أسباب اصابتك بالملل بالرغم من جلوسك على الإنترنت لساعات طويلة

أغلب الناس يقضون الكثير من وقتهم على الإنترنت لتصفح المواقع المختلفة واستخدام مواقع السوشيال ميديا العديدة وبالرغم من ملايين الوسائل للتسلية واستغلال الوقت عبر الانترنت إلا أن الكثير من مستخدميه يشعرون بحالة من الملل.

وتبرز "هير نيوز" أسباب إصابة حواء بحالة ملل أثناء جلوسها على الانترنت لساعات طويلة حيث تشاهد فيلم أو مسلسل أو تتحدث مع صديق.

الملل على الإنترنت:
يحدث الملل على الإنترنت حين تكونِ جالسة وإشارة الإنترنت قوية وفي يدك أن تقومي بأي شيء مثل أن تحادثين أصدقائك أو تشاهدين فيلما أو تقرأين كتابا أو تطالعين المقالات أو تلعبين الألعاب "الأون لاين" ولكنكِ رغم ذلك تشعرين بالملل الشديد، والسبب في ذلك ان الإنسان ملول بطبعه، سواء قبل الإنترنت، وسيظل الملل هو الشعور الدائم المسيطر عليه، من الطبيعي أن ينجذب لشيء ثم سرعان ما يفقد انجذابه هذا، الملل ملازم للإنسان والملل على الإنترنت إحدى صور الملل هذه.

والملل على الإنترنت يحدث أيضًا بسبب الإجهاد الذهني فإن كنتِ تقومين بعملك حتى وقت متأخر بحيث تعملين منذ الصباح مثلا حتى يحل المساء فأنتِ تتعرضين لإجهاد ذهني يفوق طاقتك، وهناك دراسة تقول أن هذا يتلف خلايا المخ بالتالي أنتِ ليس لديكِ أي طاقة لتحمل شيء طويل أو وضع خطة ممنهجة لما ستفعلينه على الإنترنت بعد عودتك من العمل، ربما ستختارين أبسط شيء وهو التقليب في مشاركات وتحديثات الأصدقاء على شبكات التواصل وسماع الموسيقى أو مشاهدة الأفلام أو مطالعة المقالات بالتالي من الطبيعي أن يصيبك الملل على الإنترنت بهذا الشكل.

الحنين إلى العالم الواقعي

مهما كانت الخيارات متاحة لديكِ على الإنترنت فإنكِ تحنين إلى العالم الواقعي خصوصًا إن كنتِ شخصية منعزلة ومنطوية، فأنتِ إن تحدثتِ مع صديقك فلن تستطيعين ملامسته وإن شاهدتِ فيلما أو استمعتِ إلى الموسيقى تظل أيضًا جميع الأنشطة التي يمكن القيام بها ذهنية فحسب وليست أنشطة جسدية محسوسة خصوصًا إن كنتِ تقومين بقراءة تحديثات الأصدقاء على شبكات التواصل وترىِ من يقوم بتسجيل تواجده في مطعم فلاني أو في مقهى علاني أو في حفلة غنائية أو في محفل ثقافي أو في عرض استعراضي أو غيرها مهما حدث ستشعرين أن واقعك كئيب وأن كل الأشياء التي على الإنترنت على عدم قدرتنا على استيعابها تظل أشياء فقيرة جدا مقارنة بالعالم الواقعي لذلك ينتابنا الملل على الإنترنت ونشعر بعدم رغبتنا في مشاهدة أي شيء وبديلا عن هذا نظل نتابع التحديثات على شبكات التواصل والتنقل بين التطبيقات المختلفة.

الملل على الإنترنت نتيجة كثرة الخيارات ما بين متابعة تحديثات شبكات التواصل أو تحديثات البرامج أو تحديثات مواقع الأخبار، أن تلعب الألعاب "الأون لاين" أو تتعلمين اللغات أو تتصفحين مواقع الفن أو التاريخ أو غيرها من هذه الأشياء التي تجدين نفسك غارقة فيها.

الإحباط من عدم قدرتك على الإلمام بكل شيء حيث كلما حاولتِ الاكتفاء من شيء فتح أمامك أبواب أكثر وكلما أغلقتِ بابا وجدتِ بوابات تفتح في وجهك.

توافر الشيء بكثرة يقلل من الاهتمام به مثلا الفيلم الذي كنتِ تودين مشاهدته لكنهم لا يعرضونه مطلقًا، الآن سواء الفيلم الأول أو الثاني وغيرهما من الأفلام يتواجدون بشكل أبدي على الإنترنت وأنتِ لا تعيرهم انتباها ولا يتملكك الشغف لمشاهدتهم، حيث لا يبعد بينك وبينهم سوى ضغطة زر أو لمسة شاشة.
بلا جدوى
والملل على الإنترنت قد يأتي من طريق أخرى وهو أنكِ وحيد، ما قيمة أن تستمعِ لموسيقى رائعة أو تعجبك مقاطع من كتاب معين أو تشاهدين فيلما مبهرا ولا تجدين من تشاركينه إياه، والملل على الإنترنت يصاحب الوحيدين بشكل أكبر، حيث أنهم يشعرون بلا جدوى حياتهم فهم نوعين إما أن يغرموا أكثر بشيء واحد على الإنترنت ويستعيضون به عن البشر أصلا وإما أن لا يغرموا بأي شيء ويستغرقوا أكثر في الوعي بوحدتهم.