مرتب الزوجة «خناقة كل بيت».. مواطنون: «كله بالحُب».. وخبراء: «حقها ترفض»
مرتب الزوجة.. كلمة السر وراء العديد من المشكلات الأسرية اليومية، وغيرها من القضايا المختلفة داخل أروقة محاكم الأسرة، ومنها أصبحت مساهمة الزوجة لزوجها في الإنفاق على المنزل أمرًا مثيرًا للجدل.
مرتب الزوجة «خناقة كل بيت»
فهل الزوجة ملزمة بمشاركة زوجها في سد احتياجات المنزل ماديًا؟، كان هذا هو السؤال الذي توجهت به "هير نيوز" للعديد من الأزواج والزوجات.
يقول عزمي محمود "تاجر"، إنه يمارس عملًا حرًا أي أنه ليس له راتب ثابت فالتجارة مكسب وخسارة، مشيرا إلى أن زوجته موظفة إدارية بإحدى المدارس الحكومية، ويرفض تمامًا أن تنفق جنيها واحدًا في شؤون المنزل، لاقتناعه بأن قوامة الرجل على المرأة لا تتحقق إلا بالإنفاق، وتساءل قائلًا: كيف أستطيع أن أطلق على نفسي رجًلا؟.
يتفق معه في نفس الرأي "همام" ويعمل مدسًا هو وزوجته، مشيرًا إلى أن زوجته أحيانًا تلمح إلى استعدادها في المساهمة لكنه يرفض تمامًا، مضيفًا، في بعض الأحيان تضطرني الظروف للاقتراض في هذه الحالة فقط "أستلف منها هي أولى من الغريب، لكن لازم أسدد الدين بمجرد حلول بداية الشهر".
السلف بين الزوج وزوجته
وقالت"نرمين"، إنها تعمل موظفة واتفقت مع زوجها منذ البداية أن راتبها يخصها هي ولا شأن له به، ووافق في البداية، لكنه بين الحين والآخر يطلب منها بعض النقود على سبيل السلف لكنه لا يردها، مشيرة إلى أنها تعتبر راتب المرأة ملكية خاصة بها، وأن الرجل ملزَم شرعًا وقانونًا بتحمل كافة الأعباء، لذلك فإن العديد من المشكلات تقع بينهما بسبب هذا الأمر.
وأضافت، أنها ترفض إطلاقًا أن تُطلع زوجها على مفردات مرتبها لأنه ليس من حقه معرفة ذلك طالما اتفقنا على ذلك قبل الارتباط.
أما "فهيمة" فتؤكد أنها "ست بيت" وزوجها موظف، لكن ظروف الحياة ومصاريف الأولاد اضطرتها للعمل في التجارة من منزلها، حيث تشتري الملابس النسائية بالجملة وتبيعها لجيرانها بهدف توفير دخل إضافي تساعد به زوجها على مواجهة أعباء الحياة.
مشاركة الإنفاق بالاتفاق وليس إجبارًا
استشاري العلاقات الأسرية، هند البنا، ترى أن مشاركة المرأة في الإنفاق على البيت يتوقف على الاتفاق بين الزوجين من البداية، ولا يوجد قانون فاصل لهذا الأمر ولكن على حسب وجهة نظر الزوجين.
وأضافت: من الممكن أن تصرف المرأة على المنزل، ولكن بشرط أن يكون بالاختيار وليس بالغصب والإجبار والإلزام.
اقرأ أيضا.. مع أم ضد مشاركة الزوجة في مصروف البيت؟.. سيدات:«ما نقلب راجل أحسن؟»
واعتبرت البنا، أن المراة التي تخفي تفاصيل راتبها عن زوجها "تخون زوجها ماديا"، مشيرة إلى أن هناك أنماطا وأنواعا كثيرة من الخيانة في الحياة الزوجية ومنها الخيانة المادية، لأنها في هذه الحالة تفقد الحياة الزوجية قيمتها العاطفية والمشاعر الطيبة والمودة والرحمة.
رأي الدين
قال الدكتور محمد الشحات الجندي، عضو مجمع البحوث الإسلامية، إن مال الزوجة خاص بها، ولها في الشرع حق التملك للمال والتصرف به في أوجه الحلال كتجارة وغيرها من بيع وشراء وصدقة، وليس من حق الزوج أن يتسلط على مال زوجته أو يأخذه منها إلا بطيب نفسها، مستشهدًا بقول الله تعالى: "فَإِنْ طِبْنَ لَكُمْ عَنْ شَيْءٍ مِنْهُ نَفْسًا فَكُلُوهُ هَنِيئًا مَرِيئًا".
وأكد، أن الحالة الوحيدة التي يحق للزوج التدخل فيها، إذا كانت الزوجة تنخدع في تعاملات تجارية ويستولي الآخرون على مالها مستغلين جهلها بالتجارة مثلا، في هذه الحالة يحق للرجل أن يتدخل بالمشورة والنصيحة للحفاظ عليها وعلى مالهاـ لكن في العموم لا يجوز له أن يسألها عن تصرفاتها المالية.