة المصرية في أكثر من فيلم مصري وعربي

هناك أفلام أبرزت صورة إيجابية لـ (زوجة الأب)، ووضعتها في إطار من التفاهم والثقة كشرطين ضروريين لنجاح هذه العلاقة، وفي مقدمة هذه الأفلام يأتي “صوت الموسيقى” Sound of music الذي حاز نجاحًا أسطوريًا ومعه أصبح يحلم كل يتيم ويتيمة بـ (زوجة أب)


ومن الدراما المصرية نرى تجسيد دور زوجة الأب في أكثر من نوع ختم النمر وغريزة الأمومة

ومن مسلسل (ختم النمر) الذى يُعرض حاليًا، والذى قدّم نموذجين مختلفين لصورة الأم، إحداهما لزوجة الأب التى تجسدها عفاف شعيب: أغلب الأعمال الدرامية والسينمائية قدّمت دور زوجة الأب بشكل مسىء للغاية وصورتها كالوحش أو مصاص الدماء الذى يقوم دومًا بتعذيب أبناء الزوج لتكن الأفضلية لأبنائها فقط، لكنها نظرة خاطئة.
فهناك نماذج يمتلكن من الحنان والطيبة ما هو أقوى من الأم التى أنجبت، وهذه هى شخصية بدور التى أجسّدها فى مسلسل (ختم النمر) زوجة الأب الحنون على ابن زوجها أكثر من ابنها، فهى تراه السند والدعم.

ورغم ظهور والدته ضمن أحداث المسلسل؛ فإن الجمل الحوارية فى المسلسل كلها تشير إلى أن الأم هى التى تربّى وتسهر، وتصطحب أبناءها إلى المدارس، وتهتم وتراعى، وليست من تنجب وتتركهم لمواجهة مصيرهم، وهذه المقولة حقيقة 100 % ولا جدال عليها، فغريزة الأمومة غريزة فطرية وإن كان البعض من النساء يفتقدنها».

وفى المقابل، نرى الأم التى أنجبت وتجسدها وفاء سالم، التى تركت ابنها فى مراحل عمره الأولى بسبب خلافات مع زوجها وبعد عودتها له ظلت تؤكد أنها أخطأت حين تركته ونادمة كل الندم على كل هذه السنوات التى ظلت بعيدة؛ حيث اكتشفت أنها برحيلها عن ابنها قد اختارت طريق الهلاك.

اقرأ أيضًا..


ومسلسل ولي العهد
بطولة حمادة هلال والفنانة القديرة لوسي التي تجسد شخصية زوجة الأب،
إنها تقدم شخصية زوجة الأب، لكنها فى هذا العمل لا تجسد الصورة النمطية المعروفة عنها، وهى القاسية والوصولية والأنانية والحاقدة على أبناء زوجها، فهى مزيج من القسوة والطيبة معا، أو بمعنى آخر الأم المثالية، تعامل بنات زوجها أفضل من معاملتها لأولادها.

ads