أبناء آخر زمن.. نفقة شهرية لأم الثري البخيل
الثلاثاء 14/سبتمبر/2021 - 02:17 م
محمد على
ارتسم الحزن على أوجه أعضاء مكتب تسوية المنازعات بمحكمة مدينة نصر، وهم يستمعون إلى الحاجة فاطمة التي تساقطت دموعها وهي تطلب إقامة دعوى قضائية ضد ابنها، تطالبه بالحصول على نفقة شهرية لها؛ لأنها ليس لها عائل غيره، وبكلمات مؤثرة ومكسورة قالت الأم: "أريد تذكير ابني بأن له أم لا تزال على قيد الحياة، لكن لا أريد أن يؤذيه أحد، أو أن يعاقب على ما فعله معي، قلبي يسامحه ويغفر له، وأسأل الله أن يسامحه".
أسرة ناجحة
وأضافت: "لقد كان والده رحمه الله رجلا طيب القلب وحنونا، وكان يعمل ويجتهد حتى نعيش فى مستوى راق، وكنا مثالا للأسرة الناجحة المستقرة، الهدوء كان يسيطر على كل ما يخص حياتنا، وقد زرع في أطفالنا الثلاثة كل صفاته الجميلة، لكن كبر الأبناء والتحق كل واحد منهم بكلية، وبعد التخرج بحث ابني الأكبر عن فرصة لتحقيق ذاته، واختار الهجرة طريقا له وتزوج هناك وأنجب ولم يعد يحضر إلا في إجازات قصيرة كل فترة طويلة قد تصل إلى أعوام".
وأكملت: "ابنتي رزقها الله بزوج صالح اضطر هو الآخر لاصطحابها وطفليها إلى الخارج، حيث عمله الجديد، وكانت سعادتي وزوجي ببقاء ابننا الأخير معنا وعدم أخذه القرار للسفر هو الآخر، وتزوج من فتاة محترمة من أسرة ميسورة الحال، وبدأ ابني يقيم عدة مشاريع من أجل تحقيق النجاح المادي"!
زوجي تركني وحدي
واستطردت الأم: "مات زوجي منذ ما يقرب من العامين وتركني وحدي، وليته اصطحبني معه! حتى المبلغ المالي الذي حصلت عليه من معاشه اقترضه ابني مني لمساعدته في عمله، ولم أبخل عليه لحظة، لكن مرت الأيام ولم يعد يسأل عني، ونسي أن له أمًّا، ولم يعد يحضر لزيارتي، وعندما أذهب أنا لا أراه بسبب انشغاله بعمله، وأعود إلى منزلى مثل المتسولة التي ذهبت تطرق على الأبواب دون أن يفتح لها أحد، واضطررت لإقامة دعوى حتى يتذكرني فلذة كبدي".
انتهى كلامها بدموع عينيها وقد حضر ابنها في جلسة الصلح مذهولا مما فعلته أمه، وقدم لها الاعتذار وتعهد بدفع مبلغ مادي شهريًّا لتنتهي القضية.