أمانى ألبرت تكتب: أصحاب الفضل في مجال الإتيكيت
هل تعلم عزيزي القارئ أن أقدم دليل عن "الإتيكيت" في العالم قدمه الفيلسوف المصري بتاح حتب خلال عهد الأسرة المصرية الخامسة؟!.. فالمصريون القدماء هم أول من تحدثوا عن الإتيكيت منذ زمن بعيد، حوالي 3550 قبل الميلاد.
سرد الفيلسوف في بردياته قواعد السلوك التي ينبغي على الحكماء تعليمها لأبنائهم، ارتبطت كلها بحسن السلوك والكلام مثل"اكبح لسانك ولا تجعله يسبق تفكيرك" و"لا تمش بحذاء غيرك حتى لا تتعثر خطواتك" و"احترم من هو أكبر منك يحترمك من هو أصغر منك".
وبمرور الوقت تطورت القواعد ليهتم "الإتيكيت‘" بقواعد السلوك الملائم في الحياة الاجتماعية في المنزل، وفي العمل، وتناول الطعام والمصافحة والزيارات.
واستمر التطور إلى أن تشكلت الملامح الأولى في القرن السادس عشر والسابع عشر داخل البلاط الملكي الفرنسي، تحت اسم الإتيكيت etiquette وهى كلمة فرنسية تعني "بطاقة" فيها يُكتب للنبلاء قواعد السلوك التي تمارس في الحياة اليومية والاجتماعية والعلاقات المجتمعية والسياسية وكيفية التصرف بلباقة وذوق بعكس عامة الشعب.
وسرعان ما انتقل المصطلح إلى البلاط الملكي الأوروبي ثم تبنته الطبقات العليا في جميع أنحاء العالم الغربي الذي اهتم بتعليم آداب السلوك بين أطفال العائلات الثرية.
وبحلول أوائل القرن العشرين، بدأت تهتم الطبقة الوسطى بهذه السلوكيات.. وفي عام 1922 كتبت إميلي بوست كتابها آداب في المجتمع وفي العمل وفي السياسة وفي المنزل.. والذي أصبح من أكثر الكتب مبيعا وتم إعادة طبعه عدة مرات.
وفي الآونة الأخيرة خُصصت معاهد لدراستها وكتبت مئات الكتب فيها. وبمرور الوقت تم استخدام المصطلح وتطور ليتداخل في كل مجالات الحياة.
كانت مصر رائدة منذ فجر التاريخ في تطبيق الإتيكيت قبل أي دولة، وحتى تظل رائدة فهذا لن يحدث إلا بتكاتف الجهود، وإصرارنا على الوقوف ضد ما يعكر السلوك الراقي في الشارع.. في المنزل.. في العمل.
كم أتمنى أن نطلق مبادرات تدعم جمال السلوك وتقف ضد القبح الأخلاقي، وأن نسن قوانين تحارب مستبيحي الالفاظ الخارجة، ومدمنى الاستهتار بالاخلاقيات والقيم.
د. أماني ألبرت.. المُستشار الإعلامي لجامعة بني سويف