الإثنين 06 مايو 2024 الموافق 27 شوال 1445
رئيس مجلس الإدارة
خالد جودة
ads
رئيس مجلس الاداره
خالد جوده

فنانة تشكيلية ترسم لوحات تعبر عن حرائق الجزائر: هدف الحياة أصبح نفس سبب الموت

السبت 14/أغسطس/2021 - 02:03 م
هير نيوز

يتمتع الفنان بحساسية مختلفة تجاه الأشياء التي تدور حوله، يراها بصورة غير تقليدية، ويحاول توظيف ما يشعر به ويجسد انفعالاته بها في أعماله الفنية أيًّا كان نوعها، وتستحوذ أزمة الجزائر على تفكير كثير من الناس منذ اندلاعها، ليس في موطن المشكلة فقط، ولكن في الدول العربية المختلفة.

الحداد الوطني 

أعلنت الجزائر الحداد الوطني لمدة 3 أيام، ابتداءً من الخميس، على ضحايا حرائق الغابات التي تجتاح البلاد منذ أيام، وأسفرت عن سقوط عشرات القتلى، وقد ارتفع عدد القتلى مساء الأربعاء إلى 69 شخصا، على الأقل، بينهم 28 جنديا، وأفادت وكالة الأنباء الرسمية باندلاع أكثر من 50 حريقًا يوم الثلاثاء، وتعتبر منطقة القبائل قرب العاصمة الجزائر هي الأكثر تضررا.

إيمان خطاب

تفاعلت الفنانة التشكيلية المصرية إيمان خطاب، مع الأحداث الجزائرية التي امتلئت بالمشاهد الإنسانية، ونقلتها وكالات الأنباء العالمية عبر صُحفها وشاشاتها، وعبرت عن هذا التفاعل بمجموعة من اللوحات.

تقول إيمان: "الفنان دائمًا هو نبض العالم وذاكرته وضميره، هذا إذا كان فنانا صادقا أو ما يجب أن يكون عليه، ولذلك إذا وقع حدث جلل أو مؤرق للضمير العالمي أو الإنساني، يكون هو أول من يتأثر به ويعبر عنه".

واستطردت: "أنا مثل الجميع، تابعت الحرائق المنتشرة في عدد من دول العالم نتيجة لتغير المناخ، وشاهدت على إحدى المحطات العالمية تحقيقا تليفزيونيا عن الشعب الجزائري ومعاناته من جراء هذه الحرائق ومحاولات أهالي القرى إطفاء حرائق الأشجار والبيوت البسيطة التي يسكنون بها بالجرادل والخراطيم المنزلية".

حسها الفني

بعد متابعتها بكثافة لما يجري خلال الأيام الماضية، تحرك حسها الفني تجاه الأحداث، ووجدت نفسها داخل مرسمها تحاول أن تُعبر عن مشاعرها الإنسانية تجاه هذا الواقع الصعب الذي يعيشه كثير من البشر، لذلك قالت إنها رأت في أدواتها، الفرشة والألوان، السبيل للتعبير -كما للكاتب الصحفي القلم والأوراق- فهي تملك أدوات أخرى، أدوات الفنان التشكيلي.

وتحكي إيمان: "هذه الأعمال التي نفذتها بالألوان المائية على ورق كان أسلوبا تأثيريا عينيا يميل إلى التجريد أحياناً، ولأني أُعبر عن موضوع يثير مشاعري، فقد كان التعبير عن هذه المشاعر باستخدام ألوان غلب عليه الأحمر بدرجاته، وهو لون لهيب النار المشتعلة، مع تداخل اللون الأخضر، الذي يمثل لون الخضرة والأشجار والحياة، وهو اللون المتناقض تماما مع الدمار والموت المحدق بالبشر بسبب حرائق الأشجار، وكأن المعنى هنا أن سبب الحياة هو نفسه أصبح سبب الموت".

وأضافت: "بالطبع وأنا أرسم لا أستحضر كل المعاني بشكل مباشر، لكنها تحضر أو تتواجد بشكل غير واعى تماما، وتتمثل في أسلوب رمزي، مثل لوحة الشجرة التي نفذتها بالفحم، وهو العودة التي تتحول إليها الأخشاب بعد الحرق، وكيف أن الخطوط تتلاشى وكأنها تتأوه من الألم".

عودة اللون الأخضر

تتمنى إيمان كفنانة وإنسانة أن يعود اللون الأخضر ليسود من جديد وتنطفئ هذه الحرائق، وعن سبب اختيارها تحديدا الجزائر والتأثر بها، قالت: "هذا لأنى من الجيل الذى تربى على أن الوطن العربي جسد واحد، إذا مرض أو عانى جزء منه تداعى له بقية الأخوة، وربما يبدو هذا الكلام قديما أو غير مجدي أو مصدق هذه الأيام، لكنها حقيقة تاريخية وجغرافية وثقافية لا يمكن تجاهلها".

اقرأ أيضًا..

ads