"غيرة نسوان".. أصوات السيدات تذهب للرجال في انتخابات البرلمان

"غيرة نسوان".. فور أن نقرأ هذه العبارة تطرق إلى أذهاننا مشكلات السيدات على صفحاتهن على السوشيال ميديا، وغيرها ما يحدث داخل المنازل العائلية، وفي الهيئات الحكومية، وأخيرًا نجدها في المشهد السياسي، فمع انطلاق ماراثون الانتخابات البرلمانية، وجدن عزوف السيدات على التصويت لغيرهن من النائبات وفضلن منح أصواتهن للرجال.

المنظمات النسائية تطالبن السيدات المشاركة السياسية

وتطالب المُنظمات النسائية المرأة المصرية  المشاركة فى انتخابات الإعادة لمساندة المرشحات اللاتي استطعن منافسة الكثير من الرجال وحصدن أصواتا ساعدتهن على الإعادة مثل، سمر فرج فودة، المرأة الوحيدة المستقلة بمحافظة القاهرة التى تدخل مرحلة الإعادة بدائرة مدينة نصر، ومي محمود، مروة مصطفى عن دائرة أول المنتزه، وإلهام خميس عن دائرة أول الرمل، ومنى حسن عن دائرة الدخيلة، سناء برغش عن دائرة دمنهور، وسحر بشير عن دائرة كفر الدوار، وإيمان خضر النائبة الحالية عن دائرة الزقازيق والقنايات ،ومروة هاشم المنافسة لإيمان خضر عن دائرة الزقازيق، وعبير تقبية الكاتبة الصحفية والنائبة الحالية المستقلة ،ومي رشدي غيث أصغر مرشح في مصر بجولة الإعادة في دائرة منيا القمح.

مشاركة السيدات في البرلمان المصري، وصلت إلى 15% في عام 2016، وكانت تمثل أعلى تمثيل للمرأة على الإطلاق ، منذ إعطاء المرأة حق الترشح لأول مرة بالانتخابات عام 1957، إلا أنه بتوجيهات من الرئيس السيسى حصلت المرأة المصرية على نسبة 25% من البرلمان في التعديلات الدستورية الجديدة في 2019 ، من خلال تخصيص مقاعد للمرأة فى القوائم المغلقة ولولا ضلك لما كان هناك زيادة فى نسبة تمثيل المرأة.

وقد بيانات المرشحين التى أصدرتها الهيئة الوطنية للانتخابات أن عدد المرشحات في لمجلس النواب2020 يصل إلى 518 سيدة ، مقابل 308 سيدة فى برلمان 2015 ، مما يوضح ارتفاع عدد المرشحات في برلمان 2020 ، بينما بلغ عدد المرشحات في القوائم في برلمان 2020، هو 261، يقابله عدد 112 في برلمان 2015.

أما بالنسبة لعدد المرشحات في الفردى في برلمان 2020 هو 320، منهن 42 مرشحة عن الأحزاب السياسية وهو ما يكشف ضعف التمثيل الحزبي للمرأة ، وهو ما اضطر 277 سيدة للترشح كمستقلات ، وللأسف لم يفز بأى مقاعد فردية منهن سوى النائبة نشوى الديب التى حققت ما يقارب الـ 71 ألف صوت بدائرة إمبابة ، فى حين تخوض تسعة مرشحات معركة الاعادة فى القاهرة والاسكندرية والشرقية.

مواطنات: "المرأة عدوها الأكبر واحدة مثلها"

وقالت "ماجدة. ع "، موظفة: "المرأة عدوها الأكبر واحدة مثلها، وذلك إما بسبب الغيرة أو الضغوط الاجتماعية من الرجال بانتخاب أقاربهم"، فرغم أن النساء الناخبات أكثر عددا من الرجال إلا أنهن لا ينتخبن نساء بسبب نمطية فكرهن الذكوري.

وقالت منال سيد، موظفة، إن رفضها انتخاب سيدة مثلها ليست عنصرية، مشيرة إلى أن منذ فترة حضرت مؤتمرات للسيدات اللاتى قررن خوض الانتخابات، ولم أقتنع بواحدة منهن، ولا تتحدثن بشكل لائق أو مدرك للواقع.

كما  قالت إيمان شريف، والتي خاضت انتخابات مجلس النواب الحالي في دائرة عين شمس، وحصلت على عدد جيد من الأصوات، إن المرأة تواجه الكثير من المعوقات ليس أهمها السلطة الذكورية، بل هناك عوامل أخرى منها الحالة الاقتصادية للنساء فمعظمهن غير قادرات اقتصاديا فمركز القوة الاقتصادية غالبا بيد الرجل، والانتخابات تحتاج إلى مال رهيب فى ظل التنافس المحموم على الحصانة والمرأة لا تعرف ما يعرفه البعض من استغلال طرق شراء الاصوات أو حتى الحصول على منافع من الحصانة.

وأكدت وفاء صلاح الدين، مرشحة مجلس النواب سابقا عن دائرة شبين الكوم بمحافظة المنوفية، والمعروفة إعلاميًا بـ"مرشحة الموز"، أنه رغم تجربتها المريرة فى الانتخابات والتى المركز قبل الأخير من حيث عدد التصويت ، إلا أنها سوف تواصل طريقها فى ممارسة حقها السياسى فى الترشح لأنها مؤمنة بأن على المرأة أن تقاوم للحصول على التمكين السياسى الذى يدعمه الرئيس.

وقالت وفاء صلاح الدين أن الكثير من أصدقائها قالوا لها بعد الانتخابات"مش كان الجواز أحسن" وفعلا كنت زمانى"متستته" فى بيت زوجى ، خاصة أن الرجال لهم طرق فى التواصل مع الناخبين أهمها العلاقان العائلية والانفاق ببذخ على المحيطين حتى النجاح.