«خزين البيت على مين»| حائر ما بين أهل العروسين.. والبقاء للأقوى
السبت 03/يوليه/2021 - 10:59 ص
راما احمد
من الموروثات المصرية القديمة فيما يتعلق بالزواج وجهاز العروسة، هناك ما يطلق عليه "خزين البيت"، وهو كل ما يخص البيت من أطعمة، وتموين، ولحوم وفراخ وأسماك، وخضراوات وفاكهة، وشاي وسكر وسمن وأرز وزيت، ومكرونات، ودقيق وكل مستلزمات البيت من مأكولات، مما يحتفظ فيها في المطبخ والثلاجة.
ومن المتعارف عليه منذ عشرات السنين؛ أن "خزين البيت" من مسئوليات أهل العروسة، مع المطبخ ومستلزماته.
ولكن في الآونة الأخيرة، بدأ الكثير من المعايير تختلف، وتبدلت الكثير من التقاليد والأعراف، وبدأ بعض الأهل يعترضون على كون الخزين من مسئوليات أهل العروسة، من منطلق أن الرجل عليه مسئولية إطعام زوجته والصرف عليها، ومن المفترض أنها ستكون تحت ولايته من بعد الزواج، فعليه أن يوفر لها كل ما تحتاجه من أكل وشرب.
ولكن أيضًا أهل العريس أعلنوا اعتراضهم؛ لأن مستلزمات المطبخ من مسئوليات العروسة.
في السطور التالية، نرصد بعض آراء أهل العروسة والعريس حول خزين البيت، وتجارب البعض كما يلي:
النُّص بالنُّص
قالت منة الله، عروسة جديدة لم يمر على زواجها عام: "عند التجهيز للبيت قبل الفرح بحوالي أسبوعين، سألني زوجي عن موعد شرائنا لـ"خزين البيت"، ووضعه في شقتنا، ولم أعلم شيئًا عن خزين البيت، فسألت والدتي، والتي أخبرتني عنه، لكنها اعترضت على سؤاله، مؤكدة أن الزمن تغير، وأصبح الرجل هو الذي يشتري خزين البيت؛ لأن من مسئولياته الإنفاق على زوجته.
وعندما أخبرت زوجي بذلك وقتها، اعترض، ومن هنا بدأت المشكلة، ووقتها طلبت منه الجلوس مع والدي والاتفاق معه على هذه التفاصيل.
وبالفعل اتفق مع والدي، على أن يكون بالمناصفة بيننا.
اقرأ أيضًا..
البيت كان هيتخرب!
وتروي نوران زكي، التي تزوجت من عامين: الجوازة كانت "هتبوظ" بسبب خزين البيت؛ لأن والدتي رفضت بشدة أن تشتريه، مؤكدة أننا دفعنا الكثير في الجهاز، واشترينا أغراضًا كثيرة، وكلها غالية، إلى جانب أن الزوج بعد ملزم بالإنفاق على البيت.
وعندما اعترض زوجي، صممت والدتي بشكل أكبر، وحدثت مشكلة كبيرة، وكادت أن تنهي الزواج كله، حتى تدخل خالي، وقرر أن يشتري لي هو خزين البيت، وبالفعل اشتراه، واستطاع أن ينهي المشكلة تمامًا.
وأضافت هبة أحمد، قائلة: "تزوجت من 3 سنوات بعد قصة حب كبيرة، ووالدي وقت التجهيزات قبل الفرح، رفض شراء خزين البيت، مؤكدًا أن هذه الأمور تغيرت، وأصبحت موضة قديمة وأن الزوج هو المسئول عن توفير الأكل والشرب لزوجته، وعندها اتفقت أنا وزوجي أننا سنشتريه مناصفة بيننا؛ لأنني كنت أعمل قبل الزواج، وكانت لي ذمتي المالية المنفصلة عن أهلي، وبالفعل اشتريناه سويًّا، ولم نسمح لأي شيء أن يفسد فرحتنا".
اقرأ أيضًا..
بجاحة وكسر للتقاليد!
أما السيدة فتحية سيد، (75 سنة)، قالت: الزمن تغير، والتقاليد انهارت، وأصبح كل شخص يضع التقاليد الخاصة به، ولم يعد هناك خجل أو حياء من كسر الأصول التي تربينا عليها، فمعروف من قديم الزمان أن "خزين البيت" على أهل العروسة، ولم يحدث أبدًا أن تجرأ والد عروسة على التحدث "بالبجاحة دي"، وطلب من العريس خزين البيت.
مبقاش فيه عادات ولا تقاليد
وتشارك الرأي السابق السيدة صباح محمود (77 سنة)، قائلة: "مبقاش حد يحترم العادات والتقاليد، ونشعر بها أساسا، كل واحد بيضع تقاليده الخاصة به".
أما السيدة ميرفت فراج ( 69 سنة) فكان لها رأي مختلف، قائلة: "تربينا على أن خزين البيت جزئين، تموين البيت من شاي وسكر وزيت وسمن وصابون وتوابل وأرز ومكرونة، وهذا على العروسة، وأكل الثلاجة، من أجبان ولحوم ولبن وبيض، وهو على العريس، واتربينا على كده، وكل عائلتنا رجال وستات اتجوزوا على العادات والتقاليد دي".
اقرأ أيضًا..
ويبدو أن خزين البيت سيظل حائرًا بين أهل العروسة وأهل العريس، والبقاء للأقوى.