نهلة عوض تكشف علاقة "كورونا" بعشقها لجمال مصر

الجمعة 11/ديسمبر/2020 - 11:28 ص

رندا ثروت

قديمًا قالوا "السفر فيه سبع فوائد"، واليوم، تضيف لنا الفنانة التشكيلية "نهلة عوض" فوائد أخرى، استقتها من تجربتها الطويلة والشيقة مع السفر، خاصة أن السفر بالنسبة لها، كان هو الفكرة في حد ذاتها، وكان هو الهدف الذي تسعى إليه دائمًا، لدرجة أنها اعتزلت الفن التشكيلي منذ ثلاث سنوات وكرست حياتها للسفر لمختلف دول العالم، "هير نيوز" التقت "نهلة" وتحدثت معها عن سفرياتها وتجاربها مع السفر.

بدايةً، روت لنا "نهلة" أسباب شغفها بفكرة السفر، قائلةً: "السفر بالنسبة لي لم يأت مصادفةً، فظروف عمل والدي بالجزائر، ولأني أيضًا ولدت هناك وظللت بها حتى سن الـ9 سنوات، فكنا دائما نسافر في زيارات للقاهرة، فأحببت فكرة السفر وفكرة ركوب الطائرات، وحين كان يسألني أي شخص ماذا تتمني أن تعملي كنت أجيب بأني أريد أن أصبح مضيفة".

وأكملت: "ولحبي للسفر كنت أسافر قبل كورونا بمعدل كل شهرين، أما بعد كورونا أصبحت أسافر في نهاية كل أسبوع لأماكن داخل مصر، مثل نوبيع وطابا والغردقة وجنوب سيناء ومدن القناة، وخلال السفر داخل مصر اكتشفت مدى جمال الأماكن بداخلها، لدرجة أن صديقتي الأمريكية أثناء تشجيعها لي على السفر تعجبت قائلةً، كيف لم تسافري إلى ذهب ونوبيع من قبل، من شدة إعجابها بتلك الأماكن".

أول سفرية

جربت "نهلة" في بداية مشوار سفرها ضمن مجموعات، فكانت أول سفرية إلى تايلاند ثم جنوب أفريقيا، ثم سافرت بعدها إلى أمريكا الجنوبية بعد أن تلقت من أحد الأصدقاء دعوة لقضاء شهرًا هناك، وعلقت "نهلة" على تلك السفرية بأنها كانت أول رحلة تسافر فيها لوحدها دون أن يكون معها مجموعة مسافرة من مصر، ثم سافرت لبنان وتقول عن تلك السفرية: "في 2018م انطلقت بمفردي للسفر إلى لبنان وهذه المرة دون أن يكون أحد ينتظرني أو يقدم لي المساعدة في شيء، حيث قمت بترتيبات السفرية من حجز التذاكر والإقامة وغيرها من التفاصيل دون الاستعانة بأحد".

وأكدت "نهلة" أنها سافرت 21 دولة منها المغرب وجنوب أفريقيا وإيطاليا واليونان والبرازيل والهند ودبي وغيرها.

سرقة بالإكراه

كأي فتاة في بلد غريبة، ليس معها أحد، تم إيقافها من أحد اللصوص، فحكت لنا الموقف قائلةً: "كنت في البرازيل وكنت أول مرة أسافر لوحدي "وماعرفش أن الدنيا مش زي مصر تمشي في أي وقت، وماحدش يعملك حاجة، فلما الساعة جت 6 هناك البلد بتبقى هادية، فتعرضت لسرقة بالإكراه وأضيقت نفسيًا لكن الموقف ده علمني حاجات كتير وماخلنيش أبطل سفر وقلبي جمد، وبدأت أفكر واتصرف وماكنش معايا ولا مليم وعرفت اتصرف واتعلمت منه إني مانزلش بفلوسي كلها وما كرهتش السفر بالعكس كملت مشواري".

مهرجان الألوان

مهرجان للألوان تقيمه الهند ولجمال فعالياته قررت "نهلة" السفر للاستمتاع، ولكن لسوء حظها لم تلحق بالفعاليات فتقول "نهلة": "في الهند روحت مخصوص عشان المهرجان اللي بيلونوا فيه بعض في الشارع واليوم ده اتعطلت ونزلت متأخر، فكان المهرجان خلص وأضيقت، لأن وأنا مروحة البيت اللي جنب بيتي لقيت مجموعة بتحتفل فشاورتهم إني عايزة أشارك معاهم ماكنوش بيتكلموا إنجليزي فرحبوا بيا وشاورولي وماتكلمناش ولا كلمة مع بعض ولا عارفين أسامي بعض وقعدنا نحتفل واتلونت وغنيت معاهم، وكنت في منتهى السعادة".

العلم والسفر

السفر بالنسبة لـ "نهلة" قيمته كقيمة العلم، حيث قالت: "دائمًا ما أشجع البنات على السفر وأقول مهما كانت الكتب مهمة لكن العلم، الذي نتلقاه من الكتب تطبيقه العملي الحقيقي هو السفر، فهو أكبر درس في الحياة، فالسفر يغير من الشخصية تمامًا، خاصة لو فتاة في مجتمع شرقي، وينصب عليها ضغوط من الأهل فتعودنا أن حياتنا وقرارتنا لا نأخذها بمفردها، فحين تجد نفسها بمفردها في السفر تضطر أن تعتمد على نفسها وتأخذ قراراتها بمفردها، فحين تتعرضي لأي مشكلة وتحليها فإنك تكتسبين قوة الشخصية وتصبحين شخصية منفتحة، والانفتاح هنا ليس بمعنى الانحلال، إنما يكون لدى الفتاة المرونة في تقبل الآخر، وألا تتعصب لرأي بعينه، وكل هذا يفرق كثيرا ًفي الشخصية".