" أولبرايت".. سيدة قوية فتحت باب الطموح أمام النساء فى أمريكا

سيدات لعبن دورًا سياسيًا كبيرًا فى الولايات المتحدة الأمريكية، وأضفن لتاريخ المرأة فى تلك القارة وفى قارات العالم كله، وتولين مناصب رفيعة، كمنصب وزير الخارجية ومستشار الأمن القومى، وتميزن بالصلابة والكلمة المسموعة فى البيت الأبيض وخارجه، بحكم امتلاكهن لصفات وسمات كاريزمية أضفت عليهن طابع الشخصية القوية فى العمل العام.


مادلين أولبريت، إحدى هؤلاء النساء اللواتى دخلن التاريخ النسائي من أوسع أبوابة، فقد عرفت مادلين بالذكاء والحكمة والقوة، وجمعت كل مقومات المرأة الصارمة ليتم تلقيبها بالمرأة الحديدية، حيث شغلت مادلين أولبريت أحد أعلى وأهم المناصب في الولايات المتحدة الأمريكية، وهو منصب وزيرة الخارجية، وكانت أول إمراة تتولى هذا المنصب، وذلك خلال الولاية الثانية للرئيس الأمريكى الأسبق بيل كيلنتون، وترشحت لهذا المنصب الرفيع فى ديسمبر 1996، وتولته رسميا فى يناير 1997.

وباشرت"اولبريت" أعمالها بعد موافقة مجلس الشيوخ الأمريكي عليها ليسجل التاريخ النسائي واحدة من أقوى رموزه كمثل وقدوة تتحذى به كل النساء الحالمات الطامحات فى تحقيق المجد السياسى والدور التاريخى من خلال المناصب الرفيعة، خاصة أن نجاحها أكد للنساء فى أمريكا والعالم أنه لايوجد شىء مستحيل، وربما يكون ذلك أحد أهم أسباب وصول هيلارى كيلنتون لنفس المنصب فى عهد الرئيس الأمريكى الأسبق باراك أوباما، وتنفيذ طموحها السياسى على أرض الواقع بالترشح للرئاسة الأمريكية فى 2016، وهو الطموح الذى يتوقع البعض أن تحققه كاملا هارئيس نائبة الرئيس الأمريكى المحتمل جو بايدن،

المولد والنشأة

ولدت مادلين أولبريت في مدينة براج عام 1937 بتشيكوسلوفاكيا جمهوية التشيك حاليًا، واسمها الحقيقي هو ماري آنا كوربولوفا، هاجرت مع عائلتها إلى لندن هربًا من الغزو النازي بسبب أصولهم اليهودية ولكن اعتنقوا المسيحية وعادوا إلى بلادهم عقب انتهاء الحرب العالمية وهاجروا مرة أخرى للولايات المتحدة ليستقروا في تلك البلاد،وكان والدها جوزيف كوربل أستاذًا بجامعة دنفر الأمريكية حيث كان يُدرس العلوم السياسية فترعرت الفتاة في جلباب أبيها وتخصصت هي الأخرى في دراسة العلوم السياسية في جامعة ويلزلي كوليدج وتخرجت بمرتبة الشرف ولديها شقيق يعمل في مجال الاقتصاد، ويدعى "جون" وتزوجت مادلين من الصحفي جوزيف ميديل باترسون وأنجبت ثلاث بنات ولكنها انفصلت عنه عام 1982.

أهم المناصب

شغلت مادلين مناصب عديدة ومهمة منها، منصب سفيرة ومندوب دائم للولايات الويات المتحدة لدى الأمم المتحدة منذ 1993عام إلى عام 1997، ووزيرة خارجية للولايات المتحدة عام 1997.

وتعد مادلين عضوًا بارزًا في الحزب الديموقراطي الأمريكي، وتجيد اللغة الإنجليزية والتشيكية والفرنسية وتتحدثهم وتفهمهم بشكل كامل وتفهم بشكل جيد الروسية والبولندية والصربية أيضًا.

قضايا مثيرة للجدل

مات في عهدها أكثر من نصف مليون عربي بالعراق، أكثرهم من الأطفال بسبب الحصار الاقتصادي الذى تم فرضه عليه بصرامة، وبسؤالها عن ذلك، قالت:" هذا ثمن مناسب للحصار"، وعندما قيل لها أن هذا عدد ضحايا الحصار أكبر من ضحايا هيروشيما، أجابت بـ " نعم يستحق ذلك ".

مادلين بعد ترك المنصب

في عهد دونالد ترامب الرئيس الأمريكي، المنتهية ولايته الأولى فى 20 يناير القادم، صرحت مادلين أولبريت بأنها متضامنة مع المسلمين ومستعدة تغيير ديانتها في الأوراق الرسمية كمسلمة كوسيلة للتضامن من جانبها مع مسلمي أمريكا، وجاء ذلك ردا منها على تصريح لترامب تعهد فيه أثناء حملته الانتخابية بترحيل المهاجرين غير الشرعيين من الأراضي الأمريكية وتقييد دخول وهجرة مواطني سبع دول أغلبها عربية.

كما غردت حينها قائلة "يجب أن تبقى الولايات المتحدة مفتوحة أمام الأشخاص من كل الخلفيات والمعتقدات".

موقففها من سياسة ترمب

" ترامب يثير الانقسامات ولديه غريزة إستبدادية " هكذا هاجمت مادلين الرئيس الامريكى دونالد ترامب، وقالت، فى تعليقها على موقف ترامب من المتظاهرين السود "من الخطر أن يعتقد شخص يتمتع بالسلطة أنه فوق القانون، ما يحدث في أمريكا هو الجحيم".

وكانت هذه المظاهرات قد اندلعت ضد الشرطة الأمريكية بالتزامن مع الانتخابات الرئاسية الأخيرة، عقب حادث قتل جورج فلوريد الذي توفى متأثرًا بإصابته بسب عنف الشرطة الأمريكية أثناء اعتقاله.

وانتقدت "أولبرايت" تصوير السود المتظاهرين على أنهم إرهابيين، واتهمت ترامب بمحاولة استخدام سياسة التقسيم بين الشعب الأمريكي لكسب السلطة، واصفةً ما يفعله ترامب فى هذا الصدد بـ "الفاشية".

مادلين وهيلاري كلينتون:

أعلنت أولبرايت دعمها القوى لهيلارى كلينتون أثناء ترشحها للانتخابات الرئاسية في وقت سابق وقالت ستكون ثورة بالفعل إذا ما صار لدينا أول سيدة رئيسة للولايات المتحدة.

مادلين مخاطبة المرأة:

نصيحتي للمرأة هي أن تكون على ثقة بأن ما تتمتع به من مؤهلات يستحق التقدير وبإمكانها أن تحدث فارقًا، وهذا واجب عليها وما إن تدرك أن واجب على وجودها تحقيق التغيير وعليها استغلال جميع الموارد المتاحة لها في سبيل قضيتها.