اليوم العالمي للتضامن الإنساني نداء الوحدة والقلب الواحد

اليوم العالمي للتضامن الإنساني يطل علينا بوهجٍ من نور، لا كزمن يُحسب، بل كنداء يُسمع في أصقاع الأرض، كصدى يتردد في دهاليز الروح. إنه ليس مجرد تاريخ في الروزنامة بل مرآة تعكس أبهى صور الإنسانية، ميزان يُوزن به معدننا الحقيقي.

العطاء وسر الجمال
 

في هذا اليوم، تخرج الإنسانية من شرنقة الذات لتعانق الغير. فـالتضامن ليس بجسر يُمدّ بين ضفتين فحسب، بل هو النهر الذي يجري بالخير، والشريان الذي يغذي جسد المجتمع. ألا تراه كالشمس التي لا تمنع ضياءها عن كوخ فقير أو قصر مشيد؟ أو كالمطر الذي يسقي البساتين والقفار على حدٍ سواء؟ هنا تتجلى الانسانيه في أروع صورها: فـفقر المحتاج ليس إلا جرحًا في جسدنا المشترك، وجوع اليتيم ليس إلا صيحة تُفزع ضمائرنا.والمجازر في غزه و الكثير من الأطباء في المستشفيات في بلدان متعدده ترفض علاج المريض حتى تجبره لمستشفيات القطاع الخاص حيث انعدمت الضمائر والخوف من الله في سبيل عشق المال،ولاننسى المشردين والعجزه وضعفهم الصحي والحاجه للرعايه الصحيه

إننا مدعوون لأن نُلقي بأنفسنا في بحر هذا التضامن، لا بقطرة من مال، بل بفيضان من مشاعر، لندرك أن قوتنا الحقيقية تكمن في ضعف أضعفنا. فـالمرء يظل ناقصًا ما لم يكمل نفسه بـكمال أخيه.

تكرار المعنى للتأكيد والتحذير
 

لقد بات التضامن اليوم فريضةً لا نافلة، وضرورةً لا ترفًا. التضامن، التضامن، التضامن، هذه الكلمة التي يجب أن تترسخ في قلوبنا كالوعد، وأن تُكتب على جبيننا كالقسم. إن لم نتضامن، فسنكون( كسفينة مثقوبة)، يغرق الجزء ويهلك الكل.

يا بني آدم، ارفع رأسك، وانظر إلى جارتك المحزونة، وإلى صديقك المكلوم. كن له الجدار الذي يستند إليه، واليد التي تنتشله. لا تجعل التباعد هو سيف يقطع أواصرنا، ولا تجعل الأنانية هي سم يسري في عروقنا.

دعوة إلى العمل
 

إن التضامن الإنساني هو كالبناء المرصوص، يشد بعضه بعضًا. وكما أن الوردة لا تفوح عطرها إلا وهي متصلة بساقها، كذلك الإنسان لا يجد كماله إلا وهو متصل بأصله الإنساني.

فلنجعل من هذا اليوم رمزًا للتجديد والانبعاث. لا ليكن ختامًا لمساعينا، بل نقطة انطلاق لغدٍ أكثر عدالة وسلامًا. هيا بنا نُحوّل الحلم إلى واقع، والكلمة إلى فعل. فلنكن الضوء في عتمة اليائسين، والأمل في قلب البائسين. ففي الوحدة قوة، وفي التضامن حياة!