ألمظ وسي عبده.. عمل تاريخي بنكهة وثائقية.. فيديو
الأحد 28/مارس/2021 - 05:59 م
منار بسطاوي
عرضت مساء أمس السبت، أولى عروض مسرحية "ألمظ وسي عبده" وذلك على مسرح البالون، وهو من بطولة مروة ناجي، ووائل الفشني، وأداء صوتي سميحة أيوب.
ألمظ وعبده الحامولي
وتدور أحداث المسرحية حول علاقة المطربين ألمظ وعبده الحامولي، وتبدأ المسرحية بعرض قصة حياتهما منذ طفولتهما حتى أصبحا من أشهر المطربين على الساحة الفنية بمصر، وما تعرضوا له من ظروف حياتية، وفنية في مسيرتهما، حتى تزوجا.
ويشمل العرض أيضًا جزء من الأوضاع السياسية التي كانت تمر بها مصر في فترة النصف الثاني من القرن التاسع عشر، وتبدأ المسرحية بعرض لوحة فنية، ودخول عدد من الممثلين على خشبة المسرح، ويرتدون ملابس هذا العصر، ويتحركون بشكل عشوائي يشير إلى اضطراب الأوضاع السياسية في مصر.
ملابس الممثلين في ألمظ وسي عبده
وتشير ملابس الممثلين المشاركين بالعمل أيضٍا تنوع في فئات الشعب، ووجود بعض الفئات التي تنتمي للمجتمع الشامي، وخاصة السوري.
وتظهر الفنانة سميحة أيوب على شاشة إلكترونية في خلفية المسرح، وتروي بعض القصص التي تخص بدايات "سكينة هي ألمظ، وعبده الحامولي، بطريقة سردية تتشابه كثيرًا مع الأفلام الوثائقية.
وتكشف لنا أحداث المسرحية بأن سكينة أو "ألمظ" تعيش مع والدها في إحدى المحافظات، ثم تنتقل معه إلي القاهرة، ويمنعها والدها منذ الصغر ممارسة الغناء بالرغم من إعجابه به.
الصالونات الثقافية
وبالفعل تستجيب ألمظ لذلك، ويكون عبده الحامولي حينها في بدايات شهرته، وينضم إلى أحد الصالونات الثقافية الشامية، ويبدأ منه مشواره الفني.
أما ألمظ فكانت تعيش مع والدها في حياة هادئة، حتى يشتد عليه المرض، ويموت، لتجد نفسها في مواجهة الحياة بمفردها، ويقترح عليها أصدقاء والدها أن تعمل من أجل التكفل بمصاريفها الشخصية، وبالفعل تستجيب لهم.
وتشارك ألمظ للمرة الأولى في حياتها العملية من خلال العمل بال"مشال" أدوات البناء، وتمارس الغناء أثناء عملها فيعجب أصدقاء والدها بعذوبة صوتها كثيرًا، ويقترحون عليها الاتجاه نحو المجد، والنجومية، وفي البداية ترفض ذلك، وبعدها توافق.
وتنضم ألمظ، وهي مروة ناجي بعد ذلك إلى الصالونات الثقافية، ويذاع صيتها، وتصبح واحدة من أبرز المطربات على الساحة الفنية، وتشارك بالغناء في القصر الملكي للخديوي، وتتعلم غناء الموشحات ويتعرف عليها عبده الحمولي وهو وائل الفشني، ويعجب بها كثيرًا.
اختفاء ألمظ عن الساحة الفنية
ويطلب منها الزواج، وبالفعل توافق على ذلك، ولكنه بعد الزواج يمنعها من الغناء، لتختفي ألمظ من على الساحة الفنية، ويشتد عليها المرض، وترحل متأثرة بهذا المرض.
واستطاع المخرج مازن الغرباوي سرد الأحداث بطريقة عصرية، بالرغم من وقوعها في زمن الماضي، واستعان ببعض التقنيات العصرية الحديثة، مع استخدامه للأدوات المسرحية الكلاسيكية.
وحرص على تجريد خشبة المسرح من قطع الديكورات الثقيلة، واكتفى بالاستعانة بشاشة تكنولوجية حديثة، من أجل عرض بعض الصور خلال المشاهد، والتي تشير إلى بتغيير الديكور على خشبة المسرح، وتستخدم في التنقل من مشهد لآخر، وأيضًا استخدم في تغيير الديكور القطع البسيطة والتي كان يحملها الممثلين بالعرض لتغيير المشاهد، وهذا به نوع من التغريب، والذي يعتمد على محاولة منع الجمهور من التأثر بالأحداث، والانغماس بها، والذي كان يستخدم بالمسرح البريختي.
وقسم مازن الغرباوي المسرحية لعدد من المشاهد، وكل مشهد يعرض جانب بسيط من حياة الثنائي، ألمظ، وعبده الحامولي، وذلك لعرض أكبر قدر من المعلومات عنهما، وقصر مدة العرض، كما اعتمد في بعض الأمور على سرد الأحداث بدلًا من تجسيدها على خشبة المسرح بسبب أيضًا قصر مدته.