"ختان الإناث" صراع مُستمر بين القانون والعادات
أيام قليلة تفصلنا عن انتهاء عام 2020، وبالرغم من ذلك إلا أن ظاهرة ختان الإناث لازالت تُمارس في بعض محافظات الجمهورية خاصة في الأرياف والقرى، بحسب ما أكد عليه المجلس القومي للسكان؛ بسبب قلة التوعيه الصحية الكافية حول أضرار هذه العادة على الفتيات، وتنخفض إحتمالية خضوع الفتيات للختان في المناطق الحضرية؛ بسبب زيادة التوعية وحملات الرقابة، ولكن بوجه عام تحرص هذه الظاهرة بشكل مُستمر على تعاند وتكابروتفق في وجه القانون والدين وحقوق الإنسان ، الذين أنهوا عن ممارسته على أرض الواقع منذ قديم الأزل.
إحصائيات وأرقام ممارسة ختان الإناث
وأفادت الأرقام والإحصائيات التي تُعلنها المؤسسات الحكومية الرسمية والأهلية، بأن نسب أنتشار ختان الإناث تتراجع وسط الأجيال الجديدة، حيث تراجعت من 74% وسط الفئة العمرية من15- 17 سنة عام 2008 إلى 61% عام 2014.
ونظرًا لتبني الحكومة المصرية برامج للتوعية ضد مخاطر ختان الإناث منذ أكثر من خمسة عشر عاما، إلا أن إحصاء منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونسيف) الصادر عام 2016، كشف أن عدد مَن تعرض للختان في العالم يقارب مائتي مليون امرأة، وبحسب الدراسة، إن 87 % من المصريات اللائي تتراوح أعمارهن بين الخامسة عشرة إلى التاسعة والأربعين خضعن لهذه الممارسة، إلا أنها تراجعت في المناطق الحضرية، فيما تتمسك بها القرى وخاصة في صعيد مصر.
المحافظات الأكثر أنتشارًا لممارسة ختان الإناث
ليؤكد المجلس القومي للسكان، على أكثر الفتيات يخضعن لمُمارسة ختان الإناث على مستوى جميع المحافظات تتراوح من 10% فى محافظة دمياط ، بينما 91% فى محافظة قنا فى الوقت الذى ظهرت فية مؤشرات التنمية الاقتصادية والاجتماعية فى قنا أقل بكثير من محافظة دمياط).
المراحل العمرية الأكثر ممارسة للختان
"صغر عمر الأم يزيد احتمالية ختان الفتيات".. وأشارت الجهات والمؤسسات الحكومية على أن عمر الفتاة هي السبب والمُتحكم الأساسي في أرتفاع نسبة عمليات ختان الإناث في المحافظات أو انخفاضها، وهو مايؤكد على أن هناك علاقة وثيقة ما بين زواج الأطفال وختان الإناث، حيث أن الفتيات المعرضات لزواج الأطفال يتم حرمانهن من التعليم وهن الأكثر فقراً، والأقل قدرة على حماية بناتهن من هذه الجريمة.
الأضرار النفسية على الفتاة
يُدرك الكثيرون من الأمهات والأجداد على أن للختان أضرار لم تتوقف فقط على المشاكل والأزمات الصحية، وأنما من الممكن أن تصل لأزمة نفسية عند الفتاة تسبب بشكل كبير في الشعور بالخوف والرعب الشديد والصدمة التي تؤدي إلى التبول اللا إيرادي للفتاة، مع وجود اضطرابات في النوم قد تصل في كثير من الأحيان إلى حد الكوابيس نتيجة الألم الذي عانته الفتاة نتيجة عملية الختان، والتي تختلف من فتاة إلى أخرى.
من ممارسة غير قانونية للحبس
ونظرًا لخطورة ارتكاب ظاهرة الختان على الفتيات، حرصت الدولة المصرية على جعلها ممارسة غير قانونية خلال عام 2008، لكنها رغم ذلك بقيت ظاهرة منتشرة، ليتم تجريمها في عام 2016، وأصبحت عقوبة الطبيب هي الحبس لمدة قد تصل إلى سبع سنوات إن كان مذنبا، في حين تصل عقوبة الحبس لمن يطلب إجراء العملية إلى ثلاث سنوات.
حملات توعية
الامر لم يتوقف عند هذه اللحظة وأنما للمجلس القومي للمراة، تحت رعاية الدكتورة مايا مرسي، دور في إقتلاع هذه الظاهرة من جذورها، حتى وصلت جهودها لـ53 مليون مُستهدف في الفترة من يونيو 2019 وحتى الآن، ويأتي ذلك من خلال الإعلان عن عدد من الحملات بمختلف الطرق للتوعية من مخاطر الختان، والتي كان أخرها إطلاق حملة توعوية بعنوان "احميها من الختان" في جميع المحافظات.